فيما يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لملمة" آثار قمة هلسنكي التي عقدت بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين الماضي، لا تزال ردود الفعل في الولايات المتحدة على القمة تتوالى، منتقدة بمجملها أداء ترامب، ومحذرة من التقارب الشخصي بينه وبين موسكو، المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
آخر هذه الردود، ما صدر أمس عن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، كريستوفر راي، الذي اعتبر أن روسيا لا تزال تستخدم الدعاية الكاذبة، والبروباغندا، والعمليات السرية، للتلاعب بالأميركيين في كلتا الجبهتين المختلفتين حول القضايا المهمة في البلاد، من أجل زرع الخلاف في الولايات المتحدة.
ووقف راي إلى جانب تقدير وكالات الاستخبارات الأميركية بأن موسكو تدخلت في انتخابات بلاده، رافضاً ما صرح به بوتين خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بترامب، والذي كرر فيه الموقف الروسي المتمسك برفض الاتهامات الأميركية.
وقال راي، خلال افتتاح مؤتمر لمنتدى أسبن الأمني في كولورادو: "لديه (بوتين) وجهة نظره، وباستطاعتي أن أقدم لكم وجهة نظري"، مضيفاً أن "وجهة النظر الاستخبارية الأميركية لم تتغير. ولا وجهة نظري".
وتسود في واشنطن حالة من الجدل حول ما إذا كان ترامب قد قبل بتقديرات استخبارات بلاده، وما إذا كان يؤمن بأن الروس لا يزالون يسعون للتأثير في الانتخابات الأميركية أو يهددون البنية السياسية للولايات المتحدة.
وأعرب راي عن رفضه لعرض بوتين، بالسماح للأميركيين بالوصول إلى 12 ضابطاً في الاستخبارات الروسية، والمتهمين في تحقيق روبرت مولر حول التدخل الروسي، مقابل السماح لموسكو باستجواب أميركيين يتهمهم الكرملين بارتكاب أفعال جرمية تضر ببلاده.
ولم يستبعد البيت الأبيض قبول مقترح باستجواب روسي في الولايات المتحدة للأميركيين الذين يتهمهم الكرملين "بأنشطة غير قانونية"، ومن بينهم السفير الأميركي السابق في موسكو، مايكل ماكفول. وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال إفادة صحافية مقتضبة "سيجتمع الرئيس مع فريقه، وسنعلمكم عندما يكون لدينا إعلان بهذا الشأن".
لكن راي، أعلن أنه يرفض العرض الروسي، وقال "لن أقول أبداً، ولكن هذا الموضوع ليس بكل تأكيد على رأس تقنيات عمليات التحقيق التي نقوم بها".
واعتبر راي أن روسيا لا تزال تقوم بعمليات خبيثة ليومنا هذا لـ"زرع بذور الخلاف والانقسام في الولايات المتحدة"، مضيفاً أن روسيا "ليست وحدها الدولة التي تهدد أميركا"، بل "الصين، التي تمثل أهم وأوسع خطر يواجه الولايات المتحدة".
وحول الخطر الصيني، أوضح أنه "لدينا تحقيقات تتعلق بعمليات تجسس اقتصادية في 50 ولاية أميركية، تعود جميعها إلى الصين"، معتبراً أن حجم هذه العمليات "لا ينبغي لبلادها إساءة تقديره".
(أسوشييتد برس)