للمرة الثانية خلال أقل من شهر، غرق مخيّم جباليا في قطاع غزة، ودخلت الأمطار إلى منازل الكثير من الأهالي، لتضاف مأساة جديدة إلى الفقر
غضب كبير يسود مخيّم جباليا شمال قطاع غزة، بعدما غرقت الكثير من شوارع ومنازل المخيم، للمرة الثانية في أقل من شهر، نتيجة منخفضين جويين ضربا قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، ما بين أواخر ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الحالي.
ويعدّ مخيّم جباليا من أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التي تأسست إثر النكبة الفلسطينية في قطاع غزة، ويضمّ النسبة الأكبر من السكان، وتبلغ مساحته 1.4 كيلومتر مربع فقط، ويقطنه أكثر من 115 ألف لاجئ، بحسب آخر إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وأعرب كثيرون من سكان المخيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه يفترض أن تتوفر بنى تحتية متينة، خصوصاً أنه يُعرف بكثافته السكانية. كما أن المنخفض الجوي الأخير الذي استمر أربعة أيام، وبدأ الخميس الماضي، عطّل الحركة في المخيّم وأغرق الكثير من المنازل. ونتيجة سقوط الأمطار وغرق المخيم، شعر الأهالي بهلع شديد خشية أن يتعرض أطفالهم لأي أذى.
وللمرة الثانية في أقل من شهر، غرقت البيوت في المخيّم، واختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، كما يشير ناهض المدهون الذي خرج لإنقاذ المواطنين في المناطق الأكثر تأثراً. يقول لـ "العربي الجديد": "تتنصل الجهات المعنية من مسؤولياتها للحد من الغرق. يضم مخيّمنا أكبر عدد من السكان، ويفترض أن تكون هناك خطط جاهزة لمواجهة الأزمات.
عرضنا مشكلتنا على العديد من الإذاعات المحلية، إضافة إلى الدفاع المدني. لكن في الوقت الحالي، من يعوّض الأضرار؟ للأسف، لا أحد". ويشير إلى أن طواقم الدفاع المدني وصلت متأخرة إلى المخيم، بعدما غرقت الكثير من المنازل. وتقول معظم العائلات التي غرقت منازلها، خصوصاً الفقراء منهم، إنهم يشعرون بحسرة في ظل ما خسروه من أثاث، واضطرارهم إلى محاولة ترميم ما تبقى منه.
اقــرأ أيضاً
وأعلنت وزارة الزراعة في غزة في بيان، أنه بلغ متوسط هطول الأمطار 42 مليمتراً بكمية 45.4 مليون متر مكعب. أما متوسط الهطول على كافة المناطق فبلغ 157.5 مليمتراً، وهي نسبة كبيرة بالمقارنة مع بعض الأيام التي هطلت الأمطار فيها العام الماضي.
كان المشهد فظيعاً في منزل أم عيسى عابد (54 عاماً) صباح يوم الأحد الماضي، كما تصفه. استيقظت على أصوات أبنائها الأربعة الذين صرخوا بعدما تبللت فرشاتهم نتيجة الأمطار. تضيف: "إضافة إلى الفقر الذي نعيشه، تغرق منازلنا. إلا أن منازل الأغنياء، منهم القيادات الفلسطينية، لا تغرق، لأن منازلهم محصنة من المياه والحرارة. غرق منزلنا الصغير ومنزل جيراننا وخرجنا إلى الشارع ننتظر شفط المياه. وحين عدنا إلى منزلنا، كان أثاثنا لا يصلح للسكن. خرجت وعدد من النساء إلى الشارع، بانتظار أن تجف بعض الفرشات".
إثر ذلك، احتجّ مواطنون في مخيم جباليا بسبب غرق الشوارع بعد يوم واحد من سقوط الأمطار، ورفعوا أصواتهم ضد عمل طواقم البلدية واتهموها بالتقصير، معربين عن أنهم تقدموا بمطالبهم، في 20 ديسمبر/كانون الأول من الشهر الماضي، للضغط على البلدية لتفادي الغرق. لكنّهم فوجئوا بالغرق للمرة الثانية.
من جهته، يوضح سعيد حمدان (46 عاماً) أنه في الشارع المقابل للمفترق الرئيسي للمخيم، غرق أكثر من 15 منزلا، وجميع السكان عائلات فقيرة واجهت خسائر فادحة، وقد بات معظم الأثاث غير صالح للاستخدام. يقول لـ "العربي الجديد": "نحن لا نريد تحسين الشوارع وغيرها. نريد حماية أنفسنا من الكوارث. المخيم يكتظ بالسكان. إذا ما حدث منخفض جوي آخر سيقضى على المزيد من السكان. لن نجد من يعوضهم ويحمي أطفالهم. لا نريد أزمات جديدة تضاف إلى فقرنا". وإثر المنخفض الجوي، أشار بيان للدفاع المدني، يوم الإثنين الماضي، إلى قيامه بـ 42 مهمة، منها 39 مهمة إنقاذ لعدد من المنازل والمنشآت وإنقاذ مواطنين عالقين في مياه الأمطار، إضافة إلى سيارات، وإنقاذ عشرات المنازل المغمورة بالمياه، غالبيتها في مخيم جباليا.
في المقابل، ردّ رئيس بلدية جباليا النزلة عصام جودة على أزمة غرق المخيم، قائلاً إن كمية الأمطار الموسمية بلغت نحو ثلث الكمية التي تساقطت العام الماضي وتساقطت خلال وقت قصير، ما تسبب في غرق بعض المناطق المنخفضة، وعدم قدرة مضخات التصريف على مجاراة كمية الأمطار وتشغيلها بالطاقة القصوى. وإثر غرق بعض المنازل، أشار جودة إلى أن البلدية اتفقت مع جهاز الدفاع المدني على تشكيل لجنة لدراسة حل مشكلة المنازل الواقعة على أراض منخفضة والتي عادة ما تغرق في موسم الشتاء، وتقديم المقترحات إلى الجهات المانحة.
ويقول جودة، لـ "العربي الجديد": "اجتمعنا مع استشاريين لبحث سبل استكمال الخارطة الهيكلية لقطاع المياه والصرف الصحي، ليتم العمل على تمويل مشروع لنقل المضخة إلى الأحواض الشرقية، بدلاً من ضخها في المحطة القريبة من منازل المخيم، وفصل مياه الأمطار من خلال إنشاء حوض ترشيح مياه أمطار، وتطوير المضخات".
ويعدّ مخيّم جباليا من أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التي تأسست إثر النكبة الفلسطينية في قطاع غزة، ويضمّ النسبة الأكبر من السكان، وتبلغ مساحته 1.4 كيلومتر مربع فقط، ويقطنه أكثر من 115 ألف لاجئ، بحسب آخر إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وأعرب كثيرون من سكان المخيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه يفترض أن تتوفر بنى تحتية متينة، خصوصاً أنه يُعرف بكثافته السكانية. كما أن المنخفض الجوي الأخير الذي استمر أربعة أيام، وبدأ الخميس الماضي، عطّل الحركة في المخيّم وأغرق الكثير من المنازل. ونتيجة سقوط الأمطار وغرق المخيم، شعر الأهالي بهلع شديد خشية أن يتعرض أطفالهم لأي أذى.
وللمرة الثانية في أقل من شهر، غرقت البيوت في المخيّم، واختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، كما يشير ناهض المدهون الذي خرج لإنقاذ المواطنين في المناطق الأكثر تأثراً. يقول لـ "العربي الجديد": "تتنصل الجهات المعنية من مسؤولياتها للحد من الغرق. يضم مخيّمنا أكبر عدد من السكان، ويفترض أن تكون هناك خطط جاهزة لمواجهة الأزمات.
عرضنا مشكلتنا على العديد من الإذاعات المحلية، إضافة إلى الدفاع المدني. لكن في الوقت الحالي، من يعوّض الأضرار؟ للأسف، لا أحد". ويشير إلى أن طواقم الدفاع المدني وصلت متأخرة إلى المخيم، بعدما غرقت الكثير من المنازل. وتقول معظم العائلات التي غرقت منازلها، خصوصاً الفقراء منهم، إنهم يشعرون بحسرة في ظل ما خسروه من أثاث، واضطرارهم إلى محاولة ترميم ما تبقى منه.
وأعلنت وزارة الزراعة في غزة في بيان، أنه بلغ متوسط هطول الأمطار 42 مليمتراً بكمية 45.4 مليون متر مكعب. أما متوسط الهطول على كافة المناطق فبلغ 157.5 مليمتراً، وهي نسبة كبيرة بالمقارنة مع بعض الأيام التي هطلت الأمطار فيها العام الماضي.
كان المشهد فظيعاً في منزل أم عيسى عابد (54 عاماً) صباح يوم الأحد الماضي، كما تصفه. استيقظت على أصوات أبنائها الأربعة الذين صرخوا بعدما تبللت فرشاتهم نتيجة الأمطار. تضيف: "إضافة إلى الفقر الذي نعيشه، تغرق منازلنا. إلا أن منازل الأغنياء، منهم القيادات الفلسطينية، لا تغرق، لأن منازلهم محصنة من المياه والحرارة. غرق منزلنا الصغير ومنزل جيراننا وخرجنا إلى الشارع ننتظر شفط المياه. وحين عدنا إلى منزلنا، كان أثاثنا لا يصلح للسكن. خرجت وعدد من النساء إلى الشارع، بانتظار أن تجف بعض الفرشات".
إثر ذلك، احتجّ مواطنون في مخيم جباليا بسبب غرق الشوارع بعد يوم واحد من سقوط الأمطار، ورفعوا أصواتهم ضد عمل طواقم البلدية واتهموها بالتقصير، معربين عن أنهم تقدموا بمطالبهم، في 20 ديسمبر/كانون الأول من الشهر الماضي، للضغط على البلدية لتفادي الغرق. لكنّهم فوجئوا بالغرق للمرة الثانية.
من جهته، يوضح سعيد حمدان (46 عاماً) أنه في الشارع المقابل للمفترق الرئيسي للمخيم، غرق أكثر من 15 منزلا، وجميع السكان عائلات فقيرة واجهت خسائر فادحة، وقد بات معظم الأثاث غير صالح للاستخدام. يقول لـ "العربي الجديد": "نحن لا نريد تحسين الشوارع وغيرها. نريد حماية أنفسنا من الكوارث. المخيم يكتظ بالسكان. إذا ما حدث منخفض جوي آخر سيقضى على المزيد من السكان. لن نجد من يعوضهم ويحمي أطفالهم. لا نريد أزمات جديدة تضاف إلى فقرنا". وإثر المنخفض الجوي، أشار بيان للدفاع المدني، يوم الإثنين الماضي، إلى قيامه بـ 42 مهمة، منها 39 مهمة إنقاذ لعدد من المنازل والمنشآت وإنقاذ مواطنين عالقين في مياه الأمطار، إضافة إلى سيارات، وإنقاذ عشرات المنازل المغمورة بالمياه، غالبيتها في مخيم جباليا.
في المقابل، ردّ رئيس بلدية جباليا النزلة عصام جودة على أزمة غرق المخيم، قائلاً إن كمية الأمطار الموسمية بلغت نحو ثلث الكمية التي تساقطت العام الماضي وتساقطت خلال وقت قصير، ما تسبب في غرق بعض المناطق المنخفضة، وعدم قدرة مضخات التصريف على مجاراة كمية الأمطار وتشغيلها بالطاقة القصوى. وإثر غرق بعض المنازل، أشار جودة إلى أن البلدية اتفقت مع جهاز الدفاع المدني على تشكيل لجنة لدراسة حل مشكلة المنازل الواقعة على أراض منخفضة والتي عادة ما تغرق في موسم الشتاء، وتقديم المقترحات إلى الجهات المانحة.
ويقول جودة، لـ "العربي الجديد": "اجتمعنا مع استشاريين لبحث سبل استكمال الخارطة الهيكلية لقطاع المياه والصرف الصحي، ليتم العمل على تمويل مشروع لنقل المضخة إلى الأحواض الشرقية، بدلاً من ضخها في المحطة القريبة من منازل المخيم، وفصل مياه الأمطار من خلال إنشاء حوض ترشيح مياه أمطار، وتطوير المضخات".