الفعالية تأتي ضمن مشروع تألّف من سلسلة ورشات، توجّه فيها الستوديو نحو شبان وشابات من مخيم مار الياس وتمحور حول موضوع اللعب والمساحات المشتركة في المخيم.
خلال الأمسية يجري توزيع كتيب يضمّ منتوجات بصرية أنجزها أبناء المخيم، وهي عبارة عن خرائط ترصد علاقة المخيم ببيروت وخريطة للمخيم نفسه من الداخل وكيف يرى أبناؤه المركز فيه والهامش، وأين تتوزّع أماكن اللعب والترفيه والمساحات العامة داخله، كما رسم المشاركون خريطة تبيّن الطريق من البيت إلى المخيم وبالعكس.
يضمّ الكتيب صوراً وأعمال كولاج تمّ تطويرها فردياً وجماعياً خلال الورشة، كما يتم الاستماع إلى پودكاست (قطعة صوتية) تروي تاريخ مساحة خالية يطلق عليها "البورة"، بالقرب من المخيم استخدمها أبناؤه كملعب لكرة القدم.
خلال سنوات الحرب، أصبحت الأرض المجاورة للمخيم الذي بني عام 1958، مقراً للقوى العسكرية المهيمنة، وبعد انتهاء الحرب أصبحت الأرض الخالية تخدم المخيم بعدّة طرق، فتارة تقف فيها السيارات لكنها سرعان ما تحولت إلى ملعب لكرة القدم، فقام أبناء الحي باستصلاحها على حساب عائلات المخيم لكي تغدو صالحة للعب أولادهم.
تدرس الورش التي تأتي ضمن مشروع أكبر محوره "أين يلعب الناس في بيروت؟"، تاريخ اللعب الشعبي لكرة القدم في المخيم، وكيف بنت هذه اللعبة علاقة مختلفة بين اللاجئين والمكان، فأوجدوا لأبنائهم مساحة يمارسون فيها الحق في اللعب، حتى أن هناك فريق كرة قدم للبنات قيد التكوين، ودوري يحمل اسم "شهداء تل الزعتر" بدأ في 2015.
اليوم، يواجه الملعب (البورة) تحديات كبيرة. يقول اللاعبون إن أولويتهم هي تأهيل وإصلاح الملعب الذي جرفته الأمطار، بعد أن أصبح الملعب يعيق الحركة بسبب الحفر وكثرة النفايات فيه، مما جعل منه مكاناً لا يحب الأهالي لأبنائهم الوجود فيه خوفاً من الأمراض والحوادث