محمد رمضان.. نجومية المزاج العنيف للمصريين

24 يوليو 2015
أفلام رمضان المليئة بالعنف حصدت شعبية كبيرة(فيسبوك)
+ الخط -
لم تمض أيام قليلة على عرض فيلم "شد أجزاء"، للممثل محمد رمضان إلا وحقق عائدات ضخمة وصلت إلى 14 مليون جنيه، احتل بها قمة شباك التذاكر في السينما المصرية، بضعف إيرادات فيلم "ولاد رزق" الذي يليه في القائمة.


المُلفت أن محمد رمضان أصبح حالياً هو "الحصان الرابح" دوماً في السينما المصرية، بغض النظر عمن يشاركه البطولة، أو يقوم بكتابة أو إخراج أفلامه، أو حتى (الأجواء) التي يدور فيها كل فيلم. هو فقط يمثل "المزاج العام" للمصريين في تلك المرحلة من تاريخهم.

"رمضان" بدأ مسيرته الفعلية بعد عدة أدوار صغيرة، بأداء دور أحمد زكي في مسلسل "السندريلا"، الذي أخرجه سمير سيف ولعبت بطولته منى زكي عام 2006.

وعلى الرغم من عدم نجاح العمل، استطاع رمضان لفت الأنظار إليه، للتشابه الشكلي بينه وبين الممثل الراحل ربما، أو لقدرته المعقولة على تقليده، ليقع رمضان تحت سطوة هذا (الشبه) و(التقليد) في السنوات اللاحقة من مسيرته.

6 سنوات تقريباً، كان أهم ما قدمه رمضان خلالها هو دوره الجيد بفيلم المخرج يسري نصر الله "احكي يا شهرزاد" عام 2009، كبطل لإحدى حكايات الفيلم عن شاب من منطقة شعبية يتزوج من 3 أخوات. لم يخرج حينها من عباءة تقليد أحمد زكي، ولكن "نصر الله" استكشف فيه مناطق أخرى في الأداء الجسدي، في قصة تدور بالأساس عن "سطوة الذكورة"، وهو الشيء الذي سيمثل حجر الأساس في نجومية "رمضان" اللاحقة.

اقرأ أيضاً: محمد رمضان.. ضابط شرطة يتحدى الإرهاب في "شد أجزاء"

النقلة التالية في حياته كانت فيلم "الألماني" عام 2012 حيث كانت السينما المصرية في حالة ركود بعد الثورة، والمزاج العام للمصريين كان حاداً وعنيفاً، الانفلات الأمني الذي استمر لفترة طويلة حينها جعل العلاقة المكتومة بين الأشخاص العاديين وأصحاب القوة في المناطق الشعبية تخرج تماماً إلى السطح، وتصبح ممارسة البلطجة علنية إلى حد كبير. كذلك المعارك المتتالية سواء كانت ثورية ضد الداخلية في أحداث محمد محمود أو مجلس الوزراء مثلاً، أو شعبية في "خناقات" كبيرة وواسعة النطاق تنشأ كل يوم في ظل غياب السلطة الأمنية. كل ذلك يصلح كمُفسّر لمزاج عام عنيف فعلاً، وفيه صدر "الألماني".

الفيلم الذي كلّف أقل من مليون جنيه، ودار عن أحد بلطجية المناطق الشعبية، تلقى إيرادات ضعيفة عند عرضه في دور السينما. وسريعاً التقطه المنتج محمد السبكي ليصنع به مغامرة أخرى أكبر كثيراً بعد عدة أشهر فقط: فيلم "عبده موتة".. الذي كان النقلة الأهم في مسيرة "رمضان".



بلطجي جديد في الحارات الشعبية، في قصة صراع وانتقام مع "تاجر المخدرات" الذي يعمل معه. حقق الفيلم 22 مليون جنيه في شباك التذاكر، ورسخ ما سُمّيَ من قبل النقاد والمتابعين بـ(خلطة السبكي)، العنف+أغاني المهرجانات+علاقات متعددة+نهاية أخلاقية، الكثير من الرقص و"الأكشن" و"خناقات الشوارع". ليخرج رمضان من تلك التجربة كنجم بعد نجاح مُلفت جداً في ظل فترة راكدة.

لاحقاً قام ببطولة فيلم "قلب الأسد" في 2013؛ مسلسل "ابن حلال" في رمضان 2014 ومسرحية "رئيس جمهورية نفسي" عام 2014 ، وفي الأعمال الثلاثة يلعب على نفس التيمة: "ضحية المجتمع الذي ينقلب عليه"، مع مساحات متفاوتة من "العنف"، في تلاعب غير واعٍ مع المزاج المصري العام.

فيلمه الكوميدي "واحد صعيدي"، الذي صور منذ عدة سنوات وتم طرحه في 2014، حقق نجاحاً أقل من أفلامه الدرامية الأكثر عنفاً، قبل أن يعود للواجهة تماماً مع "شد أجزاء" الذي بدأ عرضه في موسم عيد الفطر، وهو الفيلم الذي يغير فيه (أجواء) الصراع وشخصية البطل، يصبح ضابطاً بدلاً من بلطجي، وبدلاً من العالم السفلي للمناطق الشعبية هناك صراع (غربي) أكثر عن قصة تشبه (ماكس بين) –لعبة الكمبيوتر الشهيرة التي تحولت لفيلم سينمائي غير ناجح- عن الشرطي الذي تُقتل زوجته فيقرر الانتقام ممن قتلوها.

تغيرت الأجواء ولكن الحفاظ على (المزاج العنيف) ظل قائماً، مشاهد حركة وقتل وصراع لا يتوقف، و(بطل) ينحاز له الجمهور طوال الوقت، ليكتسح شباك التذاكر في عيد الفطر. ولعله من الملفت جداً أن الأفلام الثلاثة الأخيرة لنجوم الكوميديا الأنجح في العقدين الأخيرين: محمد هنيدي (يوم ملوش لازمة) أحمد حلمي (صنع في مصر) أحمد مكي (سمير أبو النيل).. كلها فشلت في تجاوز حاجز الـ11 مليون جنيه، في حين أن فيلم "رمضان" الجديد حقق 14 مليوناً في عدة أيام، وأمام فيلم نجم الكوميديا الرابع لهذا الجيل محمد سعد (حياتي مبهدلة) الذي حقق 4.5 ملايين فقط. تفسير ذلك أن (المزاج العام) –الذي كان يميل للكوميديا حتى سنوات قليلة- تغير تماماً، وأصبح أميل للحدة والعنف، ومحمد رمضان هو الأكثر تعبيراً عنه حالياً.

اقرأ أيضاً: إيرادات العيد:محمد رمضان الأوّل بلا منازع.. وهاني رمزي الأخير

 

المساهمون