مهلة حاسمة يحدّدها متظاهرو العراق: 3 أيام فقط لاختيار رئيس للوزراء

07 يناير 2020
"رسالة أخيرة" وجهها المتظاهرون إلى صالح (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
أمهل متظاهرو العراق، رئيس الجمهورية برهم صالح، ثلاثة أيام فقط لاختيار رئيس للحكومة، تنطبق عليه شروط ساحات التظاهر، معلنين رفضهم قرار البرلمان الذي ألزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية.
مهلة المتظاهرين هذه، جاءت في ظل أزمة سياسية يمرّ بها العراق، تتمثل بقرارات مستعجلة اتخذها البرلمان، ألزمت الحكومة بإخراج القوات الأجنبية، والدفع باتجاه قرارات أخرى، لا تراعي مصلحة العراق، بقدر ما تمثل ردّاً غاضباً على حادث اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية ببغداد، فجر الجمعة.
وفي رسالة وصفوها بـ"الأخيرة"، أكد المتظاهرون، أنه "وبعد 98 يوماً من بدء التظاهرات، والتي كلفتنا أكثر من 600 شهيد، وأكثر من 21 جريحاً، منهم 5 آلاف معوق، وأكثر من 60 مختطفاً ومفقوداً، ومئات المعتقلين، نوجه إلى رئيس الجمهورية رسالتنا الأخيرة"، مطالبين إياه بـ"أن يكون مخيراً بتكليف شخصية رئيس وزراء موقت خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن يتناسب مع مواصفاتنا، ومقبولاً في أغلب ساحات التظاهر".
وشددوا على أن "أي شخصية تُكلّف بالمنصب، عليها فور تكليفها أن تقوم بإنجاز مهامنا العشر التي أعلناها سابقاً، والعمل على احتواء الأزمة الحالية، وعدم السماح بالتعدي على سيادتنا، التي لا نرضى أن ينال منها كائناً من كان، وتحت أي ذريعة"، مشيرين إلى أن "ما يحصل الآن سببه حكومات أحزاب الفساد والمحاصصة والخراب، التي عملت على سلب البلد كل ما يمتلك وأدّت بنا الى ما نحن عليه الآن".
وأكدوا أنه "حال تكليف رئيس جديد للوزراء، سنعلن مبادراتنا الجديدة لإعطاء الحكومة الفرصة الكاملة لإنجاز ما عليها من مهام، والتهيئة للانتخابات المبكرة، وسنبقى نراقب ما تعمله، ونشخص الخطوات المقبلة".
ويؤكد ناشطون، أنّ الرسالة جاءت لإنقاذ العراق من القرارات "المتسرعة وغير المدروسة" التي يتخذها البرلمان وحكومة تصريف الأعمال. وقال الناشط المدني، ناظم الكعبي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، "هذه مهلتنا الأخيرة، بعدها سيكون هناك تصعيد كبير بالتظاهرات الشعبية. ساحات التظاهر لا يمكن لها أن تتفرج على تصرفات البرلمان وحكومة تصريف الأعمال، والتي تتخذ قراراتها بضغوط إيرانية".
وأكد أن "على رئيس الجمهورية أن ينهي هذه الأزمة خلال المهلة المحددة، وأن ينقذ العراق من القرارات والسياسات الهوجاء، والتي تضع البلاد في إطار أزمات خطيرة للغاية"، مشيراً إلى أن "مهلتنا حاسمة وغير قابلة للتجديد.. يجب إنقاذ العراق".
 
وجاء هذا الحراك في ساحات التظاهر، بعد ليلة من التظاهرات الواسعة التي شهدتها ساحة التحرير ببغداد، والمحافظات الجنوبية، منها ذي قار وواسط وكربلاء والمثنى والبصرة، التي دعا فيها المتظاهرون إلى حسم اختيار رئيس للحكومة، وإلى إنهاء النفوذ الإيراني المسيطر على القرارات العراقية، وألا يكون العراق ساحة للحرب بالنيابة.
ويحذر سياسيون من خطورة استمرار إدارة البلد بطريقة التناقضات والإملاءات الخارجية، وقال عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" عماد باجلان، إنّ "أحزاب السلطة هي التي جاءت قبل بالأميركيين، وكانت تعتبرهم قوات محرّرة وصديقة، واليوم تسعى لإخراجهم"، محذراً في تصريح صحافي، من "استمرار تطبيق الإملاءات الخارجية بإدارة الدولة العراقية، وإصدار قرارات متهورة لا يمكن للعراق أن يتحمّلها".