مخاوف من حظر روسي وأميركي لمنتجات زراعية مصرية

15 سبتمبر 2016
النزاع التجاري يضر بالصادرات الزراعية (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

قال مصدّرون مصريون لـ"العربي الجديد"، إنهم سيتقدمون بمذكرة لمجلس الوزراء للتحذير من الأضرار البالغة التي ستقع على القطاع جراء التهديد الروسي بحظر منتجات زراعية مصرية بسبب منع مصر دخول قمح روسي مصاب بفطر الإرجوت، وحذروا من أن تحذو واشنطن نفس طريق موسكو، حيث من المتوقع تكرار أزمة قمح أخرى مع أميركا.
وهددت الهيئة المعنية بمراقبة سلامة الغذاء في روسيا أمس الأول، بحظر استيراد بعض الموالح من مصر في تصعيد لنزاع تجاري بسبب تأخر القاهرة في الموافقة على شحنات من القمح الروسي.

وتزيد هذه المشاكل من الضغوط على الصادرات المصرية التي تراجعت إيراداتها من نحو 30 مليار دولار عام 2010 قبل اندلاع الثورة المصرية إلى أقل من 20 مليار دولار سنوياً حالياً، حسب الإحصائيات الرسمية.
وفي هذا الإطار، أكد عضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، وأحد كبار مصدر المحاصيل الزراعية، مجدي علي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن أميركا وكل الدول الموردة للقمح ستأخذ موقفاً مضاداً مثل روسيا، خاصة أن مصر رفضت 3 مراكب قمح أميركية، وبالتالي من المتوقع أن تصعد أميركا لتكون على خطى روسيا بحظر عدة منتجات زراعية مصرية.

وأضاف، أن من أهم الصادرات الزراعية لأميركا هي محاصيل الكراوية والريحان والبطاطس والفراولة.
وأكد أن روسيا ستنفذ تهديدها بوقف الحاصلات الزراعية المصرية لها في حالة إصرار الجانب المصري على عدم دخول القمح الروسي الذي يحتوي على فطر الإرجوت.


وأوضح أن مصدري الحاصلات الزراعية سيرفعون مذكرة إلى وزارة الصناعة والتجارة ومجلس الوزراء لشرح الأخطار الناجمة عن خسارة السوق الروسي.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن رئيس إدارة تنظيم الأسواق الزراعية بروسيا، فلاديمير فوليك، أمس قوله إن سياسة مصر المتعلقة بإمدادات القمح لن تؤثر كثيرا على صادرات البلاد.
وقال إن وزارة الزراعة والهيئة المعنية بمراقبة الأمن الغذائي في روسيا تبحثان حاليا عن سبل لحل المشكلة والبحث عن أسواق أخرى للقمح الروسي.
وقالت موسكو إنها تأمل في عقد محادثات مع مصر أكبر مشتر للقمح الروسي بشأن عدم موافقة القاهرة على شحنات القمح الروسي منذ تشديد قواعد الأرجوت.

وحسب عضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية في مصر فإنه في حالة تنفيذ روسيا لهذا التهديد سيتضرر جميع مصدري الحاصلات الزراعية، وستخسر مصر مورداً كبيراً من العملة الصعبة، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة في القمح تسير وفقاً للمعدلات العالمية وهي خمسة في الألف وتقبلها جميع الدول، ولا توجد مواصفة في العالم تقر نسبة صفر في المائة.
وتساءل علي، لماذا تصر مصر علي رفض القمح رغم أنه مطابق للمواصفات العالمية المعترف بها، وأوضح أن روسيا تعد الدولة الأولى عالمياً في استيراد البرتقال من مصر، والثالثة في استيراد البصل والبطالطس.

وأكد أن حجم صادرات مصر من البطاطس سنوياً 400 ألف طن، منها 200 ألف طن إلى روسيا والباقي إلى دول الخليج وأوروبا. ويصل حجم الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية إلى روسيا ما بين 600 إلى 650 ألف طن بقيمة 310 ملايين دولار وفقاً لإحصائيات وزارة التجارة المصرية.
وأضاف علي أن وقف تصدير الحاصلات الزراعية كارثة كبيرة على المصدرين، خاصة أن روسيا من أكبر الأسواق التي تستوعب جميع الحاصلات الزراعية المصرية وفى مقدمتها البطاطس والبرتقال والبصل.

ومن جانبها أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية عدم استلام أي شحنات قمح سواء من روسيا أو غيرها من الدول مصابة بفطر الإرجوت.
وفي المقابل، قال الخبير الزراعي ومستشار وزارة التموين الأسبق نادر نور الدين، إن دخول القمح المصاب سيدمر الزراعة المصرية. وأضاف في تصريحات خاصة، أن مصر مازالت حتى الآن خالية من هذا الفطر الضار، فكيف نسمح بدخول قمح مصاب يؤدي بعد ذلك لتدمير محاصيلنا الزراعية؟

وحول ضغوط روسيا وأميركا على مصر لقبول القمح المصاب، وتضرر مصدري الحاصلات الزراعية، قال نور الدين "يجب على مصر رفض تلك الأقماح المصابة، والبحث عن أسواق جديدة لتصدير الحاصلات الزراعية، ولكن ليس من المنطقي لكي أشجع الصادرات أن أضر المحصول المحلي لسلعة مهمة مثل القمح بالإضافة إلى خطره على صحة الإنسان".
وتسعى موسكو لإجراء محادثات مع مصر، أكبر بلد مستورد للقمح في العالم وأكبر مشتر للقمح الروسي، نظراً لأن القاهرة لم توافق على أي واردات من القمح الروسي منذ أن شددت القواعد التنظيمية المتعلقة بفطر الإرجوت الذي يصيب القمح في أواخر أغسطس/آب.

وقبل شحن كميات كبيرة من الموالح المصرية إلى روسيا قالت هيئة سلامة الغذاء الروسية في بيان إنها قلقة من انطواء الإمدادات المصرية على "مخالفات ممنهجة للمتطلبات الدولية والمتعلقة بالصحة النباتية".
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا أكثر من 5 مليارات دولار خلال 2015، بتراجع 25.37% عن 2014، في حين أشار الجانب الروسي إلى نيته العمل على زيادة حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار.

وتتصدر السلع الزراعية والغذائية الصادرات المصرية إلى روسيا، حيث لا يسمح المناخ في روسيا بزراعة عدد كبير من السلع الغذائية التي تقوم مصر بإنتاجها.
ومن أهم السلع الزراعية التي تصدرها مصر إلى روسيا البطاطس، والبصل، والفواكه الحمضية مثل البرتقال، والليمون، بالإضافة إلى الرمان، والثوم، والفراولة، والعنب.

وحسب الهيئة العامة للاستعلامات، تقوم مصر بتصدير منتجات أخرى لروسيا منها السجاد، وأغطية اللوحات، والصحف من اللدائن، وبعض المنتجات القطنية.
ولم تكشف روسيا عن قائمة المنتجات التي قد تحظرها، ولم تصدر على الفور أي تعليقات من وزارة الزراعة المصرية.

وحول الموقف الرسمي لمصر، قال مصدر بوزارة التموين والتجارة الداخلية، لـ"العربي الجديد"، إن وزارته كانت قد وافقت علي استيراد قمح مصاب بنسبة 5 في الألف، لكن وزارة الزراعة رفضت هذه الشحنات، وحدثت عليها ضجة إعلامياً، رغم أنها نسبة غير مضرة. وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن مجلس الوزراء المصري هو الذي بيده الآن رفض أو قبول الأقماح المصابة بالإرجوت.
ويشار الى أن عدداً من دول الاتحاد الأوروبي وروسيا أوقف في سنوات ماضية استيراد البطاطس لاحتوائها على العفن البني، ومؤخراً أوقفت أميركا استيراد الفراولة المصرية لأنها تسبب فيروس الكبد الوبائي.

ونشرت التقارير أن السلطات الأميركية سحبت الفراولة المصرية من الأسواق، وطالبت من تناولوا فراولة مصرية بالتوجه لتناول المصل المضاد لفيروس الكبد الوبائي.



المساهمون