متلازمة النص

22 يناير 2015
صادق فراجي / العراق
+ الخط -

لا يمر أي حديث عن المسرح العربي بدون أن يرفق بندب يتمثل بتعداد أزماته. غير أن لازمة "أزمة النص المسرحي" تظل الأكثر ترديداً على ألسنة المسرحيين. لكن غالباً ما يسقط عن ذهن الجميع أن النص المسرحي العربي لم يكن دائماً قريباً من الشارع، ولم يمسك، كأدب، بالتحولات الجوهرية في مجتمعاتنا.

على عكس الأدب المسرحي، تمكّن الشعر ومن بعده الرواية، أن يعكسا الصراعات العميقة والقضايا الكبرى التي تعتمل في بنى المجتمعات العربية. القضية الفلسطينية، مثلاً، لم تستطع أن تجد ما يمثّل زخمها في النص المسرحي.

في استطلاع تجارب المسرح العربي المميزة في علاقتها مع التحولات الكبرى، نجد أن الحرب اللبنانية قد أفرزت تجارب مهمة على مستوى العرض، لكنها لم تغنِ النص المسرحي. كذلك الحال بالنسبة إلى أنضج التجارب المسرحية العربية المتمثلة بتجربة المسرح التونسي، التي وبالرغم من تميزها، لم تفرز تجربة نصية قد تشكل حجر الأساس نحو نص مسرحي عربي.

في مثل هذه النقاشات، يعود الدارسون غالباً إلى بدايات المسرح العربي وأسئلة الوجود الأولى التي شغلت الرواد. تلك الفترة التي شكل فيها المسرح، كحالة فرجة، صداماً مع الأعراف والسلطات القائمة. ولعل العودة إلى سؤال التأصيل وتشعباته تبقى ناقصة إذا لم تبدأ من زمن الخليفة المأمون عندما ترجم العرب، وبإشراف السلطات، فلسفات وعلوم اليونان، وتجنبوا ترجمة الأدب المسرحي الإغريقي.

المساهمون