في وقتٍ محدّد
تصحو في وقتٍ محدد،
تتجنّب الحنين،
لئلا تمرّغ نفسها في الريش،
تجلس باستقامةٍ،
وتطقطق أصابعها،
تتلمس أقدامُها الخُفَّ وتجده،
في الوقتِ ذاته،
ترتّب أصابعُها الأليفة،
خصلات شعرها كعكةَ كوكينا أنيقة.
حياتُها منتظمة،
مثل تكّات الساعة،
بلا توقف،
تسخين ماء الشاي،
طهو "الدال"،
تحميص "البارانثا"،
كل شيءٍ واضحٌ ومحدد،
ليتم تنفيذه بالضبط.
تستحم في الوقت ذاته،
بأزهار مغروسة في شعرها،
بنقطة "البَندي" الملوّنة على جبهتها،
تحلّق حولَ بابها،
مثل عصفورٍ لا يعرفُ الرّاحة.
في هذه الحياة الرتيبة،
الشيء الوحيد غير الدقيق،
هو الحديث إلى نفسها،
والاستماع إلى نفسها،
هي لا تتذكر حتى،
كيف كان يبدو صوتها،
هل ستلحظ من تكون إن واجهت نفسها؟
■ ■ ■
غداً
هل رأيتَ الغدَ يوماً؟
سألتُ "تاثاغاتا".
"لم أر سواه"
أجابَ بابتسامةٍ خفيّة.
(تاثاغاتا: اسم لبوذا ويعني "الذي لا يذهب ولا يأتي". المترجم)
■ ■ ■
موناليزا
ما الذي كان هناك؟
في النظرة،
في البسمة التي،
لَوَت قلبي.
سابحةً عبر الدمعِ،
متخفيّةً في الجفن،
ذهبتُ عميقاً في القلبِ،
حيثُ حللتُ روحاً هائجة،
تحرقها الغواية،
الألمُ،
الحسدُ،
الصراع.
الابتسامة المنحنية،
الشِبهُ خفيّة،
التي تراها على وجه الموناليزا،
هي في الحقيقة،
قصةُ امرأةٍ،
تتحول إلى أسطورة.
■ ■ ■
في توقّعٍ مجهول
كان أمراً غريباً،
حين مررت بالتلّة البارحة.
قطرةٌ على ورقة الشجر،
نادتني وصَحبتني.
هل كانت ندى؟
أم لعلها كانت دمعة من عين أحد ما؟
هل غادر هذا الوجود أم أنه لا يزال يحيا،
حاضراً في بُنيةٍ ما،
في صيغة غير معروفةٍ،
وفي أملٍ لا يُدرك؟
* Suman Keshari شاعرة وكاتبة هندية، معروفة باستعاداتها لميثولوجيا بلادها في قصائدها. لها أربع مجموعات شعرية وتقيم في دلهي.
** ترجمة: عمرو كيلاني