ويعمل في مدرسة يانون الأساسية، بحسب مديرها أيمن أبوشهاب، طاقم تدريسي مكوّن من سبعة معلمين يدرّسون كافة التخصصات، وتتبع مديرية تربية وتعليم نابلس الحكومية. وتفتقر المدرسة إلى الكثير من أساسيات العملية التعليمية، مثل الملاعب والإذاعة المدرسية.
ويقول أبوشهاب "تبلغ مساحة المدرسة نحو 200 متر مربع، ويتلقى الطلبة تعليمهم الأساسي حتى الصف السادس، ثم ينتقلون إلى الدراسة في مدرسة بلدة عقربا المجاورة".
وتجاور المدرسة بيوت حجرية قديمة، يعود تاريخها إلى بداية القرن الماضي، ويحيط بالخربة خمس بؤر استيطانية حديثة النشأة، أنشأها مستوطنون يهود عقب الاستيلاء على أراض زراعية فلسطينية، بحسب بعض الأهالي في المنطقة. كما تتعرض البلدة، بحسب الأهالي، لهجمات من قبل المستوطنين، وأعمال هدم لبيوت ومساكن، بحجة البناء بدون ترخيص.
وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عبدالحكيم أبوجاموس "أن مدرسة يانون أصغر مدرسة فلسطينية، وقد تكون أصغر مدرسة في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تمنع الجانب الفلسطيني من بناء صفوف مدرسية جديدة، كما أنها تمنع إقامة ساحات وملاعب، بحجة أنها مناطق مصنفة (ج) حسب اتفاق أوسلو".
ويواجه طلبة مدرسة يانون مشاكل في الاندماج مع الطلبة الآخرين بعد انتهاء المرحلة الدراسية الأساسية، بحسب أبوشهاب، حيث لجأت المدرسة إلى إعداد برنامج زيارات للطلبة إلى المدارس الأخرى، لمحاولة تهيئتهم للاندماج بعد إنهاء المرحلة الأساسية.
ويأمل الطالب محمد أعطش في الصف الخامس الأساسي، توفير ملاعب وساحات لمدرسته، بقوله "لا يوجد لدينا ساحة، نلعب في الشارع"، ومع ذلك فهو يعتبر الدراسة "جيدة" في المدرسة. فيما يأمل زميله في الصف نفسه عبدالرحمن رياض وجود إذاعة مدرسية ليلقي خلالها الأناشيد والقرآن.
ولا تحوي المدرسة سوى ثلاثة صفوف هي الثاني الأساسي والرابع والخامس، لعدم وجود أي طالب في باقي الصفوف. ويقول مدير المدرسة أبوشهاب "لدى وزارة التربية والتعليم الاستعداد لفتح صف دراسي لطالب واحد".
من جانبه، يقول مدرس مادة الرياضيات هشام حمايل "تعد المدرسة نموذجية، رغم ما ينقصها من ساحات ومبان، حيث ينصب اهتمام المدرس في الفصل الواحد على طالبين فقط". ويضيف "أدرس هنا منذ ثلاث سنوات"، معتبراً "وجود المدرسة في هذه المنطقة المهددة بالاستيطان واجب وطني".
سلوى راشد وكرم بدر طالبتان في الصف الرابع الأساسي. تقول سلوى "لا يوجد لي صديقة سوى كرم، هي زميلتي في المدرسة، وصديقتي في الخربة، نلهو ونلعب معا"، متمنية أن "تواصل تعليمها فيما بعد".
ويانون خربة فلسطينية تبعد عن نابلس نحو 16 كم، ويسكنها نحو 90 فلسطينياً، بحسب رئيس المجلس القروي راشد مرار، الذي أوضح أن "سكان الخربة تعرضوا للتهجير في انتفاضة الأقصى عام 2000، إثر هجوم المستوطنين عليها، وعاد السكان بعد عدة أشهر بمساعدة نشطاء ومتضامنين فلسطينيين وأجانب".
وأشار إلى أن "البلدة خسرت نحو 90% من أراضيها الزراعية، لصالح خمس بؤرة استيطانية تحيط بالخربة، ويشن مستوطنوها هجمات على السكان واعتداءات على رعاة الأغنام"، وتابع "باتت حياتنا عبارة عن سجن، ومضايقات يومية، مزارعنا تتعرض للتخريب، وبيوتنا يهاجمها المستوطنون تحت حماية الجيش، نمنع من البناء". ويتنهد مضيفاً "يريدون منا الرحيل، لكننا باقون".