كثيرة هي الأسباب التي تجعل مدينة الحمامات التونسية واحدة من أروع الأماكن لقضاء إجازة الصيف.
تروي مؤسِسة موقع فرونيكا للمغامرات، وهي صحافية متخصصة في الشؤون السياحية، تفاصيل رحلتها إلى مدينة الحمامات، وتقول: "تتعدد الأسباب التي تجعل هذه المدينة على قائمة اهتمامك، فهي أشبه بجنة استوائية".
وتضيف أن "المدينة جذبتني من خلال حديث الأصدقاء، فكل من زارها عاد بذكريات لا تنسى، عن كرم أهلها، طبيعتها، الأنشطة الترفيهية، أسلوب حياة سكانها. وتردف "لقد دفعتني هذه الأسباب إلى زيارتها، كانت الرحلة فعلاً سعيدة جداً".
تقع مدينة الحمامات في الشمال الشرقي للبلاد، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق استقطاباً للسياح في فصل الصيف.
تتنوع الروايات الخاصة بتسميتها، وإحدى هذه الروايات، كثرة أسراب الحمام التي تحلّق في فضائها، والتي تعد عاملاً إضافياً لزيارتها.
السياحة الشاطئية
لاشك في أن زيارة مدينة الحمامات، تعني أن السائح أراد الاستجمام على الشواطئ الرملية، لأن المدينة تملك واحدا من أجمل الشواطئ في منطقة المتوسط، وأكثرها شهرة عالمية، ما يجعله أكثر استقطاباً للزوار.
تشتهر شواطئ الحمامات بمياهها الزرقاء الفيروزية النظيفة، وطبيعتها المتنوعة الخلابة التي تحيط بها. كذا يحتضن الشاطئ العديد من السواحل الرملية البيضاء، حيث تكثر النشاطات الرياضية المائية، من السباحة، إلى ركوب الأمواج، والغوص.
كما يضم الشاطئ العديد من المنتجعات السياحية والفنادق، والمدن الترفيهية، التي تراعي كافة الأذواق والأعمار.
ومن أكثر المناطق الترفيهية شهرة، قرطاج لاند Carthageland، الواقعة في منتجع الياسمين، وهو من أهم معالم تونس السياحية التي تتضمن العديد من الألعاب الترفيهية. وعادة ما يحاول الزائر قضاء يوم في هذه المدينة الترفيهية، خاصة وأنها تشبه إلى حد كبير نظيرتها في المدن الأجنبية، خاصة في اليونان وإسبانيا.
أسوار المدينة
بعيداَ عن الأنشطة المائية، تشير فرونيكا إلى أنها قررت وأصدقاؤها تخصيص يوم كامل لاكتشاف الأحياء القديمة في المدينة، حيث تقول: "أثناء سيرنا في الشوارع الضيقة، حاولنا التقاط الصور التي تظهر جوهر المدينة القديمة".
وتضيف أننا "اكتشفنا الجدران الخارجية للمدينة، -أي الأسوار المحيطة بها- وتخيلنا أجيال التونسيين الذين عاشوا هناك منذ أن وجدت في القرن الأول".
تقع أسوار المدينة في جهتها الجنوبية والغربية، وتضم العديد من الآثار، من أبرزها البرج المربع، والحصن.
أما في الجهة الشرقية من الأسوار، فيمكن للزائر التنزه هناك، خاصة أنها محمية بأربعة أبراج مربعة الشكل. كما تضم الأسوار العديد من الأبواب القديمة التي لها رمز عند التونسيين، منها باب البلد أو باب السوق في الجهة الجنوبية الشرقية، وباب البحر الشمال الغربي، والباب القبلي.
وفي نهاية اليوم، لابد من تذوق الأطعمة الشهية التي تقدمها العديد من المطاعم الشعبية.
الأسواق الشعبية
ليست الأسواق الشعبية في هذه المدينة، مجرد مراكز للتسوق، أو حتى أماكن لشراء المنتجات التقليدية أو الحرفية وحسب، بل هي نزهة في عالم من العادات والتقاليد. تقول فيرونيكا إننا "قصدنا الأسواق الشعبية لشراء الهدايا التذكارية، لكن الهندسة المعمارية للأسواق، والمباني التي تعود إلى العصور القديمة، تأخذ السائح في رحلة عبر التاريخ"، وتضيف أن" كل مبنى من هذه المباني يروي قصصا تاريخية".
تتميز المباني بطابعها التقليدي، فهي تجمع ما بين الهندسة العربية التقليدية والهندسة الأفريقية.كذا، تتميز الأسواق الشعبية بممراتها الضيقة والمتعرجة، حيث يستمتع السائح بالسير عبر الأزقة لاكتشاف جمال المدينة وعراقتها، ولابد له هناك من احتساء كوب من الشاي والنعنع في المقاهي المنتشرة.
ولمحبي التسوق، تضم هذه الأسواق العديد من المنتجات التقليدية، خاصة الفضيات والأواني الزخرفية، كما تضم العديد من المنتجات الحريرية، والأقشمة المطرزة.
التنوع الثقافي
بالإضافة إلى الترفيه والاستمتاع بالأنشطة الصيفية الممتعة، تتميز المدينة أيضاً بكونها مركزاً ثقافياً هاماً، ويتجلى ذلك من خلال الآثار الرومانية المتنوعة على أطراف المدينة، أو من خلال احتضانها الفاعليات الثقافية، منها حلقات الشعر والفن.
عادة ما يقصد السياح الألواح القديمة التي تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهي عبارة عن ألواح مزخرفة، شبيهة بقطع الفسيفساء. يقع هذا الصرح من الآثار الرومانية على بعد ثلاث كيلومترات من المدينة.
أما محبو ندوات الشعر، والخطابة والفن، فعليهم زيارة فيلا "سيباستيان" الفخمة في المنطقة الجنوبية من الحمامات. وهي عبارة عن بيت كبير ذي طراز هندسي تقليدي، تم تحويله إلى مركز ثقافي حيوي يستضيف العديد من الفعاليات مثل مهرجان الحمامات الدولي للموسيقى والدراما، خاصة في فصل الصيف.كما تستضيف حدائق فيلا سبياستيان العديد من ندوات الشعر.
تكاليف الرحلة
قبل البدء باحتساب تكاليف الرحلة، لابد من الإشارة إلى أن مدينة الحمامات واحدة من أشهر المدن التونسية، والأكثر استقطاباً للسياح، ولذا فإن المدينة تعتمد في اقتصادها على السياحة بالدرجة الأولى، حيث يعمل معظم سكانها في قطاع الترفيه، والمطاعم.
في السابق، عمل سكان الحمامات في صيد الأسماك، نظراً لموقعها الجغرافي، كما اشتهرت أيضاً بالتجارة.
تتنوع الفنادق والمنتجعات السياحية، إذ يمكن للسائح الاختيار ما بين الفنادق المصنفة خمس نجوم، أو تلك الأقل سعراً، وعادة ما تبدأ الأسعار من 30 دولاراً وترتفع.
أما بالنسبة إلى التكاليف الشخصية، كالطعام والنقليات، فهي رخيصة نسبياً، إذ يمكن تناول وجبة طعام تقليدية بنحو 3 دولارات، كما أن وسائل النقل متاحة وبأسعار مدروسة.
عادة لا يتطلب من السائح الإنفاق أكثر من 500 دولار لمدة 5 أو 6 أيام في المدينة.