مجلس الأمن: تكثيف الجهود لإيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين بسورية

31 مارس 2017
ريكروفت: نطالب برفع الحصار عن المناطق المحاصرة(إدوارد ألفاريس/فرانس برس)
+ الخط -

شدد مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اليوم الخميس، على ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار في سورية، كما رحب بمحادثات أستانة، وناشد جميع أطراف النزاع لـ"تكثيف جهودها وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي إعاقة إلى المدنيين في جميع أنحاء سورية". 

وقال السفير البريطاني، ماثيو ريكروفت، والذي ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الحالي، خلال مؤتمر صحافي عقده أمام مقر مجلس الأمن في نيويورك "إننا (مجلس الأمن) نطالب برفع الحصار، وبشكل فوري، عن كل المناطق المحاصرة، ونناشد جميع أطراف النزاع بحماية المدنيين والكوادر الطبية والإنسانية". 

وأكد أن المجلس ناقش قضية وصول المساعدات وتغيير في طرق مرور القوافل، من أجل "الحد من الخطوات البيروقراطية التي تعاني منها المنظمات الإنسانية للحصول على تراخيص لإيصال المساعدات للمناطق المحتاجة"، داعيا إلى دعم  مساعي المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، ومحادثات جنيف. 

وردا على سؤال صحافي حول قضية "المناطق الآمنة" وما إذا كان المجلس قد ناقشها في جلسته الخاصة بسورية، قال ريكروفت "لم نناقش هذا الموضوع اليوم، ولكنه طرح في الماضي، وأنا متأكد أننا سنناقشه في المستقبل. اليوم ركزنا على قضية المساعدات الإنسانية". 


وكان ستيفن أوبراين، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانيّة ومنسّق عمليّات الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، قد قدم إحاطته الشهرية في جلسة مفتوحة أمام مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سورية. وقال "قتل مئات الآلاف وجرح الملايين في سورية وفر قرابة 5 ملايين شخص، يعيشون الآن كلاجئين. ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل جميع أطراف النزاع، كما بين تقرير لجنة التحقيق في مطلع الشهر. لا نستطيع أن نجد في سورية رجلا أو امرأة أو طفلا لم يتأثر ببشاعة هذا النزاع، ودُمرت الحياة المدنية والمستشفيات والمدارس ودور العبادة"

وأكد أوبراين أن "الكثير على المحك في محادثات جنيف"، متمنيا أن تنجح العملية السياسية الحالية لوقف معاناة السوريين،  مشيراً إلى أن "العنف ما زال مستشريا". 

وقال إن "الشهر الماضي كان من الأشهر الأسوأ بالنسبة للمدنيين في سورية، إذ استخدمت الأسلحة في حماة ودمشق وحلب ودرعا ودير الزور وشرد الآلاف". كما أعرب عن قلقه على حياة حوالي 400 ألف شخص بسبب الهجمات الجوية، والقتال الذي تشهده الرقة. 

وتحدث أوبراين كذلك عن قصف الجماعات المسلحة لمناطق مأهولة بالسكان في دمشق، كباب توما وميدان العباسيين، وتطرق لقضية المناطق المحاصرة، إذ أوضح، في هذا الصدد، أن "مئات الآلاف ما زالوا محاصرين، حيث تقوم قوات النظام بمحاصرة 400 ألف نسمة في شرق الغوطة. ونزح حوالي 17 ألف نسمة نتيجة القتال في الفترة الأخيرة". 



كما بيّن أن حوالي ثلاثين في المائة من المرضى الذين لديهم إصابات متعلقة بالحرب هم من الأطفال. وأوضح أن المستشفيات الثلاثة والمراكز الطبية الـ17 في شرق الغوطة جميعها لا تعمل، ولا يمكن الوصول إليها، باستثناء بعض العيادات الخاصة، وأنّ "المرة الأخيرة التي تمكنت الأمم المتحدة من إدخال المساعدات الإنسانية لتلك المنطقة، كانت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول".

إلى ذلك، لفت أوبراين إلى اتفاق أبرم بين النظام و"المجموعات المسلحة" في الوعر، و"كجزء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه، تم إجلاء 3500 شخص، بمن فيهم المقاتلون وعائلاتهم ومدنيون من المناطق المحاصرة في الوعر بحمص إلى ريف حلب. وكجزء من الاتفاق، أيضا، قامت قوات النظام بفتح الطريق الذي يربط منطقة الوعر بمدينة حمص، كما تم تسهيل دخول المواد الغذائية". 

وأشار إلى وجود اتفاق آخر يتعلق بأربع مناطق أخرى محاصرة، وهي مضايا وزبداني في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في إدلب، مؤكداً أن "الأمم المتحدة لم تكن شريكة أو مشرفة على أي من تلك الاتفاقات". 

وفي هذا السياق، اعتبر أن "أي حصار يعد انتهاكا صارخا وبشعا لقرارات مجلس الأمن، ويجب أن يكون أي إجلاء طوعياً ولمناطق يختارها هؤلاء. كما يجب أن يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم عندما يريدون أو تسمح الظروف". 

وبيّن أيضاً أن مستويات وصول المساعدات للمناطق المحاصرة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي قد تراجعت.