خسر روما فرصته عمليًا في بلوغ الدور ربع النهائي من دوري الأبطال، بعد أن سقط على أرضه بهدفين أمام حامل لقب النسخة قبل الماضية، ريال مدريد، ليفقد المصري محمد صلاح عمليًا فرصة الظهور في ذلك الدور المتقدم من البطولة.
وقد كان صلاح هو الرجل الذي بنى عليه لوتشيانو سباليتي فكرته حول المباراة.. المدير الفني الإيطالي عمد إلى الدفاع من نصف ملعبه، وأحيانًا دفاع المنطقة، مع شن هجمات مرتدة ارتكزت بوضوح على الجبهة اليمنى لفريقه التي يتواجد فيها جناح تشيلسي وفيورنتينا السابق.
المشكلة أن سباليتي لم يهيئ الأجواء المثالية لصلاح ليتفوق على منافسيه، فقد تركه وحيدًا بدون مساندة تقريبًا، ومع أداء مبهر من سيرخيو راموس كانت الأمور صعبة على الدولي المصري.
ولربما كان تواجد رأس حربة صريح أفضل لأداء صلاح، وذلك ليشغل راموس وفاران نوعًا ما، ليتم وضعه في موقف رجل لرجل مع مارسيلو. لكن صلاح اصطدم بحقيقة أنه كلما مر من مارسيلو كان يجد المخضرم الإسباني الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، إن لم تكن الأفضل.
تميُّز صلاح في الفترة الأخيرة مع سباليتي كان بسبب تقديم الأخير له بشكل مغاير عما كان عليه مع رودي غارسيا، حيث بات صلاح يتمتع بحرية أكبر في التحرك لقلب الملعب، مستفيدًا من التحول لخطة 4/2/3/1 وإمكانية الربط مع دييجو بيروتي المتمركز خلف دجيكو، لذلك ظهر صلاح بمستوى مختلف.
لكن أمام ريال مدريد كان محمد معزولًا بشكل كبير في الجانب الأيمن، غير قادر على الدخول لعمق الملعب، بسبب قلة المساندة مع تغيير الطريقة.
مباراة أمس أظهرت بعض النواقص في قدرات صلاح، أبرزها قدرته على الاحتفاظ ببرود أعصابه بعد بذل مجهود كبير في الركض، ففي أغلب اللقطات كان مهاجم المقاولون الأسبق يبدأ الهجمة بشكل جيد جدًا، لكنه يتوتر عندما يحين موعد الجد والتمريرة الهامة للزميل أو التسديد.
وربما يجدر بلوتشيانو سباليتي أن يجري تدريبات منفردة لصلاح لزيادة قدرته على الركض وهو ينظر للأعلى، لمنح نفسه فرصة أكبر لمتابعة الزملاء، كما أنه يحتاج بشدة لتطوير نفسه على اللعب بالقدم اليمنى، إلى جانب تطوير قدراته في التصرف بالكرة أمام المرمى. فناهيك عن إضاعة صلاح فرصتين هامتين أمس تبدو بعض أهداف الأخير عصية على الدخول للمرمى، فتصطدم بالحارس أولًا قبل سكونها الشباك.
كما أن على محمد أن يعي أنه لم يعد ذلك اللاعب الذي يصبر عليه الجمهور لتقديم الأفضل، بل إنه بنظرة بسيطة لتشكيلة روما فإنه يعتبر واحدا من أهم نجومها، وعليه أن يتحمل المسؤولية بشكل أكبر بدون التفكير في زملائه في بعض الأحيان.. أقصد بذلك اتخاذ قرارات جريئة بدون التفكير في شعور الزميل، فصلاح قليل التسديد وقليل اتخاذ القرارات الفردية المهمة، وهي أمور في بعض الأحيان يحتاجها اللاعب الذي تعوّل عليه الجماهير لحمل الفريق على عاتقه.
وكي لا يكون الحكم قاسيًا عليه، فإن مفاتيح اللاعب في النهاية تقع في يد المدرب، فكما طور سباليتي من دور صلاح وجعله أخيرًا يتحرر نوعًا ما من خلال طريقة 4/2/3/1، فإن عليه أن يقنعه بأنه بالفعل أحد نجوم الفريق. فإذا نظرنا لتمريراته في المباراة سنرى مدى قصر متوسط طول التمريرة، وعدم وجود تمريرات بينية كثيرة، على العكس مما نشاهده في نوعية تمريراته في المباراة الماضية أمام كاربي على سبيل المثال، وإن أقنع سباليتي صلاح بأنه نجمه الأول فربما نشاهد تطورًا أفضل للأخير في المباريات الكبيرة.
الأمر الإيجابي الذي يمكن استخلاصه من مشاركة المصري أمس هو أن سرعته نقطة قوة كبيرة له، كما أنه جاهز من الناحية البدنية لتحمل مسؤولية جبهة بأكملها من دون أن تقل لياقته لمستوى لا يمكنه معه القيام بما هو مطلوب منه بالكفاءة اللازمة.