ودفعت وزارة الداخلية اليوم بـ2500 شرطي ودركيّ إلى شوارع باريس، لمراقبة نحو 3 كيلومترات قد يحضر فيها مشجعو الفريق الجزائري، كما أن أعداداً أخرى من الشرطة ستكون حاضرة في حي باربيس، الحي العربي في قلب باريس، وفي منطقة سين-سان- دونيه، بالضاحية، والتي توجد فيها نسبة كبيرة من العرب والأفارقة.
وستظل جادة الشانزيليزيه مفتوحة أمام المشجعين رغم مطالبات بحظر التظاهر فيها يتبناها اليمين المتطرف وبعض ممثلي اليمين التقليدي، ومنهم عمدة المقاطعة الباريسية الثامنة، جان دوتيسير، التي تتعلل بقلق التجار على ممتلكاتهم.
وقال الجزائري عبد الملك أوراغ: "سوف نحتفل في الشانزيليزيه، رغم أنها محظورة على السترات الصفراء".
أحمد الراجي عامل مغربي يقيم في ضاحية باريسية، لكنه حضر إلى جادة الشانزيزيليه استعدادا للاحتفال بفوز المنتخب الجزائري، ومثله حضر المصري عبد الباسط، وآخرون سوريون ولبنانيون وسودانيون، وكلهم يأملون في أن يحوز الجزائريون الكأس، وقال السوداني المقيم في باريس منذ ثلاثين سنة، عثمان أحمد: "إن شاء الله ينتصر المنتخب الجزائري، وينتصر الحراك الشعبي".
لكن وسائل الإعلام الفرنسية لم تتوقف عن تهويل تداعيات ما بعد المباراة، محذّرة من أعمال شغب كما حدث بعد تأهل المنتخب الجزائري إلى النهائي في باريس ومدن فرنسية أخرى مثل ليون ومارسيليا وبيزانسون، قبل أن تستطيع الشرطة السيطرة على الأمور.
وكانت السلطات الفرنسية تفكر في تخصيص منطقة للمشجعين استجابة لمطالبة بعض نقابات الشرطة، إلا أن سكرتير الدولة لدى وزير الداخلية، لوران نونيز، رفض الفكرة، معتبرا أنها لن تمنع تدفق المتفرجين على شاشات عملاقة في الشوارع.
ومنحت مباريات الفريق الجزائري فرصة للجزائريين للتلويح بأعلام بلدهم، وترديد النشيد الوطني، فضلا عن التضامن العربي الواضح في التشجيع، إلا أنها في المقابل، أزعجت اليمين الفرنسي العنصري، فتعالت صيحات مسؤولين حزبيين يمينيين تطالب بحظر التظاهر في الشانزيزليزيه، وحظر التلويح بالعلم الجزائري، وذهب بعضهم إلى تمني خسارة المنتخب الجزائري.
وفي سياق متصل، كتب عالم الاجتماع والوزير الفرنسي السابق، عزوز بقاق، وهو من أصول جزائرية، في صحيفة "لوموند"، أن الحراك الشعبي الذي انطلق قبل أشهر، وشارَك فيه ملايين الأشخاص من دون عنف، ولا تخريب، أصبح بمثابة "ثورة حيّا العالَم سلميّتها وحكمتها"، لكنه تأسَّف أن "فضائل الحراك الجزائري لم تنتقل إلى مشجعي كرة القدم الجزائريين في فرنسا".
من جهة أخرى، حاورت صحيفة "لوفيغارو" اليمينية، الفرنسية مليكة سوريل، وهي من أصول جزائرية، والتي انتقدت تلويح الجزائريين بأعلامهم الوطنية، معتبرة أن "التلويح بالعلم هو فعلٌ سياسي"، وتأسّفت "لاستسلام الدولة الفرنسية الذي يدفع عدداً متزايداً من الأشخاص لإدارة الظهر للاندماج الثقافي".