مدينة ذي قار العراقية تمنع دخول المراهقين المقاهي وصالات الألعاب

17 ديسمبر 2018
الهدف من القرار حماية القاصرين (أليكس بوتر/Getty)
+ الخط -


بدأت محافظة ذي قار جنوبي العراق تطبيق قرار هو الأول من نوعه في البلاد، يمنع دخول المراهقين والأطفال إلى المقاهي وصالات الألعاب، وإلزام أصحابها بالقرار تحت طائلة تغريمهم، وأخذ تعهد من أولياء الأمور بمنع أبنائهم المراهقين إذا ضبطوا فيها.

ولاقى القرار ترحيبا واسعاً من قبل السكان في المحافظة الواقعة على بعد 250 كلم إلى الجنوب من بغداد، والتي تعرف بثرائها الفكري والثقافي والأدبي خاصة في عاصمتها المحلية مدينة الناصرية، كما طالبت محافظات أخرى بإصدار قوانين مماثلة فيها.

وأعلن قائد شرطة محافظة ذي قار اللواء حسن الزيدي، اليوم الاثنين، البدء بتنفيذ قرار منع ارتياد الأحداث والأطفال للمقاهي وصالات البليارد، بهدف الحفاظ عليهم والحد من جنوحهم. وأوضح الزيدي في تصريح أوردته صحيفة "الصباح" الرسمية العراقية أن "القرار يقضي بمنع دخول الأحداث دون سن 18 عاما للمقاهي وصالات البلياردو".

وكشف أن الشرطة نفذت حملات واسعة في تلك الأماكن، ورصدت وجود أطفال حتى ساعات متأخرة من الليل، فأخذتهم وسلمتهم لعائلاتهم، ثم أخذت تعهدات من أصحاب المقاهي بمنع أدخال من هم دون سن 18 عاماً، لافتا إلى أن إجراءات ستتخذ بحق هؤلاء في حال تكررت المخالفة، إضافة إلى إجراءات قانونية بحق أولياء الأمور.

وأكد أن الحملة تأتي استجابة لمناشدات المواطنين في المحافظة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن ظاهرة ارتياد الأحداث والصغار المقاهي وتركهم دراستهم وجنوحهم.

وقالت هناء الفياض عضو منظمة "الفرات"، وهي منظمة اجتماعية معنية بشؤون المرأة والطفل جنوبي العراق، إن "المنظمة رصدت في الفترة السابقة هروب عشرات الطلاب يومياً من المدارس عبر السياج وذهابهم للمقاهي ودور السينما وهو أمر خطير للغاية، خصوصاً أن بعض تلك الإمكان خطر على المراهقين، وفيها مستقر للمخدرات والتدخين وأشياء أخرى تنذر بانحراف المراهق".

وأكدت لـ"العربي الجديد"، إن "القانون لحماية الطفولة بالدرجة الأولى، ودخول الشرطة على خط حماية المجتمع أمر يبشر بالخير".

في المقابل، قال الرائد الحقوقي ضياء الحسيني، من مديرية الشرطة المجتمعية بوزارة الداخلية العراقية لـ"العربي الجديد"، "إن انشغال الأمن بالحرب ضد إرهابيي داعش طيلة السنوات الماضية قابله انتشار ظواهر اجتماعية خطيرة منها ما يهدد الأطفال كالمخدرات والتدخين وقضايا أخرى، وساعد انشغال أولياء الأمور بتدبر معيشتهم باستفحالها".

وأكد أن الشرطة تسعى لتنظيم إجراءات الدخول إلى المقاهي والنوادي وكل الأماكن التي لا تناسب الأطفال، وحتى بيع السجائر والمشروبات الكحولية والأدوية وغيرها لمن هم دون سن 18 عاماً، معتبرا أن "الطفل في هذه السن يجب أن يكون على مقاعد الدراسة وليس بمكان آخر، وهذه مهمة تشترك بها الشرطة المجتمعية بكل التأكيد من خلال حماية هذه الشريحة".

وعن القرار قال عضو نقابة المحامين العراقية محمد حسين طعمة لـ"العربي الجديد"، "إن الإجراء الذي قامت به الشرطة مستمد من قانون حماية الطفل لعام 1976 النافذ لغاية الآن، كما أنه يعتبر تنفيذا لقانون 111 ضمن الفقرة التي تتناول حماية الأطفال القاصرين"، لافتاً إلى أن مبادرة الشرطة في محافظة ذي قار قد تدفع محافظات أخرى لتنفيذها قريبا.

ورحب أولياء أمور بالخطوة معتبرين أنها مساعدة لهم في متابعة أبنائهم. وقال جاسم سعدي(58 عاما) ويسكن مدينة الصويرة بمحافظة واسط لـ"العربي الجديد"، "إن القرار إذا تم تنفيذه سيكون علينا أن نشكر الشرطة".

وأضاف "منع الأطفال من دخول تلك الأماكن فرصة ليست لحمايتهم فقط، وإنما لمحاربة مروجي الممنوعات، فهناك مراهقون وقعوا بفخ الإدمان على المخدرات أو السجائر بسبب ارتيادهم تلك الأماكن، وتجربة تلك المواد بدافع الفضول وإثبات الرجولة أوقعتهم في الإدمان عليها".