هدوء حذر يخيم على مناطق الريف الغربي لدرعا، يتنفس خلاله النازحون الصعداء على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل. تزامن الهدوء مع الاتفاق بين فصائل المعارضة في الريف الشرقي وروسيا بما يضمن عودة الراغبين من النازحين إلى الشريط الحدودي مع الأردن، نحو بلداتهم بعد تسوية مع النظام، وخروج الرافضين لها باتجاه الشمال السوري.
وتلاحق النازحين في الريف الغربي لدرعا مخاوف من هجوم تشنه قوات النظام لإجبار مقاتلي المعارضة على الرضوخ للشروط الروسية كما حدث في الريف الشرقي. ويوضح سعد الوادي (44 عاما) لـ "العربي الجديد" أنه حتى الآن "الخوف كبير من اجتياح للريف الغربي يضع النازحين بمأزق حقيقي، كما حدث عندما تقدمت قوات النظام وقصفت قرى وبلدات حدودية لجأ إليها النازحون قرب الحدود الأردنية السورية".
ويقول الوادي "الآن الأمور أصبحت واضحة، في نهاية المطاف نحن وأطفالنا ونساؤنا ضحية للعبة وتفاهمات دولية، ولو أن النظام لم يحصل على ضوء أخضر بقصفنا وتهجيرنا وتدمير منازلنا وممتلكاتنا لما فعل ذلك، والهجمة على الريف الشرقي كانت عنيفة وشرسة بكل معنى الكلمة، ونحن هنا قد لا يختلف مصيرنا عن مصيرهم، ففي حال تقدم النظام في مناطقنا سنحاصر على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل وسنجبر على الرضوخ لكافة المطالبة والشروط التي ستملى علينا، ما الحل وما العمل لا ندري".
أما كوثر الحوامدة، من سكان غربي درعا، تقول: "لم يعد هناك مفر لأي مكان في حال استأنفت قوات النظام وروسيا تقدمها وقصفها لمناطق الريف الغربي في درعا". وتشير إلى أنه لم يبق لها ولأولادها وزوجها شيء سوى خيمة بين الصخور السوداء تطل على السلك الشائك مع الجولان، وتبعد بضعة كيلومترات عن بلدة الرفيد.
وعن توقعاتها بخصوص الأيام القادمة توضح الحوامدة قائلة "نحن صراحة لم نعد نتوقع أي شيء، أعيش أنا وزوجي وأطفالي في هذه الخيمة التي صنعناها من بضعة ألواح خشبية وأغطية قديمة، لا نريد شيئا سوى نجاة أطفالنا فقط. نريد أن تتوقف آلة القتل التي تطاردهم، ربما نعود لمنازلنا التي هجرنا منها، وربما نموت هنا، نرجو الخلاص وتوصل الفصائل هنا لاتفاق يحقن الدماء فلا طاقة لهم على مواجهة روسيا وجنود حاقدين مثل جنود النظام وإيران".
أما السبعيني ضرار السلطان الملقب بالحاج أبو عمر، يقول لـ "العربي الجديد": "لست خائفاً من الموت هو سواء مع التشرد الذي نعيشه، وأول خطوة لي هي العودة للبيت لأني أتوقع أن الأمور تسير كما حدث في الريف الشرقي، وبصراحة لا حلول غير ذلك والأفضل أن نعود لبيوتنا وأن نموت فيها. أنا في الأصل لم أكن أريد المغادرة كونه لم يبق من العمر إلا القليل".
ويتابع "لم تكن تهمني أصوات الطائرات والقصف وغيرها، كنت أضع كأس الشاي أمامي وأدخن سيجارة وأتوقع دائما أن تكون الأخيرة، واليوم كذلك أفعل نفس الشيء لكن في حال تمت التسوية هنا سأعود فورا إلى منزلي وسأوصي أولادي أن أدفن في فناء داري".
ويعيش الأهالي والنازحون في ريف درعا الغربي حالة من الترقب بانتظار تنفيذ خطوات الاتفاق بين مقاتلي المعارضة وروسيا في المنطقة، منتظرين بدء عودة النازحين لبلداتهم لمعرفة مدى صدق ضمان روسيا هذا الأمر.