محمد صلاح وفن اللامبالاة

10 يوليو 2018
+ الخط -
"محمد صلاح"، لاعب كرة قدم مصري مشهور، يلعب حاليًا في نادي ليفربول الإنكليزي، وحصل صلاح على شهرة كبيرة جدًا بسبب أدائه المميّز والمحترف في المباريات التي شارك فيها، فانجذبت إليه أنظار الجماهير من عشّاق ومحبي كرة القدم في شتى أنحاء العالم، كما استطاع أن يضيف إلى شهرته ويزيد من رصيد محبّة النّاس له، خاصة المصريين، عند تسجيله للهدف الذي جعل مصر تتأهل إلى كأس العالم بعد غياب 28 عامًا عن المشاركة فيه، وهكذا أصبح محمد صلاح من نجوم كرة القدم الذين سجلوا بصمة لا تنسى في تاريخ هذه الرياضة.

نشر محمد صلاح منذ أيام صورة له على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يقرأ كتابًا لم يظهر إلا جزء بسيط منه، فتطوّعت مجموعة من متابعي نجم كرة القدم والمهتمين بالقراءة للبحث عن الكتاب وإيجاد عنوانه، وهو "فنّ اللامبالاة... لعيش حياة تخالف المألوف" للمؤلف مارك مانسون، الذي غرّد على موقع تويتر متمنيًا لصلاح الاستمتاع في قراءة الكتاب.


وخلال ساعات قليلة أصبح هذا الكتاب بين الكُتب الأكثر بحثًا على شبكة الإنترنت، وازدادت نسبة قراءته بشكل لافت، ويدل ذلك على الشهرة الكبيرة للاعب محمد صلاح، باعتباره مثالًا إيجابيًا ومؤثّرًا في النّاس، وخصوصًا الشباب؛ إذ شجع الكثير من الأشخاص على قراءة ذلك الكتاب، والتفكير بالحصول على نسخة منه، سواء ورقية أو إلكترونية.

ينقل كتاب "فنّ اللامبالاة" مجموعة من التجارب الحياتية والأحداث الواقعية على هيئة قصص قصيرة ونصوص متفرقة، ويوضّح كيفية تعامل وتفاعل الإنسان معها، بعيدًا عن التركيز على الإيجابية البحتة أثناء مواجهة تجربة ما، فيشجع الفرد على المثابرة لتحقيق أهدافه المنشودة، ويُخبر بوضوح عن وجود سلبيات في الحياة، كما يؤكّد على ضرورة تقبل الإنسان لنفسه، وإدراك طاقاته ومهاراته وإمكاناته، حتّى يستطيع تحمل المسؤولية الكاملة عندما تواجهه المشكلات، ويصبح أكثر استعدادًا لفهم جميع الظروف والمواقف المحيطة به.

يتأثر النّاس بتصرفات وحياة المشاهير في شتى المجالات، كالفنّ والسياسة والرّياضة، وقد يصبح هذا التأثّر مع الوقت هوسًا مرضيًا لا يمكن التخلص منه بسهولة، فما أن تخرج شخصية مشهورة بشيء جديد وغير مألوف، لن يمضي إلا وقت قصير ليقلّده الكثير من الأشخاص، وهكذا يتحوّل ذلك الشيء الذي لم يلفت انتباه أي شخص في السابق إلى شيء مهم جدًا، ويتهافت الكثيرون للحصول عليه مهما كانت الطريقة أو الثمن، فظاهرة التأثّر بالنجوم والمشاهير ليست وليدة اللحظة، بل تعدّ من الظواهر القديمة، واستطاعت في العصر الحالي أن تنتشر بشكل أسرع وضمن نطاق أوسع، بالتزامن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت المشاهير أكثر قربًا من متابعيهم، ويشاركونهم أغلب تفاصيل حياتهم اليومية.

قد يؤدي التعلّق الزائد بالشخصيات المشهورة إلى إصابة بعض متابعيهم بعدد من الأزمات النفسية، وتحديدًا من هم في مرحلة المراهقة، الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بهوس المشاهير، من خلال محاولتهم مجاراة حياتهم والتشبه بهم في اللبس وطريقة الكلام والتصرف، والذي قد ينعكس عليهم سلبيًا ويجعلهم غير قادرين على بناء شخصياتهم المستقلة، كما يجب على النجوم والمشاهير في شتى المجالات أن يكونوا قدوة للنّاس، خصوصًا أولئك الذين لا يترددون بتقليد أي شيء يصدر عنهم، مهما كانت طبيعته أو نوعيته، فعندما تكون الشخصيات المشهورة أمثلة إيجابية ومفيدة يقتدى بها، عندها سيكون لها دور أساسي في تطوير وتحسين المجتمع وجعله يرتقي نحو الأفضل.