وفي ظل عدم حصول أي جديد، يتعين على اللاعب استئناف حياته المعتادة كما لو لم يحدث أي شيء على الإطلاق، في الوقت الذي كانت فيه تداعيات رحيل نيمار المحتملة غير مرحب بها من بعض المشجعين لأنهم أدركوا أن وصوله من شأنه أن يعرض النادي الكتالوني لأضرار مالية كبيرة، بينما رأى آخرون أن عودته فرصة للم شمل القوة الضاربة التي كانت متمثلة بـ "MSN" مع ليونيل ميسي ولويس سواريز، فضلاً عن كونها فرصة للتوقيع مع واحد من أكثر اللاعبين قابلية للتسويق في كرة القدم العالمية.
بالإضافة إلى العروض التي قدمت لنيمار، تأثرت مجموعة برشلونة سلباً بشكل واضح بعد أن رأى العديد من اللاعبين أسماءهم تُطرح في المفاوضات مثل إيفان راكيتيتش ونيلسون سيميدو وعثمان ديمبيلي وصامويل أومتيتي وآرثر ميلو.
ومع ذلك، يجب أن يتصرفوا كما لو لم يحدث أي شيء على الإطلاق، مثلما فعل نيمار بعد قرار بقائه في باريس، لكن المهمة لن تكون سهلة في جعل هؤلاء اللاعبين يعتقدون أن النادي يضعهم ضمن مخططاته المستقبلية.
وبالنسبة لباريس؛ فالضحية الأولى هو نيمار نفسه، الذي لم يخف أبدًا رغبته في العودة إلى "كامب نو"، وعليه الآن أن يبقى في باريس حتى شهر يناير/كانون الأول على الأقل ضد إرادته وفي بيئة معادية، بعد أن كشف أنصار باريس سان جيرمان بالفعل سخطهم وغضبهم بلافتات وجهت ضد اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا والهتاف في "بارك دي برنسيس" خلال المباراة الافتتاحية في الدوري الفرنسي ضد نيمس.
لذا فمن الممكن أن يؤثر غياب الود بين الأنصار والنجم البرازيلي على الفريق وقرارات المدرب توماس توخيل، الذي سيتعين عليه الترحيب بنيمار مرة أخرى والعودة إلى التركيز لمساعدة باريس سان جيرمان في تحقيق أهدافه هذا الموسم.
وكان المدرب الألماني يفكر في تعويض الرقم 10 من خلال خيارات أخرى، بعد ارتباط الأرجنتيني باولو ديبالا بالانتقال للفريق الباريسي، لكنه سيتعين عليه الآن أن يعيد ترتيب خططه لاستيعاب لاعبه، كما أن هناك الفرنسي كيليان مبابي الذي تربطه علاقة وثيقة مع نيمار وصرح في أكثر من مناسبة أنه يريد منه البقاء، لذا سيتعين عليه الآن العودة إلى تقاسم الأضواء مع النجم البرازيلي.
وفي نهاية الموسم الماضي، طلب مبابي بشكل علني المزيد من المسؤولية في باريس سان جيرمان، والتي اعتبرها البعض أنه يرغب في خوض تجربة جديدة، لكن في الحقيقة أراد فقط أن يكون النجم الأول في "بارك دي برانسيس". وصرح رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي في وقت سابق لمجلة "فرانس فوتبول" بأن السلوك الذي يبديه النجم نيمار داخل الفرق غير مقبول، وأضاف: "لم يجبره أحد على التوقيع هنا".
والآن، على الأطراف الثلاثة المشاركة في هذه الصفقة (نيمار وسان جيرمان وبرشلونة) التعامل مع الزلزال الذي تسبب به النجم، وسيتعين على الجميع التصرف كما لو أنه لم يحدث شيء على الإطلاق، على الرغم من الشقوق التي خلفتها صفقة لم يكتب لها النجاح.