وجاء في التقرير، الذي أعدته مراسلة الصحيفة من الحدود التركية – السورية، هنا لوسيندا سميث، أن "داعش" سجن المزيد من الجهاديين الأجانب الذين التحقوا للقتال في صفوف "الدولة الإسلامية"، ثم قرروا الهرب بعد تصاعد الاقتتال الداخلي بين قيادات "داعش" وأجنحتها.
ونقل تقرير "التايمز" عن معتقل سوري سابق، هرب من سجون "داعش" بعد أن حكم عليه بالإعدام قوله إن: "الكثير من المجاهدين الذين مزقوا جوازات سفرهم تعبيرا عن تخليهم عن أوطانهم والانتماء للدولة الإسلامية، باتت روحهم المعنوية في الحضيض بعد ما شاهدوه من انقسامات في صفوف داعش، وباتوا تواقين للمغادرة".
وفي توصيف لأوضاع المقاتلين الأجانب، نقل تقرير "التايمز" عن مصدره الذي كان معتقلا في سجن "الباب" بمحافظة حلب لمدة ستة أشهر بانتظار الإعدام، قوله: "السعوديون والعراقيون هم الزعماء في التنظيم. وبينما يعتبر التونسيون أنفسهم مقاتلين، يقوم السعوديون بدور رجال الدين والعلماء، أما البريطانيون فغالبا هم المحترفون من الأطباء والمهندسين. وضمن الهيكلية التراتبية للتنظيم يأتي الأجانب والسوريون في أسفل السلم".
ويضيف مصدر "التايمز": "يأتي المجاهدون الأجانب متوقعين أن يجدوا الجنة، وعندما يصلون يصدمون بالواقع. يرسل المجاهدون الأجانب غير المدربين إلى جبهات القتال الأولى، ومن يتخاذل يعدم، ومن يفكر بالهرب عليه المجازفة بتجاوز عشرات نقاط التفتيش التابعة لـ"داعش".
وبحسب المصدر، فإنه "غالباً ما يجد المجاهدون الأجانب، الذين لا يتحدثون العربية، أنفسهم معزولين، ومطلوب منهم إثبات ولائهم للتنظيم، إما بالزواج، أو بتنفيذ العقوبات القاسية بحق الآخرين، لذلك تجد معاملتهم للأسرى أشد قسوة وبلا رحمة".
وتقول الصحفية التي أعدت التقرير: "بينما كان من السهل على آلاف الأجانب عبور الحدود التركية السورية للالتحاق بـ"داعش"، يبدو أن الهروب من "الدولة الإسلامية" بات مستحيلا، فقد أقام "داعش" عشرات الحواجز على طول الحدود، وكل من يضبط على طريق "العودة" يكون مصيره الإعدام، أو السجن في أحسن الأحوال.
اقرأ ايضاً: داعش ينسحب من عرسال: مصير العسكريين المخطوفين مجهول