وفي إحدى برك السباحة، يقوم الأسود بتمارين يتلقّاها من مدربه، وهو الذي يعاني من بتر في قدمه اليمنى نتيجة إصابة تعرّض لها في مايو/ أيار عام 2018، خلال أحداث "مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار"، قرب الحدود مع الأراضي المحتلة.
ويقول الأسود لـ"العربي الجديد"، إنّ التحاقه بدورة السباحة كان ملاذاً لتخطي ظروف حياته الصعبة، إذ تمنحه حركات وتمرينات السباحة فرصة لتنشيط أعضائه الجسدية، فضلاً عن أنّها تساعده على الاندماج المجتمعي.
وافتتح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مخيم ترفيهي لبعض مبتوري الأطراف، يركّز بشكل أساسي على تعليمهم السباحة، إضافة إلى أنشطة أخرى، بهدف إخراجهم من الجوّ الصعب الذي يعيشون فيه.
من جهته، يقول مدير المدرسة الفلسطينية لتعليم السباحة ومدرب الفريق مجدي التتر (39 عاماً)، الذي يعاني هو الآخر من بتر في قدمه، إنه يحاول إعادة دمج هذه الفئة داخل المجتمع وفرض حياة مختلفة عن تلك التي يمارسها بعضهم.
ويشير التتر لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه خصص تدريباً لفئة شباب من سن 30 عاماً فما أقل ممن يعانون البتر، محاولاً أيضاً إنشاء فريق عالمي يمثل دولة فلسطين في المناسبات والمحافل الدولية.
وشارك التتر الذي يعيل 5 أطفال، في سلسلة بطولات عربية ومحلية، حصل خلالها على ميداليات ذهبية وأخرى فضية، موضحاً أنه تلقّى عدة دورات من ضمنها دورة في الغوص بمصر، وأخرى لإعداد معلم سباحة، ومنقذ بحري.
ويؤكد أنّ تدريب هذه الشريحة التي تعاني من حالات بتر، يعتمد على الروح والعزيمة ورشاقة الجسم الناتجة عن بعض التمرينات التي يتم تقديمها للمتدربين، معترفاً بأنّ بدايات التمرين كانت صعبة بسبب حالات البتر.
ويبذل التتر جهوداً في سبيل تشكيل فريق سباحة قادر على خوض منافسة دولية، والمشاركة في بطولات، وربطهم باتحادات عالمية.
وتعرّض التتر لبتر قدمه عام 1990 خلال حادث مروري، وفق قوله، وقرر المضيّ في تطوير مهاراته وصولاً لأن يصبح مديراً للمدرسة ومدرباً لفريق المبتورين للسباحة.