محمد العريضي ما زال يحلم بفرصة عمل

23 ابريل 2016
يساعد والده في الدكان (العربي الجديد)
+ الخط -
حين اختار محمد العريضي (25 عاماً) دراسة الهندسة المدنية، كان يأمل في إيجاد فرصة عمل بعد التخرج. يقول إنّ "الأسواق الخليجية كانت أكثر تقبلاً لتشغيل الفلسطينيين". كان يحلم بالحصول على فرصة عمل في لبنان أو الخارج بعد تخرجه، إلا أن الظروف عاكسته وأغلقت جميع البلدان أبوابها في وجهه ووجه غيره من الشباب. مع ذلك، لم ييأس وراح يبحث عن فرصة عمل في لبنان.

بداية، عمل في جمعيّة تعنى بتقديم الخدمات للاجئين السوريين وغير السوريين. لكن بعد انتهاء عقد عمله، صار عاطلاً من العمل، وإن كان يساعد والده في دكانه الصغير في منطقة وادي الزينة على أطراف مدينة صيدا (جنوب لبنان). على الرغم من صعوبة الأمر، إلا أنه يأمل في أن تحل مشاكل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويحصلون على الحق في العمل، لافتاً إلى أنه ليس للفلسطينيين أي ذنب بكل ما يحدث. يقول إنّ "الفلسطيني لم يختر ترك أرض أجداده واللجوء إلى لبنان ودول أخرى".

يتحدّر العريضي من قرية أم الفرج في عكا الفلسطينية، لكنه ولد وعاش في لبنان. والده أيضاً درس الهندسة، إلا أنه لم يستطيع إيجاد أي عمل وصار يبيع السكاكر وغيرها. اليوم، يعيش الشاب مع أسرته في منطقة وادي الزينة، ويقضي نهاراته في البحث عن عمل. يعود إلى الحديث عن تجربته في الجمعية. كان يشعر بالاستقرار نوعاً ما، وإن كان يعمل في مجال آخر غير مهنته. لكنّ الأمر لم يستمر طويلاً. ما زال في مقتبل العمر، إلا أنه يشعر بأنه يكبر من دون أن يفعل شيئاً. يضيف أنّ "لديّ ثلاثة أشقاء في الجامعات. لكنهم قد لا يجدون أي فرصة للعمل بسبب منع الفلسطينيين من العمل في معظم المهن". وأكثر ما يضايقه أنه يحب العمل في مجال تخصصه، من دون أن يكون قادراً على ذلك.

عند سؤاله عن السفر إلى الخارج، يجيب: "لم أكن أتوقع عدم العثور على عمل بعد تخرجي من الجامعة. حلمت كثيراً بالسفر إلى إحدى دول الخليج التي كانت تستقبل الفلسطينيين. لكن يبدو أنّ كل شيء تغيّر، وقد أغلقت الأبواب في وجه الفلسطينيين، وصار ممنوعاً عليهم السفر إلى معظم الدول العربية والعمل فيها. لم يعد هناك أي أهمية للشهادة". وبسبب القوانين المجحفة بحق الفلسطينيين لناحية العمل في لبنان، حرم شباب كثيرون من هذا الحق، وصار بعضهم يفضّل تعلّم مهنة بدلاً من متابعة دراستهم في الجامعات وصرف مبالغ مالية كبيرة من دون جدوى، علماً أن معظمهم يستدينون لدفع الأقساط الجامعية.

المساهمون