يبلغ حجم أكبر وردة صحراء مسجّلة 43 في 25 سنتمتراً. أما متحف قطر الوطني، الذي يفتح أبوابه للجمهور، غداً الخميس، فتصل مساحته إلى أربعين ألف متر مربع. تحت هذه الوردة الصحراوية العملاقة، تمتد 11 صالة، تضم المرويات التاريخية، والصور الأرشيفية، والأعمال الفنية، وسماع الحكايات والروائح المرتبطة بالذكريات، التي تمنح الزائر تجربة حسّية عميقة تجعله يندمج مع مجموعة نادرة من المقتنيات الأثرية والتراثية.
وقبل الشروع في البناء، كان لا بد من دراسة المحتوى، فكانت الخلاصة مفادها أن تاريخ قطر سيتمثل بدقة على مساحة واسعة، تحت عناوين: البدايات، والحياة في قطر، والتاريخ المعاصر لها.
وقبل الشروع في البناء، كان لا بد من دراسة المحتوى، فكانت الخلاصة مفادها أن تاريخ قطر سيتمثل بدقة على مساحة واسعة، تحت عناوين: البدايات، والحياة في قطر، والتاريخ المعاصر لها.
تشكلت الورود الصحراوية تحت رمال قطر على مدى آلاف السنين، من ذرات كريستالية، بما فيها من أكاسيد معادن يدفعها تبخر المياه الجوفية إلى بعضها البعض. كان هذا ملهماً للمعماري الفرنسي جان نوفيل، بالقدر الذي كان صعباً أيضاً، وبحاجة إلى خيال واسع لترجمة سطوح الوردة الحادة والمتراكبة فوق بعضها بمساحات مختلفة. من الأعلى، يبدو المبنى كأنه نبت تلقائياً من الرمال، لفرادة الشكل وصعوبة تخيله بالحسابات الهندسية. هذه الوردة الصحراوية تتشكل من 76 ألف لوح في 3600 شكل وحجم مختلف.
ولهذا يقول المعماري نوفيل إن التصميم "فكرة مستقبلية، يمكن اعتبارها خيالية إلى حد ما. هذا المبنى يجسد أحدث التقنيات. وردة الصحراء تحفة معمارية كونتها الطبيعة عبر الرياح ورذاذ البحر وحبيبات الرمل. من هنا كان تصميم المتحف بأقراصه المنحنية الكبيرة، وتقاطعاته، وزواياه تحفة فنية تعكس الكثير من الأحاسيس".
اقــرأ أيضاً
استحق هذا الإنجاز في يناير/ كانون الثاني الماضي الفوز بجائزة أفضل إطلالة من الأسطح، خلال النسخة الخامسة عشرة من جوائز مجلة "وول بيبر" السنوية للتصميم. وسبق أن فاز العام الماضي بجائزة MIPIM الشهيرة عالمياً خلال حفلها السنوي الذي أقامته في مدينة كان في فرنسا، بجائزة "أفضل مشروع مستقبلي"، وذلك لخصائصه المعمارية والهندسية المميزة. وفي عام 2017 فاز متحف قطر الوطني بجائزة "ABB Leaf لتصميم وهندسة الواجهات الدولية.
جاءت التصاميم الهندسية عام 2010 لتحيط تقريباً بالقصر التاريخي للشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني (1880-1957) نجل مؤسس دولة قطر الحديثة، وهو قصر قديم أُعيد ترميمه، وكان يستخدم مسكناً للعائلة المالكة ومقراً للحكومة، ثم تحول لاحقاً إلى متحف قطر الوطني القديم، في أواسط السبعينيات.
ويمثل القصر معلماً بارزاً من معالم الدوحة، وأثراً قيماً، لما يعكسه من نمط قديم للحياة في قطر. ومنذ تأسيسه عام 1901، خضع لعمليات ترميم كثيرة، ما دفع الخبراء الذين شاركوا في عملية الترميم الأخيرة إلى إزالة جميع آثار الترميم السابقة، وصولاً إلى نسيج المبنى الأصلي.
وبالتوازي مع دراسات المختصين والباحثين، جرى حوار مجتمعي موسع اشتمل على 12 جلسة شارك خلالها مئات القطريين للحديث عن نوعية المحتوى الذي يرغبون بمشاهدته في متحفهم الوطني.
وسجل المتحف أكثر من 500 مقابلة شخصية مصورة، استمع فيها إلى مرويات تاريخية. وكانت هذه المقابلات كفيلة بالحصول على كم هائل من المعلومات المتعلقة بنمط الحياة القديم في قطر، وقد شكلت لاحقاً جزءاً رئيسياً من محتوى المتحف الوطني. ولإثراء التجربة المتحفية بمزيد من المشاعر والخيال، كلف "متحف قطر الوطني" مجموعة من الفنانين المحليين، والإقليميين، والدوليين، بإبداع أعمال جديدة، للعرض داخل المبنى وفي ساحاته الخارجية الواسعة.
وكي تكون صالات العرض نابضة بالحياة ومصدراً للتفاعل الجماهيري، كلف "متحف قطر الوطني" مجموعة مختارة من صناع الأفلام دولياً، بإنتاج عدد من الأفلام، تحت إشراف مؤسسة الدوحة للأفلام، وتُعرَض على جدران صالات العرض بمساحتها الواسعة. يضاف إلى ذلك المقاهي والمطاعم ومتجر للهدايا التذكارية، وقاعة احتفالات تضم 220 مقعداً، وبحيرة صناعية، فيها 114 نافورة سوداء اللون، صممت على نحو يحاكي أشكال الخط العربي برشاقته المعهودة، أو عيدان القصب التي يستخدمها الخطاطون. تعمل هذه النوافير مرة كل ساعة.
ومن بين آلاف القطع، يحتوي المتحف على سجادة بارودا الشهيرة المصنوعة من اللؤلؤ، والتي أُمر بتصميمها عام 1865 مهراجا ولاية بارودا الهندية، وهي مرصعة بأكثر من 1.5 مليون لؤلؤة خليجية عالية الجودة ومزينة بالزمرد والماس والياقوت.
ولهذا يقول المعماري نوفيل إن التصميم "فكرة مستقبلية، يمكن اعتبارها خيالية إلى حد ما. هذا المبنى يجسد أحدث التقنيات. وردة الصحراء تحفة معمارية كونتها الطبيعة عبر الرياح ورذاذ البحر وحبيبات الرمل. من هنا كان تصميم المتحف بأقراصه المنحنية الكبيرة، وتقاطعاته، وزواياه تحفة فنية تعكس الكثير من الأحاسيس".
استحق هذا الإنجاز في يناير/ كانون الثاني الماضي الفوز بجائزة أفضل إطلالة من الأسطح، خلال النسخة الخامسة عشرة من جوائز مجلة "وول بيبر" السنوية للتصميم. وسبق أن فاز العام الماضي بجائزة MIPIM الشهيرة عالمياً خلال حفلها السنوي الذي أقامته في مدينة كان في فرنسا، بجائزة "أفضل مشروع مستقبلي"، وذلك لخصائصه المعمارية والهندسية المميزة. وفي عام 2017 فاز متحف قطر الوطني بجائزة "ABB Leaf لتصميم وهندسة الواجهات الدولية.
جاءت التصاميم الهندسية عام 2010 لتحيط تقريباً بالقصر التاريخي للشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني (1880-1957) نجل مؤسس دولة قطر الحديثة، وهو قصر قديم أُعيد ترميمه، وكان يستخدم مسكناً للعائلة المالكة ومقراً للحكومة، ثم تحول لاحقاً إلى متحف قطر الوطني القديم، في أواسط السبعينيات.
ويمثل القصر معلماً بارزاً من معالم الدوحة، وأثراً قيماً، لما يعكسه من نمط قديم للحياة في قطر. ومنذ تأسيسه عام 1901، خضع لعمليات ترميم كثيرة، ما دفع الخبراء الذين شاركوا في عملية الترميم الأخيرة إلى إزالة جميع آثار الترميم السابقة، وصولاً إلى نسيج المبنى الأصلي.
وبالتوازي مع دراسات المختصين والباحثين، جرى حوار مجتمعي موسع اشتمل على 12 جلسة شارك خلالها مئات القطريين للحديث عن نوعية المحتوى الذي يرغبون بمشاهدته في متحفهم الوطني.
وسجل المتحف أكثر من 500 مقابلة شخصية مصورة، استمع فيها إلى مرويات تاريخية. وكانت هذه المقابلات كفيلة بالحصول على كم هائل من المعلومات المتعلقة بنمط الحياة القديم في قطر، وقد شكلت لاحقاً جزءاً رئيسياً من محتوى المتحف الوطني. ولإثراء التجربة المتحفية بمزيد من المشاعر والخيال، كلف "متحف قطر الوطني" مجموعة من الفنانين المحليين، والإقليميين، والدوليين، بإبداع أعمال جديدة، للعرض داخل المبنى وفي ساحاته الخارجية الواسعة.
وكي تكون صالات العرض نابضة بالحياة ومصدراً للتفاعل الجماهيري، كلف "متحف قطر الوطني" مجموعة مختارة من صناع الأفلام دولياً، بإنتاج عدد من الأفلام، تحت إشراف مؤسسة الدوحة للأفلام، وتُعرَض على جدران صالات العرض بمساحتها الواسعة. يضاف إلى ذلك المقاهي والمطاعم ومتجر للهدايا التذكارية، وقاعة احتفالات تضم 220 مقعداً، وبحيرة صناعية، فيها 114 نافورة سوداء اللون، صممت على نحو يحاكي أشكال الخط العربي برشاقته المعهودة، أو عيدان القصب التي يستخدمها الخطاطون. تعمل هذه النوافير مرة كل ساعة.
ومن بين آلاف القطع، يحتوي المتحف على سجادة بارودا الشهيرة المصنوعة من اللؤلؤ، والتي أُمر بتصميمها عام 1865 مهراجا ولاية بارودا الهندية، وهي مرصعة بأكثر من 1.5 مليون لؤلؤة خليجية عالية الجودة ومزينة بالزمرد والماس والياقوت.