متابعة نفسية للمصدومين من العملية الإرهابية في تونس

20 مارس 2015
الصدمة بعد العملية الإرهابية (الأناضول/GETTY)
+ الخط -



يبدو أنّ آثار وتداعيات العملية الإرهابية التي حدثت أول من أمس الأربعاء في تونس لا تزال متواصلة، ما دفع مجموعة من الأخصائيين النفسيين بمستشفى المنجي سليم بالعاصمة تونس إلى تكوين خلية لمتابعة الحالات التي تعاني من آثار الصدمة، أو تلك التي تشكو من الأرق جراء الحادثة الإرهابية التي وصفت بكونها أضخم عمل إرهابي في تونس.

ولئن تابع عديد التونسيين أو الأجانب من مختلف أنحاء العالم العملية الإرهابية التي وقعت في متحف باردو، وواكبوا تفاصيل ما حصل، فإنّ بعض الحالات النفسية الهشة قد لا تحتمل الصدمة أو تعاني من تداعياتها.

الدكتورة النفسية نهال هي إحدى المتطوعين ضمن الخلية النفسية، تقول لـ"العربي الجديد" إنهم باشروا أول من أمس الأربعاء، متابعة حالات سياح إسبان كانوا قد قدموا في نفس السفينة السياحية مع السياح المصابين، وبالرغم من أنهم لم يكونوا في متحف باردو أي مسرح الحادثة، لكن البعض منهم لم يحتمل الصدمة، وكانوا يصرخون ودخلوا في حالات من الهيستيريا والذهول الشديد.

وذكرت الأخصائية النفسية أنهم تابعوا هذه الحالات، وقدموا المساعدات اللازمة للوافدين إلى المستشفى، مؤكدة أن الوافدين هم بالأساس أجانب، وأنه لم يرد إلى المستشفى مواطنون تونسيون، موضحة أنهم مجندون لمتابعة الحالات التي قد تعاني من تداعيات العملية الإرهابية.

وكشفت أنّ بعض أعراض ما بعد الصدمة قد تظهر بعد أسبوع أو أسبوعين، وقد تكون على شكل أرق أو قلق أو حالة من الكآبة أو الصدمة. ويذكر أنّ الخلية النفسية تتابع الوافدين مجاناً بمستشفى المنجي سليم؛ وهي مفتوحة لكل من يعاني من آثار الصدمة.

في السياق ذاته، قال الدكتور نعمان بوشريكة أخصائي اجتماعي، وأحد المتطوعين ضمن الخلية  إنّ فكرة تكوين هذه الخلية كانت تخامرهم منذ فترة، وإنهم فكروا في تجهيز خلايا نفسية في كل مستشفى، ولكن بمجرد حصول الحادثة الإرهابية تم التعجيل في الإعلان عن تشكل الخلية.

وأضاف أنّ تداعيات العمل الإرهابي في متحف بوردو قد تكون وخيمة، إذ من الممكن أن تطال عدة أجيال، معرباً عن أسفه لمتابعة بعض الأطفال ما يحصل على شاشات التلفزيون أو أن يتحدث الآباء أمام أطفالهم عن الحادثة، مؤكداً أن مثل هذه الآثار قد تظهر مستقبلاً وتظهر في نوعية لعب الأطفال أو في أساليب مرحهم.

ولفت بوشريكة إلى أنه لاحظ أمس عاملة بفضاء تجاري كانت تبكي من الصدمة وغير مصدقة لما حصل. وأضاف أنّ "التأثير النفسي قد يظهر لدى البعض، فهناك من سيعزف عن زيارة النزل أو الذهاب إلى الفضاءات التجارية أو التبضع، ومن الناس من ستزيد لديهم الشكوك"، مبيناً أن مثل هذه الآثار قد تظهر بعد فترة زمنية وليس مباشرة.

وتابع أن البعض يعتقد أن المتابعة النفسية للحالات يجب أن تشمل فقط الجرحى أو الأشخاص الذين واكبوا الحادثة عن قرب، ولكنّ المتأثرين قد يكونون بعيدين عن الحدث أو تابعوه في التلفزيون أو سمعوه في الإذاعات. وأكد أن الخلية ستواكب الحالات الوافدة وستتعهد بعلاجها والتخفيف من وطأة الصدمة عليها.

اقرأ أيضاً: هجوم "متحف باردو" الإرهابي يضرب السياحة في تونس