يبدأ مجلس الأمن في نيويورك، اليوم الاثنين، مناقشة مشروع قرار جديد قدمته السويد والكويت، يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في سورية.
ويُلزم مشروع القرار جميع الأطراف في سورية بالسماح بعمليات الإجلاء الطبي في غضون 48 ساعة من دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، والسماح لقوافل المساعدة التابعة للأمم المتحدة بإيصال شحنات أسبوعية للمدنيين المحتاجين، وخصوصا إلى مئات الآلاف من السوريين تحت الحصار في مناطق يصعب الوصول إليها.
ويتواجد في سورية، وفق الأمم المتحدة، أكثر من 13 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية.
وفي حين قال دبلوماسيون إن موقف موسكو إزاء مشروع القرار الجديد لم يتضح بعد في هذه المرحلة، ولم يُعرف ما إذا كانت تعتزم استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع إقراره، اعتبر المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، الخميس الماضي، أن الطلب الأممي بوقف إطلاق النار في سورية لمدة شهر "غير واقعي"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس".
ويحتاج إقرار المشروع إلى موافقة تسعة أصوات وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت، الثلاثاء الماضي، إلى وقف فوري لإطلاق النار بصورة إنسانية في سورية لمدة لا تقل عن شهر، وهي دعوة أيدتها وزارة الخارجية الأميركية.
وقبل ساعات من مناقشة مجلس الأمن الدولي مشروع القرار لوقف إطلاق النار لشهر، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم، أن الأوضاع في سورية "ازدادت سوءاً" منذ دعوتها قبل أسبوع إلى هدنة إنسانية.
وقال الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية ومنسق الشؤون الإنسانية، علي الزعتري، في بيان: "لم تزدد الأوضاع إلا سوءاً منذ أن أصدر ممثلو الأمم المتحدة في سورية في 6 شباط/ فبراير بيانهم مطالبين بوقف الأعمال العدائية لمدة شهر".
ودعا ممثلون عن مختلف وكالات الأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى وقف فوري للأعمال القتالية لمدة شهر على الأقل في كافة أنحاء سورية، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية، محذرين من العواقب الوخيمة الناجمة عن استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد.
وأوضح الزعتري "نشهد اليوم إحدى أسوأ فترات القتال على مدى سنوات النزاع، متسببة بسقوط مئات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، ونزوح كبير للسكان وتدمير للبنية التحتية المدنية، بما فيها المرافق الطبية".
وقال الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية: "نؤكد اليوم مجدداً على ضرورة إنهاء المعاناة القاسية التي يعيشها الشعب السوري، الذي صبر طويلاً على تبعات هذا النزاع".
وشهدت منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، الأسبوع الماضي، تصعيداً في الغارات الجوية من قبل النظام السوري والطيران الروسي تسبب خلال خمسة أيام بمقتل 250 مدنياً وإصابة نحو 775 آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
(فرانس برس)