بالرغم من الصعوبات اليومية الكثيرة والحقوق غير المكفولة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي تمنع معظمهم من تحقيق ما يسعون إليه على صعيد العلم والعمل، فإنّ البعض يتجاوز كلّ العوائق من أجل البروز، وهي حال الشاب محمد عوض. فقد تمكن اللاجئ الفلسطيني الذي يبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً من تسجيل براءة اختراع في وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، وهو الاختراع الخاص بشبكة اتصالات وخدمات ذكية.
محمد عيسى عوض، من بلدة السميرية في قضاء عكا بفلسطين المحتلة. ولد في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوب لبنان، وعاش هناك مع أهله، ثم انتقلوا بعدها إلى مدينة صيدا. تلقى تعليمه في مدارس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفي مدارس حكومية لبنانية، قبل أن يتخرج لاحقاً من كلية العلوم في "جامعة بيروت العربية"، عام 2015، بدرجة جيد جداً في اختصاص الفيزياء.
اقــرأ أيضاً
لم يعمل عوض في التعليم وهو المجال المفتوح غالباً لاختصاصيي الفيزياء في لبنان، بل أصر على أن يكون عمله بحثياً، فتقدم بكثير من الطلبات للعمل في أماكن مختلفة ولم يوفق. وعلى العكس من السائد مع الشباب الفلسطينيين في لبنان، لم تكن جنسيته السبب في رفضه، بل عدم توافر فرصة عمل في مجال الأبحاث الفيزيائية. يقول لـ"العربي الجديد": "بعد تخرجي من الجامعة، كنت أرغب في متابعة دراساتي العليا، والحصول على الماجستير، لكنّ الحالة المادية لم تسعفني، فبدأت البحث عن عمل، وعندما تعبت من ذلك بلا طائل، اتجهت إلى العمل في محل لبيع الهواتف المحمولة وخدماتها، وتوليت إدارته".
يتابع: "عملي هناك ساعدني في استنباط فكرة اختراعي، إذ جاءت الفكرة من الخطوط والأرقام، فمن يرغب في شراء خط هاتفي، أو دفع فاتورة، يتجه إلى شركة الهاتف عادة، وهو ما يؤدي إلى الانتظار هناك حتى يصل دوره في إجراء العملية، وهي مضيعة للوقت، عدا عن عدم توافر مواقف للسيارات غالباً. كذلك، يواجه الزبون زيادة في الأسعار لدى محال الهاتف، فوزارة الاتصالات قد تسعّر الخط بثلاثة دولارات أميركية، فيبيعه المحل بعشرة أو خمسة عشر دولاراً. والنقطة الأهم أنّ الخط الذي يشتريه الزبون لا يحمل الرقم نفسه الذي يرغب فيه، إذ قد يشتري خطاً برقم مميز، فيحتفظ به المحل ليبيعه بسعر أعلى لزبون آخر، ويعطي طالب الخط الأصلي رقماً غير مميز".
يتابع: "لذلك، كانت فكرتي أن أخترع جهازاً، وظيفته شراء خط، ودفع فواتير، وتحويل أموال، ويمكن أن يوضع في أماكن يسهل الوصول إليها، كالمولات، والمتاجر الكبرى، ومحطات الوقود الرئيسة، والمطار، والمستشفيات. الجهاز يسمح للشخص في شراء خط من الشركتين المزودتين لخدمة الهاتف المحمول في لبنان، وذلك بعد ملء بيانات معينة، ويمكن الدفع بطريقتين، إما نقداً أو بالبطاقات المصرفية، وميزة الجهاز أنّه دولي وليس محلياً فقط. طورت الفكرة إلى خدمات إضافية تمتد من ملء الخطوط المدفوعة سلفاً بالرصيد، وصولاً إلى دفع الفواتير وتحويل الأموال، وكلّ عملية من هذه العمليات لا تتجاوز 5 دقائق".
خاف عوض من شركات الاتصالات في لبنان، واحتمال سرقتها اختراعه، فلم يسجله مباشرة في مكتب براءات الاختراع في وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، بعد حصوله على مختلف المعلومات المتعلقة بهذا النوع من المعاملات. اتجه إلى شركة تسجيل وسيطة، هي التي سجل من خلالها اختراعه وحصل على براءة الاختراع اللبنانية اللازمة التي تحمي مشروعه من السرقة إلى أن يتمكن من الحصول على تمويل يسمح له بإنجازه، إذ تتراوح الكلفة المتوقعة لإنجاز المشروع بين 15 ألفاً و40 ألف دولار. وبراءة الاختراع، بحسب وزارة الاقتصاد والتجارة "حق استئثاري يُمنح نظير اختراع يكون إنتاجاً أو عملية تتيح طريقة جديدة لإنجاز عمل ما، أو تقدم حلاً تقنياً جديداً لمشكلة ما".
اقــرأ أيضاً
براءة الاختراع في لبنان تخدم لمدة عشرين عاماً، فإن تجاوز الاختراع هذه المدة من دون تنفيذ، تستطيع أيّ شركة تنفيذه عندها، كما أنّه "يمكن لأيّ شخص من أشخاص القانون العام أو الخاص أن يقدم طلباً رسمياً للحصول على الترخيص الإلزامي لاستغلال الاختراع في لبنان بعد مضي 3 سنوات من تاريخ منح البراءة في حال لم يقم مالك البراءة أو خلفه باستغلال الاختراع بصورة عملية أو باتخاذ خطوات عملية لاستغلال الاختراع محل البراءة في لبنان". وهكذا، يسعى عوض للعثور على مستثمر يدعم مشروعه حتى لا تذهب كلّ جهود أبحاثه سدى.
محمد عيسى عوض، من بلدة السميرية في قضاء عكا بفلسطين المحتلة. ولد في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوب لبنان، وعاش هناك مع أهله، ثم انتقلوا بعدها إلى مدينة صيدا. تلقى تعليمه في مدارس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفي مدارس حكومية لبنانية، قبل أن يتخرج لاحقاً من كلية العلوم في "جامعة بيروت العربية"، عام 2015، بدرجة جيد جداً في اختصاص الفيزياء.
لم يعمل عوض في التعليم وهو المجال المفتوح غالباً لاختصاصيي الفيزياء في لبنان، بل أصر على أن يكون عمله بحثياً، فتقدم بكثير من الطلبات للعمل في أماكن مختلفة ولم يوفق. وعلى العكس من السائد مع الشباب الفلسطينيين في لبنان، لم تكن جنسيته السبب في رفضه، بل عدم توافر فرصة عمل في مجال الأبحاث الفيزيائية. يقول لـ"العربي الجديد": "بعد تخرجي من الجامعة، كنت أرغب في متابعة دراساتي العليا، والحصول على الماجستير، لكنّ الحالة المادية لم تسعفني، فبدأت البحث عن عمل، وعندما تعبت من ذلك بلا طائل، اتجهت إلى العمل في محل لبيع الهواتف المحمولة وخدماتها، وتوليت إدارته".
يتابع: "عملي هناك ساعدني في استنباط فكرة اختراعي، إذ جاءت الفكرة من الخطوط والأرقام، فمن يرغب في شراء خط هاتفي، أو دفع فاتورة، يتجه إلى شركة الهاتف عادة، وهو ما يؤدي إلى الانتظار هناك حتى يصل دوره في إجراء العملية، وهي مضيعة للوقت، عدا عن عدم توافر مواقف للسيارات غالباً. كذلك، يواجه الزبون زيادة في الأسعار لدى محال الهاتف، فوزارة الاتصالات قد تسعّر الخط بثلاثة دولارات أميركية، فيبيعه المحل بعشرة أو خمسة عشر دولاراً. والنقطة الأهم أنّ الخط الذي يشتريه الزبون لا يحمل الرقم نفسه الذي يرغب فيه، إذ قد يشتري خطاً برقم مميز، فيحتفظ به المحل ليبيعه بسعر أعلى لزبون آخر، ويعطي طالب الخط الأصلي رقماً غير مميز".
يتابع: "لذلك، كانت فكرتي أن أخترع جهازاً، وظيفته شراء خط، ودفع فواتير، وتحويل أموال، ويمكن أن يوضع في أماكن يسهل الوصول إليها، كالمولات، والمتاجر الكبرى، ومحطات الوقود الرئيسة، والمطار، والمستشفيات. الجهاز يسمح للشخص في شراء خط من الشركتين المزودتين لخدمة الهاتف المحمول في لبنان، وذلك بعد ملء بيانات معينة، ويمكن الدفع بطريقتين، إما نقداً أو بالبطاقات المصرفية، وميزة الجهاز أنّه دولي وليس محلياً فقط. طورت الفكرة إلى خدمات إضافية تمتد من ملء الخطوط المدفوعة سلفاً بالرصيد، وصولاً إلى دفع الفواتير وتحويل الأموال، وكلّ عملية من هذه العمليات لا تتجاوز 5 دقائق".
خاف عوض من شركات الاتصالات في لبنان، واحتمال سرقتها اختراعه، فلم يسجله مباشرة في مكتب براءات الاختراع في وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، بعد حصوله على مختلف المعلومات المتعلقة بهذا النوع من المعاملات. اتجه إلى شركة تسجيل وسيطة، هي التي سجل من خلالها اختراعه وحصل على براءة الاختراع اللبنانية اللازمة التي تحمي مشروعه من السرقة إلى أن يتمكن من الحصول على تمويل يسمح له بإنجازه، إذ تتراوح الكلفة المتوقعة لإنجاز المشروع بين 15 ألفاً و40 ألف دولار. وبراءة الاختراع، بحسب وزارة الاقتصاد والتجارة "حق استئثاري يُمنح نظير اختراع يكون إنتاجاً أو عملية تتيح طريقة جديدة لإنجاز عمل ما، أو تقدم حلاً تقنياً جديداً لمشكلة ما".
براءة الاختراع في لبنان تخدم لمدة عشرين عاماً، فإن تجاوز الاختراع هذه المدة من دون تنفيذ، تستطيع أيّ شركة تنفيذه عندها، كما أنّه "يمكن لأيّ شخص من أشخاص القانون العام أو الخاص أن يقدم طلباً رسمياً للحصول على الترخيص الإلزامي لاستغلال الاختراع في لبنان بعد مضي 3 سنوات من تاريخ منح البراءة في حال لم يقم مالك البراءة أو خلفه باستغلال الاختراع بصورة عملية أو باتخاذ خطوات عملية لاستغلال الاختراع محل البراءة في لبنان". وهكذا، يسعى عوض للعثور على مستثمر يدعم مشروعه حتى لا تذهب كلّ جهود أبحاثه سدى.