واستخدم أهالي القرية جهازا يستخدم عادة لرش الحشرات في القرية، يطلق دخانا كثيفا أبيض اللون من شأنه أن يشتت تركيز قناصة الاحتلال المتمركزين داخل المنازل وبين الأزقة وعلى السواتر الترابية، ومنعهم من إطلاق الرصاص الحي نحو الشبان الذين يرشقونهم بالحجارة عند اقتحامهم للقرية.
ويقول مراد شتيوي، المتحدث الإعلامي باسم المسيرة في كفر قدوم، لـ"العربي الجديد"، إن الطريقة تم ابتكارها اليوم نظرا لكثر استهداف القناصة برصاصهم الحي للشبان"، مضيفا أنه عادة ما يستخدم القناصة مواقع لا يتمكن الشبان من رؤيتها وبالتالي يمكنهم تحقيق إصابات في كل مسيرة تخرج بها القرية.
وأكد شتيوي على فعالية الطريقة الجديدة ونجاحها، حيث تمكن الدخان اليوم من حجب الرؤية عن القناصة، إضافة إلى انسحاب جنود الاحتلال من منازل سيطروا عليها، وعدد من الكمائن التي نصبوها في أكثر من موقع، معتبرا جهاز رش المبيدات الحشرية ابتكارا جديدا يضاف إلى ابتكارات المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي في مسيراتها الرافضة للجدار والاستيطان.
ولم يتمكن جنود الاحتلال الذين اقتحموا قرية كفر قدوم التي مر خمس سنوات على انطلاق مسيراتها المطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق على مدخل القرية، منذ اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع عام 2000، حيث أفقدهم الدخان الأبيض قدرتهم على التركيز، وكذلك لم يعطهم الفرصة المناسبة لإطلاق الرصاص الحي سوى مرتين فقط٬ بينما كانوا في مرات سابقة يستخدمونه بشكل كثيف.
وعادة ما يستخدم الفلسطينيون في تظاهراتهم إطارات السيارات التالفة وإشعال النيران فيها، ويعتمدون عليها في إعاقة حركة جيبات الاحتلال العسكرية، فيما يحجب دخانها الأسود الرؤية عن الجنود، وكان الشبان في قرية كفر قدوم قد استخدموا خلال مسيراتهم زجاج المرايا في عكس أشعة الشمس الحارقة، على وجوه القناصة ودفعوهم في كثير من الأحيان إلى التراجع عن إطلاق الرصاص باتجاههم.
وقد يثبت مبيد الحشرات ودخانه الأبيض فعاليته في مقاومة جنود الاحتلال، وإفشالهم في إطلاق الرصاص نحو المتظاهرين الفلسطينيين وقنصهم وقتلهم، وبالتالي سيسعى النشطاء في قرية كفر قدوم إلى تعميمه في أكثر من مكان بالضفة الغربية المحتلة يخرج أهله في مسيرات مقاومة للجدار والاستيطان.