الإعاقة لم توقف الشاب السوداني محمد المجتبى عند حدّ، بل شكّلت له دافعاً من أجل تحقيق طموحه في مساعدة الآخرين والتخفيف عنهم عبر اختصاص طبي
"إنّها ليست نهاية حياتي، بل بداية جديدة"، هذه العبارة كانت خيط الأمل الذي تمسك به الشاب السوداني محمد المجتبي (22 عاماً)، بعدما فقد إحدى ساقيه. ثابر وناضل من أجل الوصول إلى كلية الصيدلة، فسجل بذلك اختراقاً للأعراف واللوائح التي تمنع الأشخاص المعوقين من الوصول إلى الاختصاصات الطبية في السودان بذريعة أنّهم "غير لائقين طبياً" .
قبل أربعة أعوام بترت ساق المجتبى بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض. ظل يتنقل قبل ذلك بين أربع دول بحثاً عن علاج، بل عن تشخيص لحالته التي عجز عنها الأطباء، لكن لم يصل الأمر إلّا إلى البتر.
مع ذلك، لم يزد الأمر الشاب إلّا إصراراً على أن يعيش الحياة كما يحلو له، لا كما يريد الآخرون له. زادت سنوات معاناته مع المرض من الإحساس بمعاناة الآخرين داخله، ما دفعه إلى التفكير بدخول المجال الطبي أملاً في أن يسهم بفعالية في اكتشاف كلّ ما من شأنه أن يخفف عن الآخرين ما خبره وعاشه من آلام رافقته منذ كان في الخامسة عشرة.
يؤكد المجتبي أنّ دخوله إلى كلية الصيدلة لم يكن أمراً سهلاً، بل كانت هناك تحديات وإحباطات كثيرة قطعت طريقه ولم ييأس بالرغم منها. وضع هدفه نصب عينيه إلى أن حققه أخيراً بفضل كلّ هذا الإصرار. فقد بدأ قبل شهرين أولى خطوات حلمه في عالم الصيدلة والبحث الطبي من خلال الالتحاق بجامعة خاصة.
يروي المجتبى قصته لـ"العربي الجديد": "قبل سبعة أعوام توقفت عن الدراسة وكنت في الصف الثانوي الأخير، بسبب مرض ألمّ بي. بدأت بعده رحلة علاج طويلة داخل وخارج السودان متنقلاً بين المستشفيات. المرض لم يكن معروفاً لدى الأطباء فعجزوا عن تشخيصه، إلى أن تمكنوا من ذلك قبل عامين". فتقرر بتر ساقه للتخلص من المرض.
اقــرأ أيضاً
"إنّها ليست نهاية حياتي، بل بداية جديدة"، هذه العبارة كانت خيط الأمل الذي تمسك به الشاب السوداني محمد المجتبي (22 عاماً)، بعدما فقد إحدى ساقيه. ثابر وناضل من أجل الوصول إلى كلية الصيدلة، فسجل بذلك اختراقاً للأعراف واللوائح التي تمنع الأشخاص المعوقين من الوصول إلى الاختصاصات الطبية في السودان بذريعة أنّهم "غير لائقين طبياً" .
قبل أربعة أعوام بترت ساق المجتبى بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض. ظل يتنقل قبل ذلك بين أربع دول بحثاً عن علاج، بل عن تشخيص لحالته التي عجز عنها الأطباء، لكن لم يصل الأمر إلّا إلى البتر.
مع ذلك، لم يزد الأمر الشاب إلّا إصراراً على أن يعيش الحياة كما يحلو له، لا كما يريد الآخرون له. زادت سنوات معاناته مع المرض من الإحساس بمعاناة الآخرين داخله، ما دفعه إلى التفكير بدخول المجال الطبي أملاً في أن يسهم بفعالية في اكتشاف كلّ ما من شأنه أن يخفف عن الآخرين ما خبره وعاشه من آلام رافقته منذ كان في الخامسة عشرة.
يؤكد المجتبي أنّ دخوله إلى كلية الصيدلة لم يكن أمراً سهلاً، بل كانت هناك تحديات وإحباطات كثيرة قطعت طريقه ولم ييأس بالرغم منها. وضع هدفه نصب عينيه إلى أن حققه أخيراً بفضل كلّ هذا الإصرار. فقد بدأ قبل شهرين أولى خطوات حلمه في عالم الصيدلة والبحث الطبي من خلال الالتحاق بجامعة خاصة.
يروي المجتبى قصته لـ"العربي الجديد": "قبل سبعة أعوام توقفت عن الدراسة وكنت في الصف الثانوي الأخير، بسبب مرض ألمّ بي. بدأت بعده رحلة علاج طويلة داخل وخارج السودان متنقلاً بين المستشفيات. المرض لم يكن معروفاً لدى الأطباء فعجزوا عن تشخيصه، إلى أن تمكنوا من ذلك قبل عامين". فتقرر بتر ساقه للتخلص من المرض.
معاناته وفشله في الحصول على مساعدات طبية عدة سنوات جعلاه يشعر بآلام الآخرين، كما غذّيا داخله الإصرار على الدخول إلى الحقل الطبي. يؤكد أنّ اختياره وقع على الصيدلة أملاً في أن يفتح الله على يديه اكتشاف علاجات جديدة لا سيما للأمراض التي ليس لها دواء، بالنظر إلى ارتباط قطاع الصيدلية بالأبحاث والعلاج. يذكر أنّ رحلة العودة إلى الدراسة بدأها قبل عامين وبعد انقطاع خمس سنوات من خلال الخضوع لامتحانات الثانوية العامة السودانية. دخل بعدها في رحلة الوصول إلى الجامعة التي يؤكد أنّها لم تكن سهلة لكنّها أكسبته المزيد من الإصرار للتغلب على الصعاب، وأبرزها نظرة المجتمع التمييزية إلى الشخص المعوّق.
يوضح: "قبلت في إحدى كليات الصيدلة بسبب الدرجات المرتفعة التي أحرزتها في الثانوية العامة. لكن، في المقابلة، اكتشفت الإدارة أنّي شخص معوق، وأكدت أنّ المجال الطبي غير مفتوح للأشخاص المعوقين. كانت صدمة كبيرة لي، لكنّي لم أيأس وأصررت على فتح هذا الباب أمامي. كان ذلك فعلاً عندما ساق القدر لي صديقة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أوصلتني إلى الكلية الحالية التي أدرس فيها".
للمجتبى حكاية مع عبارته "إنّها ليست نهاية حياتي بل بداية حياة جديدة"، التي أنشأ على أساسها صفحة على "فيسبوك" بلغ عدد معجبيها نحو 12 ألفاً. وهي صفحة تحث على روح التحدي والأمل والتفاؤل ومواجهة الصعاب. يقول: "عندما قرر الأطباء بتر ساقي للتخلص من المرض، لمحت الحزن في عيني والديّ، فقلت لهما هذه العبارة التي كان لها مفعول السحر عليهما".
بات محمد المجتبى بإصراره وعزيمته وتفرده حديث الطلاب الذين يمنحونه ثقتهم، وهو ما قادهم أخيراً لانتخابه رئيساً لطلاب قسم الصيدلة ومتحدثاً باسمهم. لم يأتِ الانتخاب من فراغ، فالشاب يساعد زملاءه ويمضي أوقاتاً معهم في مراجعة الدروس. مع نهاية المحاضرات يتحول إلى أستاذ مقتدر يتوسط القاعة ويبدأ في مراجعة المحاضرات بكلّ ثقة. تساعده في ذلك لغته الإنكليزية الجيدة.
من جهتها، تقول صديقته سهيلة أحمد، إنّ المجتبى ساعدها في التعامل مع من حولها والتخفيف من غربتها، خصوصاً أنّها مصرية، وقد جاءت إلى الخرطوم بغرض الدراسة. تؤكد أنّه أكثر شخص اجتماعي في الكلية، بل عادة ما يزرع التفاؤل والتحدي في نفوس زملائه.
في المقابل، يقول أستاذ المجتبى في الكلية، الدكتور حامد الدود مهدي، إنّ طالبه ظاهرة في تحديه الكبير. وقد احتوته الكلية بعدما عرفت قصته، خصوصاً أنّ هناك من امتنع عن قبوله بسبب الإعاقة. يوضح: "اتصلنا به لينضم إلى الكلية مع تخفيض الرسوم عليه بسبب العلامات المرتفعة التي أحرزها في امتحانات الثانوية العامة. والآن، أصبح محمد المجتبى مصدر إلهام، فهو يشجع الجميع على الاستمرار وبذل الجهد لتحقيق الأهداف".
اقــرأ أيضاً
يوضح: "قبلت في إحدى كليات الصيدلة بسبب الدرجات المرتفعة التي أحرزتها في الثانوية العامة. لكن، في المقابلة، اكتشفت الإدارة أنّي شخص معوق، وأكدت أنّ المجال الطبي غير مفتوح للأشخاص المعوقين. كانت صدمة كبيرة لي، لكنّي لم أيأس وأصررت على فتح هذا الباب أمامي. كان ذلك فعلاً عندما ساق القدر لي صديقة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أوصلتني إلى الكلية الحالية التي أدرس فيها".
للمجتبى حكاية مع عبارته "إنّها ليست نهاية حياتي بل بداية حياة جديدة"، التي أنشأ على أساسها صفحة على "فيسبوك" بلغ عدد معجبيها نحو 12 ألفاً. وهي صفحة تحث على روح التحدي والأمل والتفاؤل ومواجهة الصعاب. يقول: "عندما قرر الأطباء بتر ساقي للتخلص من المرض، لمحت الحزن في عيني والديّ، فقلت لهما هذه العبارة التي كان لها مفعول السحر عليهما".
بات محمد المجتبى بإصراره وعزيمته وتفرده حديث الطلاب الذين يمنحونه ثقتهم، وهو ما قادهم أخيراً لانتخابه رئيساً لطلاب قسم الصيدلة ومتحدثاً باسمهم. لم يأتِ الانتخاب من فراغ، فالشاب يساعد زملاءه ويمضي أوقاتاً معهم في مراجعة الدروس. مع نهاية المحاضرات يتحول إلى أستاذ مقتدر يتوسط القاعة ويبدأ في مراجعة المحاضرات بكلّ ثقة. تساعده في ذلك لغته الإنكليزية الجيدة.
من جهتها، تقول صديقته سهيلة أحمد، إنّ المجتبى ساعدها في التعامل مع من حولها والتخفيف من غربتها، خصوصاً أنّها مصرية، وقد جاءت إلى الخرطوم بغرض الدراسة. تؤكد أنّه أكثر شخص اجتماعي في الكلية، بل عادة ما يزرع التفاؤل والتحدي في نفوس زملائه.
في المقابل، يقول أستاذ المجتبى في الكلية، الدكتور حامد الدود مهدي، إنّ طالبه ظاهرة في تحديه الكبير. وقد احتوته الكلية بعدما عرفت قصته، خصوصاً أنّ هناك من امتنع عن قبوله بسبب الإعاقة. يوضح: "اتصلنا به لينضم إلى الكلية مع تخفيض الرسوم عليه بسبب العلامات المرتفعة التي أحرزها في امتحانات الثانوية العامة. والآن، أصبح محمد المجتبى مصدر إلهام، فهو يشجع الجميع على الاستمرار وبذل الجهد لتحقيق الأهداف".