صوّت مجلس محافظة كركوك، اليوم الثلاثاء، لصالح مشروع قرار رفع علم إقليم كردستان العراق، في ظل مقاطعة الأعضاء العرب والتركمان لقرار من شأنه أن يسبب ارتفاع التوتر داخل المحافظة المختلطة قومياً والواقعة إلى الشمال من بغداد (280 كيلومتراً).
وجاء التصويت عقب عقد مجلس محافظة كركوك اجتماعاً، بناء على طلب الكتل الكردية للتصويت على رفع علم الإقليم على مباني ومؤسسات الدولة العامة إلى جانب العلم العراقي، وهي الخطوة التي يرفضها العرب والتركمان ويعتبرونها محاولة كردية لضم المدينة إلى الإقليم الكردي وفصلها عن بغداد.
ويتوقع أن يؤدي القرار إلى أزمة سياسية وفتنة قومية بكركوك وفقاً لمراقبين، حذروا من مغبة الخطوة التي تبناها حزب "الاتحاد الكردستاني" بزعامة جلال الطالباني.
وقال رئيس مجلس محافظة كركوك، ريبوار الطالباني، إن "مجلس كركوك صوّت على قرار رفع علم إقليم كردستان إلى جانب العلم العراقي"، واصفاً القرار بأنه "قانوني".
وقاطعت الكتل العربية والتركمانية الاجتماع، في حين حرص الأعضاء الكرد على الحضور إلى جانب عضو واحد من الممثلين العرب، وهو من رجح كفة التصويت لصالح القرار.
وحضر 22 عضواً كردياً وعضو عربي واحد من أصل 42 عضواً هم مجموع أعضاء مجلس كركوك، المتهم أصلاً بعدم المساواة في توزيع مقاعده على حسب النسبة السكانية للمكونات القومية الثلاث.
وتعد كركوك من المدن التي اصطلح عليها بعد الاحتلال عام 2003 بما يعرف بـ"المناطق المتنازع عليها"، إذ يحاول الأكراد ضمها الى الإقليم رغم احتوائها على أكثرية تركمانية ويحل العرب فيها كمكوّن ثالث بعد الأكراد.
ويرجح أن تطعن بغداد بالقرار وتعده غير شرعي، وهو ما قد يفتح الباب أمام أزمة جديدة بين بغداد والإقليم الذي يتمتع بحكم شبه مستقل منذ الاحتلال الأميركي للعراق.
وفي أول رد فعل على القرار، قال النائب حسن توران، إن المجموعة التركمانية قاطعت جلسة مجلس المحافظة بسبب التصويت على قرار المحافظ برفع علم إقليم كردستان العراق على المباني الحكومية والدوائر الرسمية في المحافظة.
وأضاف أن المجموعة التركمانية سوف تطعن بقرار المجلس لدى المحكمة الاتحادية لأن "قرارات سيادية كهذه ليست من صلاحيات مجلس المحافظة بل من صلاحية بغداد".
من جهته، قال عضو مجلس محافظة كركوك عن الأكراد، محمد كمال، لـ"العربي الجديد"، إن "كركوك كردستانية وتم التصويت على قرار رفع العلم من قبل 23 عضواً".
وأضاف "نستغرب من تحسس البعض على علم الإقليم، إذ إن البشمركة دافعت عن جميع مكونات المحافظة من هجمات (داعش)" وفقاً لقوله.