مخيمات نازحي الرقة... العيش على العدم

15 يونيو 2017
يفتقدون مستلزمات الحياة الضرورية (كوخان سحين/Getty)
+ الخط -



تزامناً مع استمرار المعارك بين كل من قوات سورية الديمقراطية بدعم التحالف الدولي وتنظيم (داعش) في مدينة الرقة السورية، تزداد أعداد النازحين الفارين من المعارك والقصف بحثاً عن الأمان، ويقصد النازحون عبر رحلة مضنية مليئة بالمخاطر تجمعات النازحين في ريف الحسكة، حيث تتواجد كبرى مخيمات استقبال النازحين، وما إن يصلوا إليها حتى تبدأ معاناة جديدة، إذ يضطرون للعيش على العدم. 

مخيم الكرامة، الذي أُنشئ في مارس/آذار من العام الحالي على ضفة أحد فروع نهر الفرات بين كل من دير الزور والرقة والحسكة، تحوّل اليوم إلى أكبر مخيم لنازحي الرقة، وتشير إحصائيات المنظمات الإنسانية التي تعمل في مخيم الكرامة، إلى أنه يستقبل يومياً حوالى 300 عائلة، وقد وصل عدد النازحين فيه لحوالى 70 ألف شخص، 55 بالمائة منهم من الأطفال و15 بالمائة من المسنين، ويصل عدد السيدات الأرامل إلى 30 بالمائة.

في هذا المخيم لا يحصل معظم الواصلين الجدد من النازحين حتى على خيمة تأويهم، فيما تضم العديد من الخيام أكثر من عائلة، كما يتم حرمان العديد من العوائل المحتاجة من المساعدات المحدودة التي تقدمها المنظمات المتواجدة هناك.

ويقول أكرم حسن سليمان مدير منظمة "روج آفا" التي تنشط في المخيم، إنّ "عدد الخيام لا يتعدى ألفي خيمة، أكثر من نصفها مهترئة، هناك حاجة كبيرة لتأمين 800 خيمة أخرى على الأقل، إضافة إلى إسفنجات وبطانيات وخزانات مياه. العائلات التي لا تتلقى مساعدات لا تملك أوراقاً ثبوتية، أما الأطفال دون سن 4 من العمر فمعظمهم غير مسجل بدفتر العائلة ولا تحسب حصص غذائية لهم".


ويفتقد المخيم إلى أي شكل من أشكال الصرف الصحي أو مصدر للكهرباء، ما يهدد حياة الآلاف بانتشار الأوبئة، وكان قد شهد خلال الفترة الماضية وفيات لأطفال لم يحصلوا على الرعاية الصحية اللازمة.

أما مخيم عين عيسى الذي يأوي حوالى 8400 نازح، نصفهم من الأطفال، 20 بالمائة منهم من كبار السن، فلا تزال حوالى 150 عائلة من سكان المخيم تبيت في العراء بالقرب من المخيم.

يقول سليمان "حتى اليوم لم تتم تغطية 50 بالمائة من احتياجات النازحين في المخيم، هناك حاجة ماسة إلى أدوية الأمراض المزمنة والمستلزمات الطبية، يوجد 185 مريضاً بحاجة فورية للدواء، و85 من ذوي الاحتياجات الخاصة، هناك حاجة لأدوية الإسهال للأطفال مع دخول فصل الصيف، تحتاج النساء والحوامل إلى غرف إسعافية".

ويضيف "يفتقد سكان المخيم إلى مسلتزمات الحياة الأساسية في الخيام كالفرش والبطانيات وعدة المطبخ، كما لا يتوفر في المخيم صهاريج مياه كافية".

ويقول محمد عبد الفتاح وهو ناشط سوري من أهالي الرقة، "قبل أيام زرت المخيم للبحث عن أقاربي الذين خرجوا من الرقة، يعيش الناس بوسائل بدائية، يطهون وينامون في العراء، الكثيرون ممن يعيشون في خيمة واحدة ينتظرون وعوداً بوصول خيام جديدة، الجميع يتحدث عن ويلات القصف وفظائع تنظيم (داعش)، الكثيرون ينتظرون أخباراً من أقاربهم الذين لم يصلوا إلى المخيم بعد وانقطعت أخبارهم، فلا وسائل اتصال تساعد للبحث عن المفقودين".

يُذكر أن عدداً من المنظمات الإنسانية تعمل في المخيمين على توفير جزء من احتياجات النازحين، خاصة الحصص الغذائية، ومنها منظمة "روج آفا" و"أطباء بلا حدود".