متحف السينما في بروكسل... معاناة من نقص التمويل

19 مايو 2019
أُسس المتحف عام 1938 (فيسبوك)
+ الخط -
تمتلك بلجيكا أحد أهم المتاحف العالمية لأفلام السينما الذي يضم 80000 ألف فيلم. لكن الآن المتحف في وضع صعب، إذْ يعاني من نقص في التمويل يهدد بـ"انقراضه". ولا يتردد أمين المتحف منذ عام 2010، السينمائي البلجيكي نيكولا مازانتي، منذ اللحظات الأولى للقاء به، في التعبير عن القلق والانزعاج من هذا الوضع. 

ويقول نيكولا لـ "العربي الجديد": "يضم المتحف أجمل مجموعة أفلام في أوروبا، ومجموعة منتجات السينما البلجيكية الوحيدة في البلد. بالنسبة لي، المجيء إلى هنا مثل الذهاب إلى العمل في متحف اللوفر. وفي الوضع الحالي، أنا فخور ببقاء المؤسسة على قيد الحياة رغم الظروف المالية الصعبة". مسترسلاً: "نحن مدعوّون كل عام إلى أكبر المهرجانات لعرض أفلامنا التي عملنا على إصلاح شرائطها. كما ننظم عروضاً بنسبة أكثر مما تنظمه متاحف في مدن كبرى كباريس".


وتعدّ المشكلة الرئيسة التي يشدّد عليها نيكولا مازانتي، هي قلة المبادرات المتخذة لإدامة هذه المؤسسة المركزية. "بعد الحرب العالمية الثانية، حصل المتحف على أفضل مبنى صالح لهذا النوع من المؤسسات في أوروبا. المشكلة أنه لم يتغير منذ ذلك الحين. ولا أريد اتهام أحد بالوضع الذي نجد أنفسنا فيه اليوم. فهذا ليس خطأ أيّ من الحكومات خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية. بل يعود تاريخه إلى عام 1938، السنة التي أُسس فيها المتحف"، يكمل نيكولا.

منذ عام 1938، لم يتم اتخاذ أي قرار في بلجيكا للحفاظ على التراث السينمائي بشكل جيد. إذ تمول بلجيكا بشكل كاف جميع الفنون باستثناء السينما. وهو ما جعل منشآت المتحف المتوفرة حالياً هي على الأرجح الأقدم والأقل حداثة في أوروبا. "وكأن السينما ليست فناً، ولا تستحق المحافظة عليها. فنصف الآلات لا تعمل. إنها مثل الكهرباء في فنزويلا. تشتغل في بعض الأيام، وتتوقف في أيام أخرى"، يقول مازانتي.

بوجود أكثر من 80 ألف نسخة من الأفلام الدولية، مع ما يقارب 17 ألف نسخة من الأفلام البلجيكية، يعد المتحف السينمائي البلجيكي فضاء ذاكرة يحمل كنوزاً عديدة. "بالأمس، كنت مع باحث إنكليزي" يوضح نيكولا مازانتي. "جاء للبحث عن فيلم لم يستطع العثور عليه في بريطانيا، لأن مجموعتنا هي أكبر من مجموعة لندن. فمن يرد معرفة شيء عن الكونغو مثلاً، فقط هذا المتحف يمكن أن يمنح له هذه الفرصة. نفس الشيء بالنسبة للحربين العالميتين الأولى والثانية. سواء تعلق الأمر بالأفلام الوثائقية ونشرات الأخبار، وحتى أفلام الهواة". كما يضم المتحف مكتبة السينما الوحيدة في بلجيكا.
وتحظى أعمال الحفاظ على الأفلام وترميمها التي يقوم بها المتحف السينمائي البلجيكي، بأهمية كبيرة لأنها تتيح إمكانية مشاركة هذا التراث الثقافي والتاريخي بشكل واسع مع الجمهور، من خلال أنشطة المتحف العامة، وأيضاً عبر طلبات الاستعارة الخارجية. ويصل عدد المرتادين على المتحف سنوياً إلى نحو 80 ألف زائر.

المساهمون