وقال بيان إعلامي أصدرته الوزارة أمس الأحد، لتبرئة ساحتها بشأن وفاة الطبيبين نهاية الأسبوع الماضي، إن إصابتهما بفيروس كورونا لم تكن ناتجة عن مزاولة مهامهما، مرجعة سبب الإصابة والوفاة إلى مخالطة أحد المصابين، مؤكدة أنها حريصة على "توفير جميع المستلزمات، والوسائل الوقائية للأطر الصحية بمختلف المؤسسات الصحية، ونتعهد بمضاعفة الجهود لتمكين كل مهنيي الصحة من وسائل الحماية الشخصية للوقاية من الإصابة بالعدوى بصورة منتظمة".
من جانبها، اعتبرت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، في بيان وصل إلى "العربي الجديد"، أن بيان وزارة الصحة "أساء التقدير، ويجب تصحيح الوضعية باعتذار رسمي حمايةً لذوي حقوق شهيدة الواجب المهني، وكذا حماية للوضعية النفسية لمهنيي الصحة، والذين سبب البلاغ الأخير ضرراً نفسياً ومعنوياً لهم".
وعبرت النقابة عن استغرابها من إرجاع الوزارة سبب وفاة الطبيبة إلى مخالطة أحد المصابين، وليس الإصابة أثناء مزاولة المهنة، في حين "تؤكد الوقائع أن الطبيبة أصيبت بالعدوى نتيجة ملاقاتها المتكررة لطبيبة أخرى مصابة بالمرض، في إطار اللقاءات والاجتماعات التكوينية التي كانت تجري لمواجهة تفشي كورونا بمستشفى الحي المحمدي، بإشراف الطبيبة الراحلة، في إطار لجنة محاربة تفشي الأمراض الجرثومية أيام 13 و16 و20 مارس/آذار، وجولات التكوين في طريقة اللباس ونزعه من يوم 17 إلى 20 مارس".
Twitter Post
|
وقالت النقابة: "نؤكد مرةً أخرى تجنّد أطرنا الطبية الكامل، إلى جانب كل الأطر الصحية والأمنية، في الدفاع عن مواطنينا من خلال محاربة تفشي داء كورونا، من باب الواجب الوطني، ودون أية مزايدات، كما ندعو وزارة الصحة إلى اعتماد الحكمة والتريث، ونجدد طلبنا بتوفير جميع معدات الوقاية للمهنيين، باختلاف مواقعهم، حماية لهم وللمرضى من انتشار العدوى".
وأطلقت تنظيمات صحية ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات من أجل توفير الدعم والحماية للأطباء والطواقم الطبية الموجودين في خط المواجهة الأول مع الفيروس، واعتبرت "الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة"، أنه "لا يمكن وقف تفشي فيروس كورونا من دون حماية العاملين بقطاع الصحة أولاً، وتجهيز المستشفيات بوحدات العناية المركزة، فضلاً عن دعم وتشجيع الأبحاث العلمية والطبية من طرف وزارة الصحة وكليات الطب والمراكز الاستشفائية الجامعية".
وقالت الشبكة في بيان، إن "النقص الملحوظ في المستلزمات الطبية والوقائية، كالأقنعة الطبية والقفازات ونظارات الوقاية وواقيات الوجه، ووسائل ومواد التعقيم والنظافة، قد يعرض للخطر حياة الأطباء والممرضين، وغيرهم من العاملين الصحيين، سواء خلال نقلهم المرضى أو المشكوك في إصابتهم بسيارات الإسعاف، أو الكشف عن الفيروس في المختبرات، أو الرعاية الصحية للمصابين بعدوى كورونا".
وفي سياق متصل، أوصت وزارة الصحة المغربية، المواطنين بارتداء الكمامات أثناء خروجهم من المنزل من أجل الوقاية من فيروس كورونا، وقال محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة بالوزارة، خلال الإيجاز الصحافي، مساء الاثنين، إنه تماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية الأخيرة، فإنه يستوجب على الشخص الذي سيغادر المنزل من أجل العمل أو المستلزمات أن يرتدي الكمامة.
وأوضح أنه "يجب تكثيف إجراءات السلامة داخل البيوت من أجل احتواء المرض"، مرجعاً سبب ارتفاع عدد المصابين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، إلى اكتشاف بؤر تضم عائلات كاملة، مشيراً إلى أنه "من بين 8 آلاف مخالط، تم تأكيد إصابة 230 منهم".
وأعلنت وزارة الصحة، الاثنين، إصابة 1120 شخصاً بفيروس كورونا، وارتفاع عدد الوفيات إلى 80، مقابل تعافي 81، كما أن 3984 حالة تم استبعادها بعد التحاليل المخبرية التي أكدت عدم إصابتهم.