عادت مدن تونسية إلى إجراءات الإغلاق والتشديد بسبب موجة الوباء الثانية التي تتصاعد في عدد من محافظات البلاد، إذ أعلنت السلطات المحلية بمحافظة قابس، اليوم الجمعة، إغلاق مدينتي الحامة والحامة الغربية عقب تفشي فيروس كورونا فيهما، وتسجيل 38 إصابة جديدة في يوم واحد، وهو أعلى معدل إصابات يسجل منذ بدء الحائجة في مارس/ آذار الماضي.
وقررت محافظة قابس ( جنوب شرقي تونس) الإغلاق المؤقت لمدينتي الحامة والحامة الغربية، قصد القيام بإجراءات التقصي النشيط والمكثف وحصر جميع الحالات المصابة وعزلها عن بقية السكان، وفق بيان أصدرته المحافظة الجمعة.
وقال البيان، إنه "سيتم تأمين مسالك التوزيع لمختلف المواد الأساسية وتكثيف العمل الرقابي لضمان توفير هذه المواد بالمعتمديتين، وأن يخضع الدخول والخروج من الحامة والحامة الغربية وإليهما إلى ترخيص من السلطات الأمنية المعنية حسب مرجع النظر".
وقررت السلطات المحلية إغلاق المدينتين بعد تنامي عدد الإصابات وتسجيل حالات مجمعة لانتقال أفقي لفيروس كورونا تم رصده في أحد مصانع الجهة، ما تطلب إغلاقه وإخضاع العاملات للحجر الوجوبي.
وأكد رئيس اللجنة الوطنية للحجر الصحي محمد الرابحي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن إغلاق مدينتين من محافظة قابس هو إجراء وقائي تحسباً لزيادة انتشار الفيروس خارج المنطقة وفي محافظات أخرى، مشيراً إلى أن عاملات مصنع تفشت فيه العدوى سيخضعن للتحاليل والحجر الوجوبي إلى حين التأكد من سلامتهن.
وأضاف أن مستشفى ميدانياً ومخابر تحليل متنقلة تم تركيزها في المنطقة، من أجل تسهيل التكفل بالمصابين ومنع العدوى من الانتشار.
ومدينة الحامة، التي أغلقت اليوم بقرار من السلطات الصحية، هي قبلة للعديد من الزوار الباحثين عن الاستشفاء بالمياه المعدنية في حمامات الاستشفاء بالمياه الطبيعية الساخنة الموجودة فيها، ما يرفع إمكانية نقل الوباء إلى محافظات أخرى داخل البلاد.
وإغلاق مدينة الحامة هو ثاني قرار بالإغلاق التام للمدن الذي تتخذه السلطات التونسية لبؤر الوباء منذ بدء الجائحة، حيث سبق أن أغلقت، إبان الموجة الأولى، مدينة جربة في محافظة مدنين التي ظلت معزولة لأكثر من ثلاثة أسابيع، إلى حين محاصرة الفيروس والقضاء على سلاسل العدوى المحلية التي بدأت عبر عدوى وافدة لمقيم بالخارج لم يلتزم بالحجر الوجوبي.
كذلك أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل تقديم دعم مالي للهياكل الصحية في الحامة التابعة لولاية قابس.
وكشف الاتحاد، في بلاغ صادر عنه نشره على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أنّ قيمة المساهمة المالية تقدر بـ100 ألف، وذلك في إطار دعم المنظمة النقابية للمنطقة التي تشهد عودة لانتشار فيروس كورونا، واستجابة لصيحات الفزع التي أطلقها الأهالي خوفاً من زيادة انتشار هذا الفيروس وخروج الوضع عن السيطرة.