أقرت قيادة محور تعز العسكري التابعة للجيش اليمني الموالي للشرعية، يوم الأربعاء، بحدوث انتهاكات وإجراءات خارج القانون، ارتكبتها حملة أمنية وعسكرية ضد متمردين متهمين بموالاة الإمارات، في البلدات الريفية جنوبي مدينة تعز.
وشهدت منطقة المعافر، خلال الأيام الماضية، عمليات اغتيال وقتل خارج القانون، ودهم لعدة منازل نفذتها عناصر تابعة للواء 35 مدرع، تتهم بالوقوف وراء تمرد ضد مرسوم رئاسي قضى بتعيين العميد عبدالرحمن الشمساني قائدا للواء، خلفا للعميد عدنان الحمادي الذي اغتيل مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي في ظروف غامضة.
واتهمت القيادة السابقة للواء 35 مدرع، قوات تابعة لمحور تعز موالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، بالوقوف وراء الانتهاكات، ومنها اغتيال الشاب أصيل عبد الحكيم الجبزي، نجل رئيس عمليات اللواء، والتمثيل بجثته، بعد ساعات من عملية اغتيال أخرى.
وبعد أيام من إعلان شرطة تعز أن تلك الحادثة "جنائية"، أعلنت قيادة محور تعز أن الحملة العسكرية التي خرجت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لضبط المتهمين بعمليتي الاغتيال والتمثيل بالجثث "قامت ببعض الإجراءات خارج المهمة الموكلة إليها"، في إشارة للانتهاكات التي تم تسجيلها.
ووجهت قيادة محور تعز، في بيان صحافي، ليل الأربعاء، بالتحقيق في ذلك واتخاذ "الإجراءات العسكرية ضد المتسببين"، في إشارة إلى قادة عسكريين بالحملة يقفون خلف الانتهاكات وينص القانون على محاكمتهم عسكريا في حال قيامهم بانتهاكات لحقوق الإنسان.
كما وجّه محور تعز بـ"تسليم الأسلحة والآليات التي تم تحريزها لقائد اللواء 35 مدرع، والتنسيق مع الأجهزة الأمنية بسرعة إلقاء القبض على بقية المتهمين في حادثتي القتل".
ووجهت قيادة محور تعز العسكري، بسحب دوريات الشرطة العسكرية إلى مقرها في مدينة تعز، وتكليف قوات الأمن العام باستكمال مهمة القبض على بقية المتهمين، وذلك بعد اتهامات لقوات الشرطة العسكرية بالوقوف خلف عدد من عمليات الدهم للمنازل وترويع سكانها بحجة البحث عن أسلحة.
وتعود جذور الأزمة إلى تعيين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في العاشر من يوليو/تموز الماضي، الشمساني قائداً جديداً للواء 35 مدرع بالجيش الوطني، وطالبت قيادات اللواء في بيان سابق، الرئيس هادي بإعادة النظر في القرار، وعدم التعيين من خارج قياداته، متهمين القائد الجديد بالولاء لحزب الإصلاح، لكن محور تعز اعتبر ذلك تمرداً على القرارات الرئاسية، ونفذ حملات عسكرية لتنفيذ القرار.
ويتهم محور تعز العسكري القادة المتمردين بالولاء للإمارات، ويقول إن اللواء 35 مدرع بات مخترقاً من نجل شقيق الرئيس اليمني السابق طارق صالح، الذي ترابط قواته بمدينة المخا الساحلية، كما تقيم العشرات من أسر جنوده في مدينة "التربة" الخاضعة لسيطرة اللواء.