من المقرّر أن يعقد الحزبان الكرديان الرئيسان في إقليم كردستان، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مشتركاً بعد فترة من القطيعة، في محاولة لتسوية الخلافات بينهما، التي باتت تؤثر على الحوارات الكردية مع بغداد، والتي من المفترض أن تبدأ جولة جديدة خلال الأيام المقبلة.
وتثقل كاهل الإقليم الذي يتمتع بحكم إداري شبه مستقل عن بغداد منذ الغزو الأميركي للبلاد وإقرار الدستور الجديد، أزمات مختلفة تتعلق بالخلافات الداخلية خاصة بين الحزبين الرئيسين "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" وهو حزب الرئيس الأسبق جلال طالباني، ومركز ثقله في السليمانية، فضلاً عن خلافات الإقليم نفسه مع السلطات الاتحادية في بغداد، وهي خلافات متراكمة منذ دورات برلمانية عدة تخص المناطق المتنازع عليها، وملف مرتبات موظفي الإقليم، وقانون النفط والغاز، ونسبة الإقليم من الموازنة السنوية للدولة العراقية وغيرها من الملفات التي تحتاج إلى موقف كردي موحد للتحاور مع حكومة الكاظمي بشأنها.
وتصاعدت حدّة الخلافات بين الحزبين أخيراً، لأسباب تتعلق غالبيتها بالنفوذ الحزبي وإدارة المؤسسات في الإقليم، ما أثر على مجريات الحوار مع بغداد، الأمر الذي دفع باتجاه إجراء حوارات فردية على مستوى كل حزب مع حكومة بغداد.
ووفقاً لأخبار نقلتها وكالات أنباء كردية محلية، فإن "رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني بادر للترتيب لعقد اجتماع بين الحزبين الرئيسين وبحث المشاكل العالقة بينهما"، مبينة أن "الحزبين اتفقا على أن يعقد الاجتماع اليوم الثلاثاء في مصيف دوكان بمحافظة السليمانية".
وأشارت إلى أن "وفد الحزب الديمقراطي سيترأسه هوشيار زيباري، أما وفد الاتحاد فسيكون برئاسة رزكار علي".
من جهته، قال عضو "الاتحاد الوطني الكردستاني" آرام جباري، إن "الفترة الأخيرة شهدت لقاءات واتصالات بين الحزبين الكرديين بحثا خلالها المسائل الخلافية"، مبيناً في تصريح صحافي، أن "الأوضاع المعقدة في الإقليم تحتم على الأكراد توحيد كلمتهم في هذا الظرف، ودفعت باتجاه البحث عن تقارب كردي كردي".
وأضاف أن "هناك تقارباً بوجهات النظر بين الحزبين، بعد التوتر الإعلامي الأخير بينهما"، مشدداً على أن "وضع الإقليم لا يتحمل المزيد من الخلافات، وأن قوة الإقليم وخصوصاً في بغداد تأتي من وحدة الصف الكردي، سيما بين الحزبين الرئيسين".
وأكد مسؤول في حكومة إقليم كردستان لـ"العربي الجديد"، أنه "من المفترض أن تبدأ جولة حوار جديدة مع بغداد الأسبوع المقبل سيتم خلالها طرح الملفات العالقة، وأن هناك تقارباً بشأن العديد منها، في ما يتعلق بمرتبات موظفي الإقليم، وواردات النفط، والمنافذ الحدودية في الإقليم وغيرها"، مبيناً أن "هذه الملفات تتطلب توافقاً بين الأحزاب الكردية يسبق جولة الحوار، ما دفع رئيس الإقليم إلى المبادرة بعقد اجتماع مع الاتحاد الوطني الكردستاني".
وأكد أن "هناك عقبات كثيرة بين الحزبين ستتم محاولة التوصل لتفاهم بشأنها، استعداداً لتشكيل وفد تفاوضي مع بغداد".
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية دخلت أخيراً على خط الأزمة بين بغداد وأربيل، معلنة استعدادها لدعم الحوار بين الجانبين، وذلك على لسان القنصل الأميركي في إقليم كردستان روب وولر، الذي أكد خلال لقائه نائب رئيس وزراء الإقليم قوباد طالباني، نهاية الشهر الفائت، أنّ بلاده تنظر باهتمام إلى المباحثات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، موضحاً أنّ أميركا تشجع الطرفين على التوصل إلى حل ضمن إطار اتفاق شامل يضمن استقرار العراق والإقليم.