يصرّ منظّمو المخيمات الصيفية للأطفال في القرى الفلسطينية المهجرة، على غرار مخيم "الجذور الواحد والعشرين" في قرية إقرث المهجّرة، ومخيّم "العودة" في قرية كفر برعم، على توطيد الهوية الفلسطينية والانتماء العربي الفلسطيني لدى الأطفال، من خلال نشاطات مختلفة تحكي التاريخ الفلسطيني. وتبرز الحاجة إلى تكريس مفهوم الهوية الوطنية في ظل اعتماد المدارس العربية منهاج وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، التي تعمل على تغييب الهوية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني.
وافتتح مخيّم الهوية السادس عشر لحزب "التجمع الوطني الديموقراطي"، أمس، ويستمر حتى يوم الخميس المقبل، ويشارك فيه 250 طفلاً. وأُقيم المخيم في منطقة ملاهي التوت في مدينة طمرة في الجليل، وقد حرص المنظّمون على وضع الأعلام الفلسطينيّة وصورة للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.
في السياق ذاته، قالت المرشدة نداء نعامنة، من قرية عرابة البطوف، إنها المرّة الأولى التي تشارك في المخيّم كمرشدة، لافتة إلى أنها كانت تشارك فيه وهي طفلة. وأوضحت أن اختيار اسم "الهوية" للمخيّم لم يكن عبثياً، مشيرة إلى أننا نعمل مع المشاركين على شرح معنى الهويّة وتكريسها.
كذلك، لفتت نعامنة إلى نقص المعلومات العامة لدى الأطفال، لأن المدارس العربية لا تهتمّ بتثقيف التلاميذ حول الهوية الوطنية، كونها تعتمد المناهج الإسرائيلية. في المخيّم، يتعرف الأطفال على الرواية الفلسطينية التاريخية، والاعتماد على الذات، وكيفية التعامل مع الآخر، مشيرة إلى "تجاوب المشاركين الكبير".
وقال عز الدين سرحان (13 عاماً) من قرية نحف: "للعام الثاني على التوالي، أشارك في المخيم لرغبتي في التعمّق أكثر بكل ما يتعلّق بالوطن. خلاله، زاد انتمائي الوطني". أما ميار حسن (14 عاماً)، وهي من قرية المشهد، فأشارت إلى أنها تشارك في المخيم للسنة الرابعة على التوالي، ليس بهدف الترفيه فحسب، بل رغبة في التعرف على القضايا الوطنية والهوية الفلسطينية.
من جهته، قال إبراهيم أبو ناصر (13 عاماً)، وهو من الناصرة، إن "هذا المخيم وطني، ويهتم بالقضايا الوطنية. من خلاله، تعرفت على كثير من الشخصيات الفلسطينية والعربية المؤثّرة".
إلى ذلك، قال مدير المخيم، أحمد طاطور: "أعمل في المخيم منذ العام 1998"، لافتاً إلى أنّ عدداً من المرشدين كانوا مشاركين سابقاً. أضاف أن المخيّم يهتم بتوعية الأطفال حول الهوية ومفهومها، والتعرف على مناطق أخرى على غرار النقب والمثلث والمدن الفلسطينية الساحلية وغيرها من القرى المهجرة، بالإضافة إلى التعرّف على شخصيات وطنية عربية وفلسطينية، والاعتماد على النفس، عدا عن البرامج الترفيهية (رياضة، مسرح وغيرها).
وكان قد اختتم حزب "التجمع الوطني الديموقراطي" مخيم "الضاد الأول" في مدينة سخنين، يوم السبت الماضي، والذي أقيم في متنزه أفريكانو في منطقة المل. وقال سكرتير التجمع في سخنين، إياد خلايلة، إن الهدف الأساسي من المخيم هو تنمية الروح الوطنية لدى الأطفال، وتثبيت قضية الانتماء للشعب العربي الفلسطيني، وتقديم الرواية التاريخية للأطفال من خلال ورشات عمل.