كان يتمنّى متابعة تعليمه مثل أيّ تلميذ آخر، وعيش حياة مستقرّة. إلّا أنّ الأوضاع المعيشيّة الصعبة أجبرته على ترك المدرسة، والبحث عن مهنة تساعده في المستقبل. كان مجتهداً في المدرسة، كما يقول، لكنّ الواقع بدا أكثر صعوبة، ما اضطرّه إلى التخلّي عن أحلامه.
هو محمد أحمد عبد الله (20 عاماً)، يعيش في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين في مدينة صيدا (جنوب لبنان). يشير إلى أنّه يتحدّر من بلدة لوبية في فلسطين، لكنّه ولد لاجئاً في لبنان، وتحديداً في المخيّم. كان يدرس في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حاله حال معظم التلاميذ الفلسطينيّين الفقراء. "لا نستطيع الالتحاق بمدارس خاصّة بسبب الأقساط المرتفعة، وعدم قدرتنا على تأمينها. الصفوف في مدارسنا مكتظّة، وقد يتجاوز عدد التلاميذ في الصف الأربعين". يضيف: "لم أكن قادراً على فهم الدروس دائماً، وكنت في حاجة إلى مدرّس خصوصي، إلّا أنّ ذلك كان صعباً بسبب ظروف عائلتي الماديّة الصعبة. حينها، شعرتُ أنّني لن أستطيع متابعة تعليمي وتحميل عائلتي عبئاً إضافياً. قرّرت ترك المدرسة. فحتى لو أنهيت المرحلة الثانويّة، لن يكون والدي قادراً على تأمين قسط الجامعة. وحتّى لو تحقّق ذلك، لن أجد عملاً في المستقبل".
يتابع عبد الله: "عملت في مجالات عدة، وتعلّمت أخيراً كيفيّة حشو البسكويت". يلفت إلى أنّه ترك المدرسة ليؤسّس لمستقبله. "أنا اليوم في العشرين من عمري، وأتقاضى أجراً شهريّاً تبلغ قيمته خمسمائة ألف ليرة لبنانية، وهو مبلغ لا يكفيني، علماً أنّني لا أتحمّل مسؤوليّة أهلي. إلّا أنّ المبلغ يعدّ ضئيلاً لشاب في عمري. لذلك، أبحثُ عن عمل إضافي". ويوضح أن "الطلب على البسكويت المحشو قلّ، فضلاً عن كثرة المعامل التي تنافس بعضها بعضاً".
يقول إنّه ليس الوحيد الذي اضطرّ إلى ترك المدرسة بسبب ظروفه المعيشيّة الصعبة. في الوقت نفسه، يلفت إلى أنّ العديد من الشباب الفلسطينيّين، الذين تمكّنوا من إنهاء تعليمهم الجامعي، لم يجدوا فرصة عمل. ويوضح أنّهم إمّا ما زالوا يبحثون عن عمل، أو أنّهم لا يعملون في مجال تخصّصهم. ولم يجد بعض هؤلاء غير حمل عبوات المياه، أو العمل كسائقين، أو بيع الخضار داخل المخيم. يضيف أنّه في حال بقي الحال على ما هو عليه، فلن يستطيع أيّ شاب فلسطيني تكوين نفسه، وقد يفكّر آخرون في الهجرة ولو كلّفهم ذلك عمرهم، بدلاً من البطالة.
اقــرأ أيضاً
هو محمد أحمد عبد الله (20 عاماً)، يعيش في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين في مدينة صيدا (جنوب لبنان). يشير إلى أنّه يتحدّر من بلدة لوبية في فلسطين، لكنّه ولد لاجئاً في لبنان، وتحديداً في المخيّم. كان يدرس في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حاله حال معظم التلاميذ الفلسطينيّين الفقراء. "لا نستطيع الالتحاق بمدارس خاصّة بسبب الأقساط المرتفعة، وعدم قدرتنا على تأمينها. الصفوف في مدارسنا مكتظّة، وقد يتجاوز عدد التلاميذ في الصف الأربعين". يضيف: "لم أكن قادراً على فهم الدروس دائماً، وكنت في حاجة إلى مدرّس خصوصي، إلّا أنّ ذلك كان صعباً بسبب ظروف عائلتي الماديّة الصعبة. حينها، شعرتُ أنّني لن أستطيع متابعة تعليمي وتحميل عائلتي عبئاً إضافياً. قرّرت ترك المدرسة. فحتى لو أنهيت المرحلة الثانويّة، لن يكون والدي قادراً على تأمين قسط الجامعة. وحتّى لو تحقّق ذلك، لن أجد عملاً في المستقبل".
يتابع عبد الله: "عملت في مجالات عدة، وتعلّمت أخيراً كيفيّة حشو البسكويت". يلفت إلى أنّه ترك المدرسة ليؤسّس لمستقبله. "أنا اليوم في العشرين من عمري، وأتقاضى أجراً شهريّاً تبلغ قيمته خمسمائة ألف ليرة لبنانية، وهو مبلغ لا يكفيني، علماً أنّني لا أتحمّل مسؤوليّة أهلي. إلّا أنّ المبلغ يعدّ ضئيلاً لشاب في عمري. لذلك، أبحثُ عن عمل إضافي". ويوضح أن "الطلب على البسكويت المحشو قلّ، فضلاً عن كثرة المعامل التي تنافس بعضها بعضاً".
يقول إنّه ليس الوحيد الذي اضطرّ إلى ترك المدرسة بسبب ظروفه المعيشيّة الصعبة. في الوقت نفسه، يلفت إلى أنّ العديد من الشباب الفلسطينيّين، الذين تمكّنوا من إنهاء تعليمهم الجامعي، لم يجدوا فرصة عمل. ويوضح أنّهم إمّا ما زالوا يبحثون عن عمل، أو أنّهم لا يعملون في مجال تخصّصهم. ولم يجد بعض هؤلاء غير حمل عبوات المياه، أو العمل كسائقين، أو بيع الخضار داخل المخيم. يضيف أنّه في حال بقي الحال على ما هو عليه، فلن يستطيع أيّ شاب فلسطيني تكوين نفسه، وقد يفكّر آخرون في الهجرة ولو كلّفهم ذلك عمرهم، بدلاً من البطالة.