أغلقت المحال التجارية داخل مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين في الأردن أبوابها، اليوم الثلاثاء، تلبية لدعوة الإضراب التي وجهتها الفعاليات الوطنية والإسلامية والشبابية في المخيم رفضاً لاعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما جابت مسيرة غاضبة شوارع المخيم للتنديد بالقرار والتأكيد على عروبة القدس.
وتجاوزت الاستجابة للإضراب الساعة المحددة من الثانية عشرة إلى الواحدة ظهرا، إذ أغلقت غالبية المحال أبوابها طوال اليوم، وعلقت على أبوابها لافتات تقول "مضربون من أجل القدس" و"من أجلك يا مدينة الصلاة"، ليتحول الوسط التجاري الصاخب إلى مكان شبه مهجور.
يشير الستيني، أبو عبد الله، إلى المحال التجارية المغلقة تضامنا مع الانتفاضة المقدسية الجديدة، ويقول "هذا أقل شي (..) الناس لازم تضرب، ولازم تنتفض"، ويؤكد بينما يدوس علم إسرائيل المرسوم على الأرض، أن اللاجئين أولى الناس بالانتفاض من أجل القدس، ويقول "القدس عربية وستبقى عربية (..) قبل ترامب، وقبل ما يكون في إشي اسمه أميركا".
بين المحال المغلقة، وضعت مجموعة من الشبان الذين يرتدون الكوفيات الفلسطينية سماعات ضخمة، وبثوا من خلالها أغانيَ فلسطينية، فيما راحوا ينتقدون أصحاب المحال الذين خرقوا دعوة الإضراب.
يقول حسين أبو الشيخ، أحد الداعين للإضراب، إن "حجم الاستجابة كان مفاجئا. كان هدفنا أن يغلقوا لمدة ساعة واحدة، فأغلقوا يوماً كاملاً"، مشيراً إلى أن الاستجابة تعدت حدود المخيم إلى المحيط القريب.
ويوضح أبو الشيخ أن "ما حدث اليوم لم يحدث داخل المخيم منذ أكثر من عشرين سنة. في السابق، وقبل أن يتراجع وجود الفصائل الفلسطينية داخل المخيم، كانت هي من تدعو للإضراب، وتعاقب غير الملتزمين".
ويضيف "لم نجبر أحداً على الإغلاق، وجهنا الدعوة، وتواصلنا مع أصحاب المحال على مدار يومين قبل الموعد المحدد. الجميع كان متحمساً للإضراب، وتحولوا من مشاركين إلى محرضين على المشاركة".
ومنذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، يشهد مخيم البقعة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، فعاليات يومية، ومسيرة ليلية غاضبة.
وفقاً لإحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يعيش في الأردن نحو مليونين و220 ألف لاجئ فلسطيني، يقيم نحو 17 في المائة منهم في المخيمات البالغ عددها 13 مخيماً، عشرة منها رسمية، وثلاثة غير رسمية.