قضت محكمة الاستئناف القطرية في جلستها المنعقدة صباح اليوم الأحد، ببراءة الزوجين الأميركيين المتهمين بقتل ابنتهما.
ونقضت محكمة الاستئناف، حكما للمحكمة الابتدائية التي حكمت على الزوجين الأميركيين، ماثيو وغريس هوانغ، في شهر أبريل/نيسان الماضي، بالسجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة قدرها 15 ألف ريال قطري، وبالإبعاد من قطر بعد قضاء العقوبة، بتهمة تعذيب وتجويع طفلتهما بالتبني "غلوريا" البالغة من العمر ثماني سنوات حتى الموت، وهي واحدة من ثلاثة أطفال من أفريقيا يقوم الزوجان بتبنيهم، وتوفيت غلوريا في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال الزوج الأميركي ماثيو هوانغ عقب الجلسة "كانت محاكمة طويلة ومؤثرة لي وعائلتي، وكل عام كنت أريد أنا وغريس أن نعود إلى وطننا ونعيش مع أبنائنا، لم نكن قادرين أن نأخذ العزاء في ابنتنا، ولكن نريد أن نشكر القاضي على قراره اليوم ونتطلع الآن للعودة إلى الولايات المتحدة".
وأشارت هيئة المحكمة في تفنيدها لمنطوق المحكمة الابتدائية، درجة أولى، أنه تم قبول الاستئنافين المقدمين من النيابة والمتهمين شكلا وفي الموضوع، بإلغاء حكم محكمة درجة أولى، بإدانة المتهمين ومعاقبتهما، والحكم مجددا ببراءتهما مما نسب إليهما من اتهامات، وإخلاء سبيلهما فورا ما لم يكونا مطلوبين على ذمة قضايا أخرى، ورفض الاستئناف المقدم من النيابة.
واتفقت المحكمة مع قرار المحكمة الابتدائية بعدم توفر القصد الجنائي في القتل العمد، مشيرة إلى أن التقارير الفنية الطبية وردت متعارضة، حيث ورد في شهادة الوفاة أن السبب، اعتلال عام مصحوب بهزال بسبب مرض وجفاف، فيما قال الطبيب الشرعي في شهادته إن هناك جفافا نتيجة عدم تناول الطعام لعدة أيام، وقال إن السبب قد يكون نتيجة القيء أو الإسهال ولهذه الاعتبارات خلصت محكمة درجة أولى إلى أن سبب الوفاة غير محدد بالصورة الدقيقة، وخلصت إلى ما قضت به وكان حكمها صحيحا.
وأوضحت هيئة محكمة الاستئناف أن شهادة شهود الإثبات كانت تعبر عن رأي، وأنها خلصت إلى القطع بالنفي بعدم قيام المتهمين بتعريض الطفلة غلوريا للخطر، لأسباب عديدة منها أن شهود النفي شهدوا بالعناية الفائقة التي يوفرها المتهمان للطفلة، خاصة في شهادة الشاهدين، فيل ثيو وجيني هوانج هو، وأنهما كان قبل يوم واحد مع المتهمين في منزلهما، وشاهدا الطفلة غلوريا تتناول الطعام مع والديها في المطبخ، لذا انتفى الكلام عن منع الطفلة من الطعام قبل 24 ساعة من الوفاة، حسب أقوال الشهود، فضلا عما شهد به شقيق الطفلة إيمانويل، بأن المتهمين يعطيانها المأكل والمشرب، لكنها حين تريد الطعام تستأذن من أبيها، مما ينفى ادعاء عدم تناول الطفلة للطعام.
وأشارت المحكمة إلى إغفال محكمة درجة أولى الالتفات إلى شهادة النفي، رغم أن المتهم ليس مطلوبا منه إثبات نفى الاتهام، ولكن على النيابة إثباتها بدرجة اليقين، وكانت المسألة معكوسة وأثبت المتهمان يقينا انتفاء التهمة، فضلا عن الدلالة الفنية الطبية بوجود تناقض في شهادة الطبيب الشرعي وتقاريره مع شهادة الوفاة.
وأشارت المحكمة إلى تقريرٍ صادر من جهات أميركية، أكد أن غلوريا قبل التبني كانت تعاني من مرض "الجارديا" ويصعب التخلص منه ويظل في الجسم لسنين، ولا يوجد ما يؤكد تخلصها من هذا المرض.
كما بين التقرير أن غلوريا لم تتوف نتيجة الإهمال أو عدم التغذية بأي حال، وأن الاحتمالات الأخرى واردة.
وأشارت إلى استناد حكم الدرجة الأولى إلى إقرار المتهم ماثيو أمام النيابة بأنه ربما أهمل في إسعافه للطفلة إلى المستشفى، وأنه عند استجوابه من المحكمة قال إنه لم يقل ربما ولكنه قال إنه لم يكن الأب المثالي لغلوريا، وهذا ليس إقرار ولكنه احتمال ولا يمكن الأخذ جنائيا بلفظ للاحتمال.
لافتة إلى أن الحكم ببراءة المتهمين مسبب ومكتوب في أكثر من 20 صفحة، وأنها استندت إلى ذلك في إصدار هذا الحكم.