محمد سعد لـ"العربي الجديد": انتظرت خطوة "الكنز" سنوات

22 أكتوبر 2017
الممثل محمد سعد (فيسبوك)
+ الخط -
مغامرة محسوبة خاضها الفنان الكوميدي المصري محمد سعد في فيلم "الكنز"، الذي استطاع من خلاله أن يخرج ولأول مرة منذ سنوات طويلة من عباءة "اللمبي" بإيفيهاته وحركاته الجسدية التي لم تعد تحقق أي نجاح ولا حتى تثير ضحك الجمهور.

عانى سعد لسنوات من إصرار المؤلفين والمخرجين على وضعه في قالب اللمبي؛ ظنا منهم أنها الشخصية التي لا يستطيع أن يقدم غيرها، ولن يتقبل الجمهور شكلاً آخر له، ولكن تحدى نفسه وقدم فيلم "الكنز"، الذي استطاع أن يمحو من خلاله أي سقطات واجهها لسنوات عديدة.

السقطات التي وضعته في وضع حرج في شباك التذاكر ومع المنتجين، حيث ظهر في السنوات الأخيرة نجوم كوميديون جدد آخرون، مثل شيكو وأحمد فهمي، وهشام ماجد، طبعاً إلى جانب نجومية أحمد حلمي وغيرهم.

ومع انطلاق تجربة "الكنز" التقت "العربي الجديد" الفنان محمد سعد للحديث عن الفيلم الجديد وغيرها من المواضيع الفنية:


* ماذا تمثل لك خطوة فيلم "الكنز" وهل تعتبرها مغامرة؟

الحمد لله كانت بالفعل مغامرة لكن مغامرة محسوبة بالنسبة لي، وكنت أنتظر خطوة مثلها منذ سنوات طويلة، وما أعجبني ثراء الشخصية لأنها لا تدور في إطار واحد فقط بل تحمل أكثر من بُعد، فبجوار الجانب السياسي الذي جسدته في الشخصية فهناك جوانب أخرى إنسانية وتاريخية. ولا تنسوا أن العمل كان مع شخصين لا يختلف عليهما أحد في الوسط الفني وهما المؤلف عبد الرحيم كمال والمخرج شريف عرفة، فمن يمكن أن يرفض عملاً كهذا؟


* ومن عرض عليك العمل في هذا الفيلم؟


هاتفني الأستاذ شريف عرفة وتحدثنا عن تفاصيل الشخصية والعمل ككل، ثم تقابلنا وشرح لي الأحداث بالتفاصيل، لكن ترك لي ورق الشخصية التي سأجسدها فقط وهي رئيس القلم السياسي "بشر الكتاتني". وبصدق شديد أحببت الشخصية جداً وما يدور حولها، كما أن الشخصية تعتمد على شيء واحد ألا وهو التمثيل، فقماشة التمثيل فيها لا حدود لها، لذا استفزتني جداً وأرجو أن أكون قد أخرجت كل قدراتي التمثيلية بها، ولا أنسى أن أشكر شريف عرفة على اختياره لي لأني كنت في أمسّ الحاجة إلى فيلم مثل "الكنز".


* وما الذي دفع شريف عرفة لاختيارك أنت بشكل خاص؟


سألته هذا السؤال، فكان رده أنه شاهدني أجسد مشهداً من مسرحية شكسبير في أحد اللقاءات التلفزيونية، ومنذ هذا التوقيت وجد، كما أكد لي، أني مناسب للظهور بدور "بشر".


* قلت إن مساحة التمثيل في "الكنز" كبيرة فهل معنى كلامك أن شخصياتك السابقة في "اللمبي" مثلا ليس فيها مساحة تمثيل كافية؟


لا طبعاً، في "اللبمي" طبعاً كان هنا مساحة تمثيل إلى جانب عوامل أخرى، لكن شخصية بشر تحتاج تمثيلا خالصا، وأحب أن ألفت نظركم إلى شيء مهم، ألا وهو أن الأدوار الكوميدية التي قدمتها كانت أصعب عليّ من فيلم "الكنز"، وهذا لأن إضحاك المشاهد أصعب من أن تجعله يبكي. والحمد لله آراء الجمهور والنقاد حمّستني لأن أختار نوعية أدوار فيها هذا الإبداع. فبلغتنا السينمائية هي شخصية "تقول شيئاً"، وهذا ما أحببته جدا، ولا تنسوا أني أعمل وسط نجمين في الكتابة والإخراج، وهذا يجعلني لا أفكر سوى في شيء واحد وهو التمثيل والأداء فقط، ولا أنشغل بأي تفاصيل أخرى لثقتي بمن معي.

* بصراحة شديدة هل من الممكن أن تعيد شخصية "اللمبي" في فيلم جديد؟

أنا ليس لديّ مانع، فكم من أعمال عالمية صنعت منها أجزاء كثيرة لكن بشرط أن نقول شيئاً جديداً ولا نستهلك الشخصية فحسب. وهذا في حاجة إلى كاتب محترف للغاية يستطيع أن يغير جلد اللمبي، وفي الوقت نفسه أن يثبت على الجوانب الأساسية للشخصية. وقد حاول بعض المؤلفين إرسال سيناريوهات لأجزاء جديدة من اللمبي، لكني وجدت أنها لن تكون أكثر من "عوكل" و"بوحة" وغيرهما من الشخصيات المرتبطة بنفس الكاراكتر، لذا رفضت تماماً. فأنا لن أعود إلى اللمبي سوى بالشرط الذي قلته.


* قدمت عرضاً مسرحياً وهو "صبح صبح" في السعودية فماذا كان رد فعل الشعب السعودي؟

الحمد لله كان استقبالهم لي في المسرح شيئاً رائعاً، وهم يعرفون شخصيات اللمبي كاملة، وهذا شيء جعلني فعلاً سعيداً، ولديّ إن شاء الله أيام أخرى لأعرض المسرحية في بعض المدن في السعودية.


* ولماذا لم تقدم مسرحاً في مصر؟


لم يعد للمسرح سوقٌ مثلما كان يحدث زمان، وهذا شيء يحزنني لأن بدايتي كانت مسرحية، وللعلم فإن خشبة المسرح هي أكثر مكان "يربّي" الفنان صح ويعطيه جرعات تمثيلية كبيرة للغاية، وتجعله يمتلك بعض الأدوات التي قد لا نجدها في الفنان الذي لم يسعفه الحظ بالوقوف عليها.

*حصلت أخيراً على جائزة أفضل ممثل عن فيلم "الكنز" من مهرجان الفضائيات فماذا يمثل هذا التكريم؟

هو بمثابة تكريم لي بعد سنوات غياب، لكني بكل صدق أهديه إلى شريف عرفة وعبد الرحيم كمال، فلولاهما لما كان وجد شيء اسمه فيلم "الكنز" وشخص اسمه محمد سعد في ثوب جديد بعد أن قضيت 15 عاما في اللون الكوميدي فقط، فأعتبره أول تكريم لي عن عمل غير كوميدي لذا فهو غالٍ عليّ جدا.


* الفيلم كان بطولة مشتركة بعد سنوات كنت مستحوذاً فيها على البطولة المطلقة فكيف تقبلت ذلك؟


كل فرد في الفيلم بطل في المنطقة التمثيلية التي وضعه المخرج فيها، ولا أنظر أبداً إلى مثل هذه الأمور، وللعلم فكل من شارك في هذا الفيلم ومنهم أنا، قدمنا أدواراً مختلفة وأخرجنا أشياء بداخلنا لم نكن نحن أنفسنا نعرف عنها شيئاً، لذا فكنا مفاجأة للجمهور والنقاد على حد سواء.


* هل من الممكن أن تعود للكوميديا من جديد؟


طبعا، ليس لديّ أي مشكلة، ومن منّا يكره اللون الكوميدي، فالناس والشعب المصري بشكل خاص يحب الضحك والسخرية حتى في عز أزماته.


* هل سنراك على الشاشة الصغيرة قريبا؟

إن شاء الله، لكن من المحتمل أن أنتظر بعض الوقت ثم أركز في الدراما التلفزيونية، فأنا غير مستعجُل عليها لأني كما عدت مختلفا في السينما أتمنى العودة كذلك تلفزيونيا.


* كيف تقضي وقتك بعيدا عن التمثيل؟
في القراءة والاطلاع وأحيانا السفر، كما أفضل أيضا الجلوس مع أسرتي، فأنا إلى حد كبير شخص بيتوتي وأحب لمّة الأسرة والعائلة.




المساهمون