محفزات الغرب نحونا
كانت الثورة، يوما بعد يوم، تزداد في التأييد والشعبية في الداخل والخارج، فكانت الحشود الشعبية تزداد، والانشقاقات تتزايد في صفوف الجيش النظامي. العالم ينظر لهذه الثورة بنظرة الإعجاب والمؤيد لأساليبها السلمية، لكونها الرد القوي والحقيقي على دبابات الأسد وطائراته وسلاحه الروسي، جميعنا كنا ننتظر خروج عبد الباسط الساروط وفدوى سليمان في أحياء حمص. كنا ننتظر أسماء الجُمع وشعاراتها ولافتاتها لما تحمله من معان حقيقية لمقاومة النظام وشعب مصر على الحرية. كنا ننتظر التظاهرات، لنسمع الأناشيد والشعارات التي أبدع فيها الشعب السوري، طوال الفترة السلمية، كان التنافس بين المدن والقرى على كتابة أجمل شعار أو رفع أجمل تعبير.
لكن النظام نجح في أخذ هذا الحراك الشعبي إلى حيث يريد. نصب الفخ وتمكن من إيقاع الثورة والشعب السوري فيه. استطاع إبعادها عن واقعها وهدفها وشعاراتها، وأدخلها في أتون الحرب الأهلية. أصبح العالم كله ينظر لها على أنها ثورة إرهابية عنفية فوضوية، ذات صبغة مذهبية، فهذا الوصف أضعف التأييد لها عالمياً، نسبة إلى بداية إطلاقها.
لا شك أن الانتكاسات التي تتعرض لها الثورة السورية ساهمت فعليا بانخفض الحماس العالمي لها. تبدلت هموم وشجون الناس بسبب قوة الإجرام وسكوت العالم عنه خمس سنوات، فالعالم وضع الإرهاب ومحاربته في سلم أولويته، ولقد استفاد النظام في محاربته شعبه، تحت هذا الشعار من هذا الواقع، بالإضافة إلى السكوت والتواطؤ الدولي.
فالمماطلة والمراوغة والأحاديث التافهة والشعارات الفارغة التي يستخدمها مهرجو النظام باتت صفة أساسية من صفات نظام الأسد، ولن تفك عزلته وتحل مشكلته. وخصوصاً في ظل الدبلوماسية العربية الجديدة التي تقودها دول الخليج العربي، وتنفذها في اليمن، والتي تحاول نقل التجربة القادمة نحو سورية، وخصوصاً في ظل التطور الميداني في الشمال والغرب والجنوب السوري، وما له من تأثير كبير على معنويات المقاتلين في ظل تراجع جيش الأسد وتقهقره.
يهتم اليوم بكل ما يكتب ويدون عن المشكلات الإنسانية، لأنه يريد أن يعرف ماذا يحصل، وبالتالي، الرأي العام الأميركي والحزب الحاكم يهتمون بالقضايا الإنسانية والاجتماعية والديمقراطية وحقوق الأقليات، وهذه المشكلات تفرض على السياسة الأميركية دوما التحرك.