حمل الممثل الجزائري الناشط في الحراك الشعبي، أحمد عبد الرزاق، إناء فيه زهور وتراب في مواجهة مجنزرة للشرطة كانت تطلق مدافع المياه الساخنة على المتظاهرين، وطالب الشرطي الذي كان يقود المجنزرة بإطلاق المياه لسقي زهوره.
أبكى المشهد كثيرين، وعلقوا عليه في اليوم الـ47 من الحراك الشعبي في الجزائر، فالحفاظ على سلمية المظاهرات يظل رهان الطالب الجامعي عبد العالي وأصدقائه من طلبة جامعة العلوم الاقتصادية بالعاصمة، والذي قال لـ"العربي الجديد" إنهم لن يتزحزحوا من الساحات حتى الوصول إلى مطالبهم، "الشارع بات ملجأنا ومبدأنا".
بعد القمع الذي شهدته احتجاجات العاصمة الجزائرية أمس الثلاثاء، بات لزاما على المحتجين أن يتعاملوا مع الوضع بوعي أكبر، رغم أن الشرطة تراجعت شيئا فشيئا في مواجهة المحتجين، وفسحت لهم المجال للسير من ساحة البريد المركزي بقلب الجزائر نحو شارع الشهيد ديدوش مراد، غير أن الطلاب يصرون على مواصلة الحراك الشعبي رفضا للوجوه القديمة.
وتجاوزت طالبة الحقوق سمية مخاوفها من حدوث ما لا تحمد عقباه، على حد قولها، والتزمت برفع الراية الوطنية والتضامن مع النقابيين الذين دعوا إلى احتجاجات اليوم، ومرافقة مطالب الحراك الشعبي.
ورفع عشرات المحتجين اليوم شعارات تدعو الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح إلى الاستقالة، وقال أستاذ الرياضيات محمد لـ"العربي الجديد" إن "الشعب يرفض التعامل مع نفس الوجوه، وتستفز الملايين ممن خرجوا في الساحات طوال أكثر من سبعة أسابيع".
وشهدت الجزائر اليوم غلياناً عقب دعوات نقابات قطاع التربية إلى إضراب عام، مهددة بالتصعيد في الأيام المقبلة، لكن النقابات طالبت كل الجزائريين بالمحافظة على سلمية التظاهر، والإبقاء على المطالب إلى غاية تحقيقها.
وتتوجه أنظار الجزائريين إلى الجمعة الثامنة المقرر أن تشهد مسيرات ومظاهرات مليونية رافضة للرئيس المؤقت، حتى لو كانت 90 يوما فقط، متخوفين من أن تكون تلك الخطوة ضربة قاصمة للحراك الشعبي.