قدّمت جمعية "كيان" النسوية الفلسطينية، محاضرة وورشة حول موضوع التحرش الجنسي، بعنوان "تعالوا نفكر سوا.. وأين الخط الأحمر"، بالتعاون مع مقهى "أباجور"، وذلك بعد عدد من الشكايات التي وصلت الجمعية، إثر تعرض شابات لاعتداء وتحرش جنسي في الأشهر الأخيرة، خاصة في مقاهٍ بحي حيفا.
وقام في الآونة الأخيرة بعض الشباب والشابات بتداول موضوع التحرش الجنسي الذي حدث في المقاهي وفي الطرق التي تؤدي إليها على نطاق واسع، في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منددين بهذه الظاهرة والتصرف بحق النساء.
ولم يتم تقديم شكوى للشرطة من قبل الشابات، عدا التوجه لجمعية "كيان" للإفصاح عن التحرش. فغالبا، ترفض النساء العربيات في المجتمع العربي تقديم شكوى للشرطة ضد المتحرش أو المعتدي، إلا بنسبة ضئيلة جدا لا تتعدى خمسة في المائة.
وقامت المحامية نسرين مصاروة، بتقديم ورشة حول موضوع التحرّش الجنسي وتناولت الجانب القانوني والاجتماعي، ومنها التصرّفات الممنوعة، وكيفيّة التعامل مع الموضوع، وسبل الحماية القانونيّة، وواجبات أصحاب المقاهي وأماكن السهر لخلق بيئة آمنة، وعن قانون التحرش الجنسي الذي سنّ سنة 1998، وشارك الحضور في النقاش وطرحوا أسئلة حول المحور مع المحامية.
وقالت مصاروة، خلال محاضرتها، "ننظم هذه المحاضرة بسبب أحداث التحرش الأخيرة، ومسؤوليتنا أن نتحدث من الناحية القانونية والاجتماعية ونضع الخطوط الحمراء، خاصة في أماكن الترفيه، فالتحرش قائم في كل المجالات، وأيضا في شبكات الإنترنت ولا يمكن تجزئته".
وأكدت المتحدثة غياب معطيات عن عدد النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي في المجتمع العربي الفلسطيني، لأن النساء العربيات يأخذن وقتا لتقديم الشكوى، أو لا يقدمنها في الأغلب، كما أن المؤسسة الإسرائيلية لا تحصي حالات التحرش في المجتمع الفلسطيني.
ويعرف قانون التحرش الجنسي على أنه واحد من خمسة أنماط سلوكية محظورة: أولا الابتزاز الجنسي، ثانيا فعل مشين يهدف إلى الإثارة أو الاكتفاء أو التحقير الجنسي، ثالثا اقتراحات جنسية متكررة أو تصرفات جنسية متكررة لشخص ما، رابعا التعامل المهين أو المذل مع شخص بخصوص جنسه أو جنسانيته، بما في ذلك ميوله الجنسية، وخامسا نشر شريط مصور أو تسجيل صوتي لشخص ما، مع سوء نية، يتركز في جنسانيته من خلال ظروف وملابسات يمكن أن تؤدي إلى إذلال الشخص من دون موافقة المتحرش به على النشر".
أما رفاه عنبتاوي، مديرة جمعية "كيان" فقالت: "نرى أهمية طرح الموضوع لجميع فئات المجتمع بشكل صحيح من أجل توعيتهم والمساهمة في الحد من هذه الظاهرة، وأيضا من ناحية المشغلين، ليتوفر لديهم معلومات عن دورهم، ورفع الوعي المجتمعي عامة، ومعرفة ما معنى التحرش الجنسي، ومعرفة القانون وتحديده، وعند معرفة القانون يتم طرح نقاش التحديات أمام النساء لمتابعة المسار القضائي".
وأضافت أن "الإلمام بالقانون واتخاذ خطوات التوجه للقضاء أصبح حتميا، فهذه الوسيلة هي التي يمكن أن تردع المتحرشين".
من جهته، قال ربيع خوري، صاحب مقهى "أباجور" الذي استضاف الورشة: "موضوع التحرش متداول في المقاهي والشارع أيضا، ولهذا فإنني أقوم بشكل دائم بتنظيم ندوات ومحاضرات لمواضيع اجتماعية وثقافية وفنية، وأرى أن طرح موضوع التحرش مهم جدا لرفع الوعي للجمهور العام، وهذا جزء من حياتنا ويجب تداوله بالطريقة الصحيحة".
يذكر أن جمعيّة كيان تقدّم استشارات ومرافقات قانونيّة مجانيّة لمن تعرّضن لتحرّش جنسي، أو لمن شاهد حالة تحرّش وبودّه الإفصاح عنها.