15 ابريل 2017
متى يترفــّق أهل الكهف
بشير ذياب (تونس)
اليوم، وأمام هذا التشتت الذهني الذي نعيشه، نحن التونسيون والعرب، يبدو أنّنا لن ننجح في تحديد عدوّنا أو أعدائنا بطريقة علمية ثابتة، ولن ننجح في ترتيب وسائلنا الحربية، الناعمة منها أو المتعجرفة بالطريقة الصّحيحة، نحن اليوم نعيش حرب استنزاف يومية، لطاقاتنا في كلّ المجالات، نخوض حروباً عبثية في كلّ الميادين، لا طائل من ورائها إلا الغوص في رمال التخلف والتبعية، نستميت في حروبٍ نخوضها بالوكالة لحساب غيرنا، وعلى أرضنا، وعلى حساب شعوبنا وأمننا وأطفالنا ونسائنا.
يقول الشيخ محمد الغزالي "لا أخشى على الذي يفكر وإن ظلّ، لأنه سيعود إلى الحق، ولكنني أخشى على الذي لا يفكّر وإن اهتدى، لأنه سيكون كالقشة في مهبّ الريح"، وهذا هو المدخل الرئيسي الذي يجب أن تتجه إليه جهود كلّ المفكرين الذين يريدون أن يؤسّسوا لمجتمع حداثي، ولا أعني بالحداثة ما يعنيه بعض المرضى بالنزلة الثقافية الوافدة، بل أعني بالحداثة البناء الفكري الجديد الذي يرتقي بالمجتمع معتمدا في ذلك على مرتكزاته الذّاتية اللّغوية والتّربوية والفنّيّة والثّقافيّة والحضارية والتاريخية والذهنية، أي أنّ بواعث الإنطلاق الجديد تكون من اهتزازات داخلية تتناغم مع الخصوصيات الكامنة في النفس، وتحفزّها على النهوض والانطلاق، وتشعرها أنّ موروثها القديم يمثل مخزوناً من الطّاقة الإيجابية الدّافعة إذا أحسنّا التعامل معه، وإذا استطعنا أن نتجاوز العثرات والحواجز التي أقامها حكّامنا وسياسيّونا ومفكّرونا وفقهاؤنا وعلماؤنا ومؤرخونا منذ الفتنة الكبرى وإلى يومنا هذا وثبّتها الفكر الإستعماري الغربي بقوة السلاح أوّلا، ثم بوسائله الناعمة، سواء بطريقة مباشرة أو عبر وكلائه المبرمَجين كالآلات الكاسِحة تجرف كلّ ما له علاقة بالهويّة والثّقافة العربية الإسلامية وتجرّمها وتحمّلها المسؤوليّة السّياسية والمعنويّة على تخلّف نحن مسؤولون عنه وأصولنا الحضارية بريئة منه كبراءة الذئب من دم يوسف.
حين يتحدث محمد الغزالي عن التفكير، فهو يعني ما يقول، فالتفكير هو بداية الوعي بالوجود، هو بداية طرح الأسئلة، ماذا، لماذا، متى، وكيف، إذ علينا بناء الاستراتيجيات الفكرية والسياسية والثقافية والتجارية والإقتصادية والعسكرية والصحية بطرق علمية صحيحة لا تحرّك مخاوف المارد المستعدّ لسحقك إذا أحس منك بوادر خطر عليه، نحن فوضويّون حتى النخاع، تربينا على الفوضى السياسية ومنها أُشْبِعنا كلّ المعاني الأخرى للفوضى في جميع المجالات بلا استثناء، نحن استفقنا من نومتنا ذات 2011، لكن لم يكن لنا زعيما كزعيم أهل الكهف، ولم يكن معنا رجال كرجال أهل الكهف، لكن لا يزال أمامنا الطريق طويل وقد يسمح لنا تعارض مصالح الكبار بمجال من المناورة كي نسلم من السحق.
يجب أن يدرك القائمون على المجالات الحيوية في البلاد، الإعلاميون والسياسيون والمفكّرون والعلماء والفنانون ورجال المال والأعمال والنقابيون، أنّ الإستبداد، أيّا كان شكله، لا يمكن أن يبني وطناً، لأنّه أسوأ أنواع الإكراه، فهل استطاع الحبيب بورقيبة أن يبني دولة حديثة بإكراه الناس على التملّص من تاريخهم وحضارتهم؟ هل وصل الشعب التونسي إلى المستوى الحضاري والفكري والعلمي والمعماري لمستوى الشعب الفرنسي "قبلة" بورقيبة التي يممها وجهه؟
تقول كلّ الشواهد على الأرض إنّنا زدنا إنحدارا على المستوى الذي تركنا عليه المستعمر، إلا في مجال التعليم، وقد تهاوى أيضا لأنّه لم يتمّ بناؤه على استراتيجيات وطنية، بل على نزلات وافدة.
علينا أن ندرك جميعا أنّ التقدّم والرّقي لا يمكن أن يكون نفيسا وذا قيمة مضافة، إلا إذا كان قاسماً مشتركاً بين جميع أفراد الشعب في إنجازه، كما في مآلاته النّفعيّة، وحين أقول الشعب فإنّي أحيّد كلّ المفاعيل الإيديولوجية يميناً ويساراً ووسطاً، وألتزم بكلّ ما يجمع هذا الشعب الكريم من تاريخ، بكلّ سهوله وشعابه ومرتفعاته، ومن حضارات وإثنيّات انصهرت قي كيمياء شخصيته وثقافته.
يقول الشيخ محمد الغزالي "لا أخشى على الذي يفكر وإن ظلّ، لأنه سيعود إلى الحق، ولكنني أخشى على الذي لا يفكّر وإن اهتدى، لأنه سيكون كالقشة في مهبّ الريح"، وهذا هو المدخل الرئيسي الذي يجب أن تتجه إليه جهود كلّ المفكرين الذين يريدون أن يؤسّسوا لمجتمع حداثي، ولا أعني بالحداثة ما يعنيه بعض المرضى بالنزلة الثقافية الوافدة، بل أعني بالحداثة البناء الفكري الجديد الذي يرتقي بالمجتمع معتمدا في ذلك على مرتكزاته الذّاتية اللّغوية والتّربوية والفنّيّة والثّقافيّة والحضارية والتاريخية والذهنية، أي أنّ بواعث الإنطلاق الجديد تكون من اهتزازات داخلية تتناغم مع الخصوصيات الكامنة في النفس، وتحفزّها على النهوض والانطلاق، وتشعرها أنّ موروثها القديم يمثل مخزوناً من الطّاقة الإيجابية الدّافعة إذا أحسنّا التعامل معه، وإذا استطعنا أن نتجاوز العثرات والحواجز التي أقامها حكّامنا وسياسيّونا ومفكّرونا وفقهاؤنا وعلماؤنا ومؤرخونا منذ الفتنة الكبرى وإلى يومنا هذا وثبّتها الفكر الإستعماري الغربي بقوة السلاح أوّلا، ثم بوسائله الناعمة، سواء بطريقة مباشرة أو عبر وكلائه المبرمَجين كالآلات الكاسِحة تجرف كلّ ما له علاقة بالهويّة والثّقافة العربية الإسلامية وتجرّمها وتحمّلها المسؤوليّة السّياسية والمعنويّة على تخلّف نحن مسؤولون عنه وأصولنا الحضارية بريئة منه كبراءة الذئب من دم يوسف.
حين يتحدث محمد الغزالي عن التفكير، فهو يعني ما يقول، فالتفكير هو بداية الوعي بالوجود، هو بداية طرح الأسئلة، ماذا، لماذا، متى، وكيف، إذ علينا بناء الاستراتيجيات الفكرية والسياسية والثقافية والتجارية والإقتصادية والعسكرية والصحية بطرق علمية صحيحة لا تحرّك مخاوف المارد المستعدّ لسحقك إذا أحس منك بوادر خطر عليه، نحن فوضويّون حتى النخاع، تربينا على الفوضى السياسية ومنها أُشْبِعنا كلّ المعاني الأخرى للفوضى في جميع المجالات بلا استثناء، نحن استفقنا من نومتنا ذات 2011، لكن لم يكن لنا زعيما كزعيم أهل الكهف، ولم يكن معنا رجال كرجال أهل الكهف، لكن لا يزال أمامنا الطريق طويل وقد يسمح لنا تعارض مصالح الكبار بمجال من المناورة كي نسلم من السحق.
يجب أن يدرك القائمون على المجالات الحيوية في البلاد، الإعلاميون والسياسيون والمفكّرون والعلماء والفنانون ورجال المال والأعمال والنقابيون، أنّ الإستبداد، أيّا كان شكله، لا يمكن أن يبني وطناً، لأنّه أسوأ أنواع الإكراه، فهل استطاع الحبيب بورقيبة أن يبني دولة حديثة بإكراه الناس على التملّص من تاريخهم وحضارتهم؟ هل وصل الشعب التونسي إلى المستوى الحضاري والفكري والعلمي والمعماري لمستوى الشعب الفرنسي "قبلة" بورقيبة التي يممها وجهه؟
تقول كلّ الشواهد على الأرض إنّنا زدنا إنحدارا على المستوى الذي تركنا عليه المستعمر، إلا في مجال التعليم، وقد تهاوى أيضا لأنّه لم يتمّ بناؤه على استراتيجيات وطنية، بل على نزلات وافدة.
علينا أن ندرك جميعا أنّ التقدّم والرّقي لا يمكن أن يكون نفيسا وذا قيمة مضافة، إلا إذا كان قاسماً مشتركاً بين جميع أفراد الشعب في إنجازه، كما في مآلاته النّفعيّة، وحين أقول الشعب فإنّي أحيّد كلّ المفاعيل الإيديولوجية يميناً ويساراً ووسطاً، وألتزم بكلّ ما يجمع هذا الشعب الكريم من تاريخ، بكلّ سهوله وشعابه ومرتفعاته، ومن حضارات وإثنيّات انصهرت قي كيمياء شخصيته وثقافته.
مقالات أخرى
26 مارس 2017
16 مارس 2017
10 مارس 2017