المعرض يفتتحه النحات آدم حنين (1926)، أحد مؤسسي سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت وهو الملتقى الذي بدأ منه الدويحي، ويضم مجموعة من المنحوتات الغرانيتية التي تستلهم الأسلوب الفرعوني في النحت.
لم يدرس الدويحي النحت، وهو ابن أحد عمال المحاجر التي كان يقضي فيها أوقاتاً طويلة مع والده وهو طفل، من هنا كان له علاقة قديمة مع حجر الغرانيت. وفي أول دورة شارك فيها في "سمبوزيوم أسوان" اختار أطول قطعة متاحة من هذا الحجر ليصنع منها خلال أربعين يوماً تمثاله البالغ 350 سنتيمتراً، التجربة التي لقيت نجاحاً بعد أربع سنوات من التدرب والمحاولة لتطويع الحجر وإعادة تشكيله.
تبدو أعمال الدويحي كما لو كانت تجسّد بشراً من الغرانيت غارقين تحت الماء ما حوّلهم إلى كيانات ملساء متأملة باحثة عن الهدوء، سنرى رجلاً واقفاً في قارب يظهر كما لو كان مناسباً وقد تحوّل الإنسان والقارب إلى كتلة واحدة سوداء وناعمة، أشبه ما يكون بالرسومات الجدارية الفرعونية التي تروي حكاية الانتقال إلى العالم الآخر.
ثمة إعادة تصوّر لتمثال "الكاتب المصري" الفرعوني، ولكن الدويحي يحرره من كل التفاصيل لينحت منه هيكله فقط. سنجد أيضاً شخصيات ملوك زالت أي وسيلة للتعرف عليهم سوى الشكل العام، نعرف أن ثمة شخصية فرعونية ماثلة أمامنا دون أن نتبين من هي.
ألوان الأعمال تتقلب بين الأسود والأبيض والرمادي والبني والأخضر الزمردي، وهي إما أن تكون فكرة مجردة أو كتلة جرى تطويعها والاجتراء على الحجر فيها وتحويلها من المظهر الصلب إلى المظهر اللين، أو تمثيل شخصية ما أو مشهد.