مدرستان فقط في جرابلس لاستقبال الطلاب المحرومين من العلم

24 فبراير 2017
افتتحت المدرستان للطلاب الذين حرموا من التعليم (الأناضول/Getty)
+ الخط -

ترتكز العملية التعليمية في مدينة جرابلس شمال سورية، على مدرستين وحيدتين، واحدة للمرحلة الإعدادية وأخرى للابتدائية، فتحتا هذا العام أبوابهما للطلاب الذين حرموا لسنوات من التعليم، وذلك عقب تحرير المدينة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على يد قوات "درع الفرات".

وفي هذا السياق، يوضح عبد الباسط الحسن، وهو ناشط سوري مقيم في مدينة جرابلس، أنّ "المدرستين تدعمهما جهة تركية، ويتولى إدارتهما مدراء أتراك، كما يدرّس بهما أساتذة سوريون باللغة العربية". ويوضح أنه لم يمض على افتتاحهما أكثر من ستة أشهر، ولا يزال مستوى التعليم في المدرستين ضعيفا عموماً، إذ "تم توزيع الطلاب في الصفوف حسب أعمارهم، وهو ما أحدث فوضى في الصف، خاصة أن منهم من انقطع لسنوات عن الدراسة وباتت المستويات متفاوتة، وكان الأجدر أن يتم تحديد مستواهم العلمي وتحديد الصف على أساس ذلك، فهناك من لم يتعلم القراءة والكتابة، وهو في الصف السابع".

ويضيف "تتّبع المدرستان مناهج طبعت في تركيا، وهي مختلفة عن تلك التي تدرس من قبل مديريات التربية التابعة للائتلاف، وهناك حديث عن تعديلها مرة أخرى واعتماد مناهج جديدة في العام القادم بمناطق سيطرة درع الفرات".

وكانت المدينة قد شهدت تزايداً كبيراً في أعداد السكان العائدين إليها من أهلها والنازحين عقب تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وحالة الأمان النسبي الذي تتمتع به بالمقارنة مع المناطق المحيطة، لكن ذلك شكّل ضغطاً على المدرستين اللتين لم تتمكنا من استيعاب جميع الطلاب. يقول الحسن "حاول الكثيرون تسجيل أبنائهم في هذه المدارس، لكنها لم تستوعب أعداداً جديدة".



ولا تزال القرى التابعة لمدينة جرابلس تفتقر لوجود أي مؤسسة تعليمية، ويقول الحسن "لم تقم الحكومة التركية أو الائتلاف بافتتاح مدارس في القرى، وهو ما يدفع بعض الأهالي لدعم صفوف لأبنائهم، إذ تبادر مجموعة أساتذة، لتدريس طلاب القرية، ويقوم الأهالي بدفع مبلغ بسيط عن كل طالب.

وبحسب المتحدث، تفتقر جرابلس اليوم إلى وجود مدرسة ثانوية، "هناك عدد من  الطلاب في مستوى التاسع ما زالوا يدرسون منهاج النظام، ليقوموا بتقديم امتحان الشهادة الإعدادية في حلب، أملاً في الحصول على شهادة معترف بها. رداءة التعليم أجبرتهم أن يقوموا بهذا، وقد سمعنا أنهم سيفتتحون مدرسة ثانوية العام القادم، ومنذ حوالي شهر زار مسؤول تربوي تركي المدينة ووعد الطلاب في المدارس، بأن نفقات التعليم ستتكفل بها الحكومة التركية".

في المقابل، يُحجم الكثير من الأطفال والمراهقين عن الالتحاق بالمدارس ويفضلون العمل، يقول محمد "َ13 عاماً" من مدينة جرابلس "إذا عدت للمدرسة  لسنة أو سنتين، ثم ماذا؟ ستعود الحرب وننزح وسأضيع هذه السنوات".

في المقابل، يشير عدنان الحسين وهو أحد سكان مدينة جرابلس، إلى أن "إقبال الطلاب على المدارس يتزايد، خاصة في الفئات العمرية الصغيرة، بالرغم من أن المدارس لم تستوعب الكم الهائل من الأعداد".

ويضيف "يتلقى طلاب المدرستين معلوماتهم على يد كادر تدريسي من حملة الشهادات الجامعية، ويقومون بتدريسهم مناهج معدلة من قبل هيئات تعليمية مستقلة في تركيا. اللغة العربية أساس المناهج، تليها لغتان ثانويتان هما التركية والإنكليزية، إلا أن مشكلة التوزيع العمري للطلاب في المدرسة، تسبب صعوبات للبعض".

دلالات
المساهمون