وضحايا هذه الجريمة، هم جان بول وبول وإيزابيل حب الله وأنطوان شدياق، وذلك بعد إطلاق النار عليهم في حي الشميس في عشقوت من قبل طوني. ع، وقد انتشرت صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي مضرجين بالدماء، في مشهد يبعث على الرعب.
وبحسب المعطيات الأولية، فإن الدافع إلى هذه الجريمة كان درجة الغضب التي بلغها المتهم من كلب الجيران، فقتل من تيسّر منهم، في مشهد مأساوي للجرائم في لبنان. إلا أنّ هذه الجريمة حملت معها تجديداً في الأسباب، إذ كان من المدهش سابقاً أن يسقط قتيل أو اثنان في إشكال على أفضلية مرور، أو نتيجة خلاف شخصي أو حتى في حادثة "تنمّر"، أو نتيجة "التشبيح" وفرض قوة السلاح في مناطق محلية عدة. لكن اليوم، تحوّل "الامتعاض" من حيوان أليف إلى حجة لإطلاق النار وإزهاق الأرواح.
وتساءل العديدون: ماذا لو كان السبب قد تعدّى حدّ "الامتعاض"، في حين أشارت رواية أخرى، غير رسمية، إلى أنّ سبب القتل يعود إلى خلافات سابقة لعنصر الأمن العام مع جيرانه في المبنى الذي يقطن به. وبحسب الرواية نفسها، فإنّ المتهم سلّم نفسه في مكان عمله في مركز الأمن، بينما تقول رواية "الوكالة الوطنية" إنه تم إلقاء القبض على الجاني من قبل عناصر في قوى الأمن الداخلي.
كل التفاصيل المتعلّقة بالأسباب والدوافع وكيفية توقيف الجاني غير مهمة، على اعتبار أنّ أربعة مواطنين قتلوا بغضون دقائق على يد عنصر أمني من المفترض أنّ مهمّته حماية مواطنيه والمحافظة على الأمن والنظام وتطبيق القانون. ويتفاقم حجم مأساة هذه الجريمة التي، للأسف، لن يتذكر اللبنانيون سوى أنّ دوافعها امتعاض من كلب. إلا أنّ مجزرة عشقوت تأتي لتكرّس حجم الانفلات الأمني الحاصل على مستوى انتشار السلاح بين المواطنين وضرب القوانين وانعدام هيبة الدولة وسلطتها.
وسبقت هذه الجريمة جرائم عديدة لا تنحصر في منطقة ما أو في زمان واحد. وتوالت في العامين الأخيرين حوادث ما زالت في ذاكرة اللبنانيين، من قتل الشاب إيف نوفل في فاريا (كسروان) في يناير/ كانون الثاني 2015 (تشبيح، تنمّر)، وإعدام جورج الريف بدم بارد في شوارع بيروت في يوليو/ تموز2015 (تشبيح وأفضلية مرور).
وكذلك قتل المقدم في الجيش اللبناني ربيع كحيل في بعبدا في الشهر نفسه (خلاف شخصي).
أو حتى طعن الشاب مارسيلينو زاماطا في الأشرفية (بيروت) حتى الموت (خلاف شخصي) في فبراير/ شباط الماضي، كما لا يزال مقتل الشاب وسام بليق في مايو/ أيار الماضي في بيروت عصياً على التصديق بفعل إطلاق نار عليه من قبل أحد أعضاء سرايا المقاومة (المجموعات المسلحة التي يدعمها حزب الله) من دون أسباب معروفة.
من دون الدخول في أخبار الخلافات العائلية أو العنف الأسري التي يتعرّض لها مواطنون ومواطنات آخرون، ما يعكس أنّ الانفلات الأمني سيّد الشوارع في لبنان، حيث بات ثمة إمارات للتشبيح، منها بغطاءات شرعية وأخرى مفروضة بقوة السلاح. مع العلم أنّ مرتكبي هذه الجرائم الخمس المذكورة، لم تصدر بحقهم أي أحكام قضائية بعد.