متحف جديد لتراث الأهوار في العراق

28 نوفمبر 2018
الأهوار موطن لبعض المراكز الحضرية الأقدم في العالم (Getty)
+ الخط -
بدافع من الرغبة في الحفاظ على التراث الثقافي، وطريقة الحياة الفريدة التي يحياها سكان الأهوار في العراق، فتح ناشط مدني متحفاً يوثق الثقافة المحلية للمنطقة وسكانها.

ويهدف المتحف، وهو الأول من نوعه الذي يركز بالكامل على تراث الأهوار، إلى تقديم لمحة عن التاريخ القديم للأهوار، التي كانت موطناً لبعض المراكز الحضرية الأقدم في العالم.

وقال رعد حبيب رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية، وهو رئيس المتحف وساعد في جمع المواد المعروضة فيه "الأهوار بعد انضمامها إلى لائحة التراث العالمي شهدت إقبال أعداد كبيرة من السياح".

وحولت المنظمة مقرّ ضيافة خاصاً بعائلة حبيب، وهو عبارة عن دار ضيافة تقليدية مبنية من الخوص، إلى متحف يعرض حوالي 300 عنصر مختلف، يعود بعضها إلى آلاف السنين.

ومن بين المعروضات قطع من النحاس الأحمر، والأواني المصنوعة من النحاس الأصفر، مثل أباريق الشاي وأواني المياه، ومجموعة متنوعة من أواني المطبخ بما في ذلك الملاعق، والرحايا وهي طواحين دائرية من الحجر مع مقبض خشبي في الأعلى لطحن الحبوب، وأواني الصلصال التي تُستخدم للحفاظ على برودة المياه خلال الصيف، وأفران من الطين.

كما تُعرض أدوات الصيد والزراعة بما في ذلك المنجل، وبنادق الصيد، وشباك الصيد والرماح التي يستخدمها عرب الأهوار  لصيد الأسماك.

وأُدرجت الأراضي الرطبة، التي يعتقد أنها جنات عدن التي وردت في الكتاب المقدس، في جنوب شرق العراق، وتم تجفيفها بالكامل خلال حكم صدام حسين، على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) عام 2016.

وتتغذى أهوار بلاد ما بين النهرين من مياه دجلة والفرات. ويهيئ التقاء النهرين بيئة ملائمة لمصايد الأسماك وموطناً لأنواع نادرة من الطيور، مثل طائر أبو منجل. كما تتيح ما يشبه الاستراحة لآلاف الطيور البرية في طريق هجرتها بين سيبيريا وأفريقيا.

ويقول حبيب إن بعض المعروضات هي ممتلكات شخصية له، بينما تم جمع أشياء أخرى من السكان. وأضاف أنه في بعض الأحيان يجد صعوبة في إقناع الناس بتسليم مواد انتقلت إليهم من أجدادهم عبر الأجيال.

ويأمل حبيب في الحصول على مكان أكبر للمتحف، بحيث يحتوي على عدد من القاعات، ليمكنه عرض عناصر كبيرة الحجم مثل القوارب والملابس التقليدية لسكان الأهوار والصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية.

وعاش عرب الأهوار في الأراضي الرطبة لآلاف السنين، لكنهم كانوا على هامش المجتمع العراقي. وتقدر دراسة عددهم بنحو 400 ألف نسمة في الخمسينيات من القرن الماضي، لكن كثيرين منهم فروا من قمع صدام، وتحولوا إلى نازحين لأسباب اقتصادية.

وكانت منطقة الأهوار تغطي 9000 كيلومتر مربع في السبعينات، لكنها تقلصت إلى 760 كيلومتر مربع بحلول عام 2002 ثم استعادت نحو 40 في المئة من المنطقة الأصلية بحلول عام 2005. ويقول العراق إنه يهدف إلى استعادة 6000 كيلومتر مربع في المجمل.

(رويترز)

المساهمون