مدير المخابرات البريطانية: قتل خاشقجي "كان اعتداءً مروعاً وصادماً"

03 ديسمبر 2018
حذّر موسكو من "الاستهانة بالغرب" (أونور كوبان/الأناضول)
+ الخط -
وصف مدير جهاز المخابرات البريطانية (إم.آي 6)، أليكس يانجر، اليوم الإثنين، مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية بإسطنبول، في أكتوبر/تشرين الأول، بأنه "كان اعتداء مروعا وصادما".

وجاء تعليق يانجر على مقتل خاشقجي في ثاني كلمة مهمة له منذ تعيينه في منصبه عام 2014، وذلك أمام طلبة بجامعة سانت أندروز في اسكتلندا.

والتقت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المشتبه على نطاق واسع بأنه من أعطى الأمر باغتيال خاشقجي، وطالبته بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة، على الرغم من وجود أدلّة تؤكّد أنّه هو من أمر بتنفيذ الاغتيال. وقالت إنه "يجب اتخاذ إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث"، وذلك على هامش قمة العشرين التي عقدت في بوينس آيرس الأرجنتينية.

وأشار مكتب ماي، في بيان، إلى أن "رئيسة الوزراء شددت على أهمية ضمان محاسبة المسؤولين عن واقعة مقتل جمال خاشقجي المروعة، واتخاذ السعودية إجراءات لبناء الثقة وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث المؤسف أبدا"؛ فيما يبدو محاولة غير مباشرة من الحكومة البريطانية لتجميل صورة بن سلمان وإبعاده عن الشبهات.

وكانت ماي قد أكدت، في وقت سابق، أن التحقيق في قضية خاشقجي يجب أن يكون كاملا وموثوقا به. 

وتعرضت بريطانيا لضغوط لوقف مبيعات السلاح للسعودية، بسبب العدد الكبير من القتلى نتيجة الغارات الجوية في حرب اليمن التي تتزعمها السعودية، وكذا جريمة قتل خاشقجي.

تحذير موسكو

إلى ذلك، حذّر مدير جهاز المخابرات البريطانية، الكرملين، مطالبا إياه بـ"عدم الاستهانة بالغرب"، بعد الاعتداء بغاز أعصاب على جاسوس مزدوج متقاعد في إنجلترا، والذي أثار المخاوف من الأنشطة الروسية السرية في الخارج، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

وقال إن روسيا تتخذ موقف "المواجهة الدائمة" مع الغرب، مشيرا إلى الهجوم بغاز للأعصاب على الجاسوس المتقاعد، سيرجي سكريبال، في مدينة سالزبري الإنجليزية، شهر مارس/آذار.

وبعد الهجوم، أصدر حلفاء لبريطانيا في الغرب قرارات طرد دبلوماسيين روس هي الأكبر من نوعها منذ ذروة الحرب الباردة. وقالت بريطانيا إن عملاء جهاز المخابرات الروسي (جي.آر.يو) استخدموا غاز الأعصاب نوفيتشوك في الهجوم على سكريبال.

وقال يانجر لطلبة بجامعة سانت أندروز في اسكتلندا: "استخدمت روسيا سلاحا كيميائيا عسكريا على الأراضي البريطانية".




واستطرد "نيتنا أن تدرك الدولة الروسية أنه مهما كانت المزايا التي تعتقد أنها تحققها من هذه الأنشطة، فإنها لا تستحق المجازفة".

ونفت موسكو مرارا أي دور لها في الهجوم، واتهمت وكالات المخابرات البريطانية بشنه لإثارة حالة هيستيرية مناهضة لروسيا.

وكشف سكريبال العشرات من الجواسيس لجهاز (إم.آي 6)، لكن صدر عفو عنه فيما بعد، وكان طرفا في مبادلة للجواسيس، على غرار ما كان يحدث أثناء الحرب الباردة.

وقال يانجر: "أود التأكيد أنه وعلى الرغم من أن الدولة الروسية تسعى لزعزعة استقرارنا، فإننا لا نسعى لزعزعة استقرار روسيا. ولا نسعى وراء التصعيد"، مضيفا أن المخابرات البريطانية أحبطت هجمات عديدة لتنظيم "داعش" الإرهابي جرى التدبير لها في الخارج.

وقبل أقل من أربعة شهور على الموعد المقرر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/آذار، قال يانجر إن جهاز (إم.آي 6) يواصل العمل مع شركائه لتعزيز "روابط أمنية لا غنى عنها" في أوروبا. 

وأشار إلى أن بريطانيا ساعدت فرنسا وألمانيا على إحباط هجمات إرهابية.