كثيرة هي مصادر الطاقة الفلسطينية، التي لم تستغل بالشكل اللازم، كما في باقي دول العالم، لتبقى تلك المصادر الطبيعية خاملة دون استغلال، في وقت يُرجع فيه بعض المسؤولين الفلسطينيين هذا الخمول إلى قلة مصادر التمويل في إنتاجها، أو قلة الخبراء، وربما التضييق من قبل سلطات الاحتلال.
وتعتبر مخلّفات الزيتون، أو ما يسمى "الجفت"، بعد عصره في ماكينات خاصة للحصول على زيت الزيتون، أحد المصادر التي لا تستغل كمصدر جيد للطاقة البديلة بأشكال عدة، أو ربما إنتاج صناعات ورقية أو خشبية.
وتتكون ثمرة الزيتون من القشرة والبذرة والماء "الزيبار" والزيت، والتي يستخلص منها الزيت، حيث يتم فرز الماء عنه وعن باقي المكونات ضمن عملية ميكانيكية خاصة، فيما تشكل القشرة والبذرة بشكلهما المطحون ما يسمى "الجفت".
هذا الجفت الذي يعتبر مصدرًا للطاقة، لا زال يستخدم بطريقة بدائية، إذ يقوم المزارعون ببيعه أو تجفيفه بعد تشكيله في قوالب خاصة، ليستخدم في التدفئة، أو كسماد عضوي للأراضي الزراعية.
ويشكل "الجفت" 40% من حجم ثمار الزيتون، إذ يعتبر مصدر وقود للتدفئة أكثر قوة وفاعلية من الخشب العادي، نظرًا لاحتوائه على كمية من الزيت، تصل قيمة سعراته الحرارية إلى نحو 3200 سعر في كل كيلو جرام، مقارنة مع الخشب الذي قد يصل إلى 2200 سعر حراري.
فيما قد يستخدم "الجفت" كفحم تصنعه بعض الآلات في شكل قوالب جميلة، أو يستخلص منه الزيت لاستخدامه في صناعة الصابون.
وحول إمكانية استثمار هذا المصدر من الطاقة بالشكل الإيجابي، قال وكيل وزارة الزراعة عبد الله لحلوح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن السلطة الفلسطينية تعمل على إيجاد تعاون مشترك مع الأردن لإنتاج الأعلاف. لكنه أشار إلى أن قلة مصادر التمويل والخبراء، جعلت الآفاق ضيقة أمام الاستفادة منه بالشكل المطلوب.
وقال الخبير الزراعي في شؤون الزيتون فارس زيادة لـ"العربي الجديد"، إن 30% من الاستخدامات الصناعية لـ"الجفت" كانت لاستخراج الزيت منه، والذي يصلح فقط لصناعة الصابون، حيث كان يتم إنتاج 1200 طن زيت منه لأجل ذلك، إلا أن تلك المصانع أغلقت أبوابها لارتفاع كلفة الإنتاج.
وأشار إلى أنه تم التفكير بمشروع إنتاج الكهرباء في مدينة طبريا في الداخل الفلسطيني، بحيث يستفاد من الجفت في الأردن وأراضي السلطة لتوليد الكهرباء، ولكن المشروع لم يتم.
وتنتج الأراضي الفلسطينية نحو 50 ألف طن من "الجفت" سنويًا، تستهلك في طرقها التقليدية في التدفئة وكسماد عضوي.