محمد عفيفة.. في مؤانسة "القط"

11 يونيو 2020
(جزء من أحد أعمال المعرض)
+ الخط -

يمزج التشكيلي ورسام الكاريكاتير الأردني محمد عفيفة (1973) بين مفردات فانتازية وأخرى مستمدة من الواقع وتجربة الفنان، مبرزاً ذلك التباين والتناغم بين العالمين، ضمن مساحة من التأويل تصنع مشهداً خارج حدود المعتاد والمألوف.

في معرضه "مشروع القط" الذي ينظّمه غاليري "دار الأندى" في عمّان" منذ الثامن عشر من أيار/ مايو الماضي بالتعاون مع "مجموعة مرسوم للفنون" التي تقدّمه افتراضياً؛ يعيد إنتاج علاقته مع قطته "مرجانة" التي بدأت عام 2008، مع قططها الأربعة الصغيرة في عشرة أعمال.

تتمحور فكرة المعرض الأساسية حول العلاقة بين البشر والقط وتحضر عناصر حيوانية أخرى استخدمها الفنان في معارض سابقة، ومنها السمكة التي تحيل رمزيتها إلى غريزة التمسك بالحياة والصراع من أجل البقاء، وكما تبادل الإنسان كينونته وشكله معها، يفعل ذلك مع كائنه الجديد؛ القط والقط البشري.

من المعرضيطلق عفيفة حواراً ينبني على التعايش بين ندّين في مكان واحد، يشعران بالتآلف أحياناً وبالتنافر في أحيان أخرى، حيث يتبادلان الأدوار في ما بينهما ضمن مستويات نفسية مختلفة لطبيعة هذه العلاقة، حيث يختلفان في كثير من الصفات لكنهما استطاعا أن يؤانسا بعضهما لآلاف السنين.

تتناول الأعمال التي نفّذها بالأكريليك على القماش أو على عدد من الصحون، هذه "المؤانسة" التي ظلّ يحكمها تقلُّب مزاج القطط وعدم تدجينه بالكامل من قبل الإنسان منذ أن عاشا سوية، كما توثّق النقوش التي تنتمي إلى الحضارة المصرية القديمة.

يظهر القط في إحدى اللوحات في حالته الطبيعية جالساً في مكانه يحدّق في ما حوله بنظرة فيها التأمّل مشوباً بالحذر، وفي لوحة أخرى تبرز سمة لا تفارق هذا الكائن وهي الفضول ورغبته الدائمة في الاكتشاف ومعرفة ما يجهله في محيطه، وهو يشترك فيها بشكل أو بآخر مع الإنسان في تعامله مع بيئته.

في أحد الأعمال، يتقابل القط مع الفأر، العدوّان اللدودان، لكنهما يبدوان كأنهما في حوار يوحّدهما خلاله الحزن، ويمشي القط في أعمال أخرى مثل الإنسان في هيئة تتداخل فيها شخصيتيهما للتعبير عن المخاوف المشتركة ذاتها.

يُذكر أن محمد عفيفة درس التصميم الداخلي، وقدّم معرضي كاريكاتير فرديين إلى جانب ثلاثة معارض لرسوماته، وشارك في عدد من المعارض الجماعية وورش العمل الفنية.

المساهمون