ارتفعت مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها في عشر سنوات في يناير/كانون الثاني مع تجاهل المشترين ارتفاع أسعار الشراء والرهن العقاري في مؤشر على تزايد الثقة في الاقتصاد.
وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أمس إن مبيعات المنازل القائمة قفزت 3.3 في المائة إلى مستوى سنوي معدل في ضوء العوامل الموسمية بلغ 5.69 ملايين وحدة الشهر الماضي وهو أعلى مستوى منذ فبراير/شباط 2007.
وجرى تعديل وتيرة نمو مبيعات ديسمبر/كانون الأول بالزيادة إلى 5.51 ملايين وحدة من 5.49 ملايين في القراءة السابقة.
وكان خبراء اقتصاد استطلعت "رويترز" آراءهم قد توقعوا ارتفاع المبيعات 1.1% إلى 5.54 ملايين وحدة في يناير/كانون الثاني.
وعدلت الرابطة بيانات المبيعات التي تعود إلى عام 2014 لكن التعديلات كانت محدودة ولم تؤثر على وصف حالة السوق. وارتفعت المبيعات 3.8% عنها في يناير/كانون الثاني 2016. ويلقى الطلب على الإسكان دعما من تحسن سوق العمل الذي يزيد فرص التوظيف أمام الشبان.
ويظل استمرار نقص العقارات المتاحة للبيع - وهو ما يرفع أسعار المنازل - عقبة أمام متانة سوق الإسكان.
وفي حين يبدو سعر الرهن العقاري لثلاثين عاما آخذا في الاستقرار بعدما ارتفع بسرعة في الأشهر الأخيرة، فإنه يظل فوق أربعة في المائة بينما تنمو الأجور بأقل من ثلاثة في المائة سنوياً.
ضبابية الاقتصاد
وتأرجح حجم مبيعات المنازل الأميركية في عام 2016، بحيث أشارت العديد من التوقعات، إلى نمو المبيعات في عام 2016 بشكل لافت، إلا أن النتائج لم تكن بحسب التوقعات، رغم أن حجم المبيعات سجل ارتفاعاً في عام 2016 مقارنة مع عام 2015.
وبحسب وزارة التجارة الأميركية، فقد بيع حوالي 563 ألف وحدة سكنية جديدة على مدار العام 2016، بارتفاع قدره 12.2% مقارنة بإجمالي ما تم بيعه خلال عام 2015.
وبحسب الخبراء، فإن نمو المنازل في 2016 لم يصل إلى النسبة المتوقعة، بسبب ضبابية الاقتصاد. أشارت البيانات إلى أن النصف الأخير من عام 2016، سجل انخفاضاً في حجم المبيعات مقارنة مع النصف الأول من العام.
وبحسب بيانات وزارة التجارة الأميركية، فقد انخفضت مبيعات المنازل الجديدة في أميركا بنسبة 10.4% خلال شهر ديسمبر/كانون الأول لتصل إلى 536 ألفا في القراءة السنوية المعدلة موسمياً، وذلك مقارنة مع 598 ألفا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وجاءت هذه البيانات مخالفة لتوقعات المحللين التي أشار متوسطها إلى ارتفاع مبيعات المنازل الجديدة إلى 595 ألفا.
وبلغ متوسط سعر المنزل خلال ديسمبر/كانون الأول 322.5 ألف دولار، مرتفعاً بنسبة 4.3% مقارنة مع مستواه في نوفمبر/تشرين الثاني، وبنسبة 7.9% مقارنة بالشهر نفسه من العام 2015.
من جهة أخرى، وبحسب تقرير صادر عن شركة ريدفين العقارية، فإن نمو مبيعات العقارات الفاخرة انخفض نتيجة تقلبات الأسواق المالية، وتزامناً مع مخاوف بشأن السيولة في الأسواق.
نمو الطلب
يؤكد خبراء في الشأن العقاري أن تحسن الاقتصاد الأميركي، يساهم في زيادة نمو مبيعات العقارات، ويعتبرون أن نجاح سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خلق الوظائف، ونمو الاقتصاد الأميركي، عوامل ستؤدي إلى تحسن قطاع العقارات الأميركي، وسترتفع نسبة مبيع المنازل بنسبة تصل إلى 4%.
يذكر أن الإنفاق بقطاع التشييد في الولايات المتحدة قفز بأكثر من المتوقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ليصل إلى أعلى مستوى في عشرة أعوام ونصف العام، وهو ما قد يعطي دفعة للنمو الاقتصادي. وقالت وزارة التجارة الأميركية حينها إن الإنفاق بقطاع التشييد زاد بنسبة 0.9% إلى 1.18 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ إبريل/نيسان 2006.
وتشير هذه الأرقام بحسب خبراء، استطلعت آراءهم رويترز إلى أن السوق العقارية ستنمو خلال 2017.
(العربي الجديد)